Close ad
11-4-2020 | 13:21

استغل البعض كارثة الكورونا لافتتاح موسم الفتاوى خاصة أننا على أبواب شهر رمضان المبارك وبدأ البعض يتساءل هل نصوم أم نفطر وهل الكورونا تعتبر مبررًا للإفطار، يحدث هذا برغم أن للصوم قواعد ثابتة، وللإفطار ضرورات معروفة، ولكن البعض اجتهد أكثر من اللازم ووجدها فرصة لإطلاق أحكام وفتاوى لا علاقة لها بالصوم أو الشهر الكريم..

من حيث المبدأ فإن مريض الكورونا لا صيام عليه، وهذا شيء منطقي؛ لأن المريض لا صوم له.. أما أن يرى البعض أن الإفطار مباح حتى لو كان الشخص سليمًا فهذه مجاملة غريبة للتشجيع على الإفطار.
إن مشكلة الفتاوى عندنا أصبحت منطقة مباحة لكل من هب ودب والغريب أن عددًا من العلماء يثير الرأي العام بطرح هذه الفتاوى، وهو يعتقد أنه على حق دون أن يسمع لغيره..

إن الأزهر الشريف وإمامه فضيلة الدكتور أحمد الطيب يقف بحسم ضد هذه الاجتهادات الخاطئة، كما أن دار الإفتاء وشيخها الجليل الدكتور شوقي علام يرد على كل هذه الدعاوى؛ ولكن برامج الفضائيات تتنافس في طرح الكثير من الآراء دون الرجوع إلى مصادرها الحقيقية..

لقد فتح موسم الكورونا الأبواب لآراء غريبة في الصيام والصلاة، والمطلوب في مثل هذه المتغيرات أن نعود إلى الدين الحقيقي؛ ممثلا في رموزه؛ خاصة المؤسسات الدينية للدولة؛ لأن الفضائيات - وما فيها من التجاوزات والشطط - تربك المشهد، وتفتح أبوابًا لأشخاص لا علاقة لهم بالدين وأحكامه ويفتون في كل شيء..

هناك ثوابت لا ينبغي العبث فيها في قضايا الدين؛ خاصة ما بنيت عليه العقيدة، وهناك أحكام في كل شيء في الصلاة والصيام والحج؛ وهى من القضايا التي سوف يثار حولها جدل كبير في الأيام القادمة مع كارثة الكورونا، وهل يمنع الحج هذا العام؟ وماذا سيحدث في صيام رمضان؟ وماذا عن صلاة الجماعة وأحكام منعها؟

وفي تقديري أن الأزهر الشريف حسم هذه الأحكام حتى لا يقع الناس فريسة للفضائيات التي تفتي بلا علم.. إن الناس في هذه الظروف الصعبة يحتاجون إلى من يضع الأمور في نصابها، ويوضح لهم أحكام دينهم وشريعتهم..

[email protected]

كلمات البحث
الأكثر قراءة