Close ad
23-4-2020 | 13:47

بعيدا عن الدخول فى دهاليز بعض الزوابع المثارة الآن فى المشهد الإعلامى فإن بمقدورى أن أقول مجددا: إننى مازلت عند رأيى الذى جاهرت به أكثر من مرة للتأكيد على أن استمرار القبول بالمفهوم الفضفاض لحرية الرأى يمثل خطرا على الحالة الصحفية بوجه عام وعلى الحياة الفكرية والسياسية بوجه خاص ومن ثم فإن الأمور باتت تستوجب وقفة مجتمعية ومهنية جادة ترتكز إلى أوسع مساحة من النقاش الحر العام لتعريف معنى وحدود حرية الرأى فى إطار الاستمساك بالعقائد الوطنية الثابتة وكيفية صياغتها بالشكل الملائم دون تعارض مع حق كل صاحب رأى فى أن يجد مكانه، وأن يمارس دوره بالعطاء والإبداع الذى يخدم الدولة والمجتمع!

أقول ذلك تحت مظلة الفهم الصحيح والإدراك بأن أصعب المواقف عند نشوب الأزمات واشتداد حدة التراشق بالاتهامات والكلمات انتصارا لرأى ضد رأى أو تغليبا لحجة دون أخرى هو موقف الالتزام بالمبادئ التى تنتصر لحرية الرأى وحرية التعبير تحت راية المصلحة العليا للوطن وبصرف النظر عن مشاعر اللحظة وانفعالاتها!

ولأن الصحافة المكتوبة وسائر وسائل الإعلام هى الوعاء الذى يتسع لكل الآراء من مختلف التيارات فإن من الضرورى فهم وإدراك دور وسائل الإعلام الأساسى كأداة من أدوات الرأى العام تنقل إليه وتنقل عنه ومن ثم لابد أن تكون أى وسيلة إعلامية فى مجمل أدائها تعبيرا عن التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية فى إطار التزام صحيح وصارم بالمبادئ الأساسية التى تقوم عليها الدولة وفق عقد اجتماعى ارتضاه غالبية الشعب واسمه «الدستور» حتى يمكن الاطمئنان إلى أن وسائل الإعلام ملك للشعب ومعبرة عنه وليست ملكا لفرد ووسيلة فى يده للتعبير عن رغباته الذاتية وخدمة مصالحه الخاصة!

وظنى أن أول خطوة لحماية حرية الرأى وضمان الإبقاء على حيويتها تبدأ بالتعريف الصحيح لمعنى ومفهوم وحدود ممارسة حرية الرأى حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتتسمم العقول بأقوال تحمل فى ظاهرها علامات الحق، بينما هى فى جوهرها كل الباطل!

ولعل من نافلة القول التأكيد مجددا على أن وسائل الإعلام وفى مقدمتها الصحافة المكتوبة تكتسب مصداقيتها بقدر إيمانها بوحدة وسلامة وسيادة واستقلال التراب الوطنى والتعبير عن ذلك بحشد الأفكار والرؤى الكفيلة بتنفيذ المهمة الأساسية لبلورة الأهداف والأمانى الوطنية المستقرة فى ضمير الشعب وحماية المجتمع من أسلحة الحرب النفسية التى باتت عنوانا لحروب العصر التى يراد لها أن تنجز مهامها دون طلقة رصاص واحدة!

خير الكلام:

<< تنتهى حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين.. ولا حرية دون مسئولية!

كلمات البحث