ما هي النتائج والتداعيات التي ستترتب علي الحرب الدائرة بين العقل البشري وهذا الوباء اللعين الذي ضرب الجميع من مشارق الأرض إلي مغاربها؟
لا أحد يستطيع أن يجيب علي هذا السؤال الآن ولكن بمقدور أي مراقب أو محلل سياسي واع وفاهم وقارئ لدروس التاريخ أن يقول بغير تردد أن تغييرات ضخمة سوف تقع في الأفكار والمفاهيم وفي الأساليب والآليات التي يتعامل بها الإنسان مع مجمل التحديات.
سوف تتغير نظريات سياسية واستراتيجية وتحل محلها علي نحو أو آخر نظريات وعقائد جديدة في الدفاع والاقتصاد والأمن والعلوم الاجتماعية ولن يكون غريبا أن ينشأ سلاح جديد اسمه سلاح الدفاع الطبي علي غرار أسلحة وأنظمة الدفاع الجوي ونظم الصواريخ المضادة للدبابات والمدرعات!
لقد كشف هذا الوباء ضعف وهشاشة الأنظمة الصحية الوقائية في مختلف دول العالم – كبيرها قبل صغيرها – وبات السؤال المطروح هو: ما أهمية أن تتنافس الدول العظمي المنتجة للسلاح علي كسب الأموال والأسواق لبيع نظام باتريوت الأمريكي أو نظام «إس 300» و «إس 400» الروسي بينما القدرة الدفاعية الوقائية في مواجهة الوباء اللعين تبدو قدرة عاجزة وأقرب إلي الاستسلام إلي حد اعتبار الاعتكاف المنزلي والتباعد الاجتماعي هو السلاح الأهم والأكثر فاعلية في تقليل مخاطر انتشار الوباء في هذه المرحلة التي يغيب فيها لقاح الوقاية أو مصل العلاج المؤكد!
لقد حاصر الوباء العالم كله دون استثناء وارتفعت النداءات من معظم العواصم العالمية طلبا للنجدة دون مجيب ووجدت كل دولة نفسها مضطرة للانكفاء علي نفسها إلي الحد الذي تبلورت فيه الاتهامات بين دول الاتحاد الأوروبي حول جدوى وجود الاتحاد في حين لم يتردد الرئيس الأمريكي في التهديد والوعيد ضد من يعترض حصول أمريكا علي احتياجاتها من أجهزة الوقاية من الوباء.. بل إنه ذهب إلي حد إيقاف مساهمة أمريكا في منظمة الصحة العالمية بادعاءات ومبررات غير مفهومة وغير منطقية!
وأصبح السؤال في كل عاصمة من عواصم الدنيا هو.. من أين ستجيئنا النجدة إذا هاجمنا الوباء... وبدأ دوران عجلة البحث والتفكير في إعطاء الأولوية لأنظمة الدفاع الصحية واستحداث سلاح جديد في المنظومة الوطنية اسمه سلاح الدفاع الطبي!
خير الكلام:
<< عرق التدريب يقلل من دماء المعركة!