7-4-2020 | 13:04
لا أظن أن مصر وتحديدا منذ عصر جمال عبد الناصر الذي شهد دعما مصريا بلا حدود لكل حركات التحرر الإفريقي من الاستعمار الأجنبي قد تخلت عن قناعتها الراسخة بأنها جزء لا يتجزأ من القارة الإفريقية مهما تغيرت وتبدلت الأولويات في كراسة الاستراتيجية المصرية.
في مصر قناعة ثابتة منذ فجر التاريخ بأن ما يربطنا بإفريقيا شيء أبعد وأعمق من البعد الجغرافي الذي وهب مصر مكانة متميزة باعتبارها بوابة الارتباط بين إفريقيا وآسيا فضلا عن تحمل مصر لأعباء وكلفة القيام بحراسة الباب الشمالي الشرقي للقارة السوداء حيث يسبق كل هذه الأبعاد المهمة بعد أكثر أهمية هو نهر النيل الذي يمثل بالنسبة للمصريين رباط الحياة وركيزة الأمن القومي!
وأيضا في الثقافة الشعبية المصرية وفي كراسة السياسة الاستراتيجية ينظر المصريون إلي نهر النيل باعتباره أهم ركائز الأمن القومي ومن ثم فإن النيل يمثل قمة أولويات مصر ، وشواغلها للحيلولة دون أي عمل يؤثر علي حصة مصر من مياه النيل أو مواعيد وصولها إليه.
ولعل من أكثر الأكاذيب شيوعا بعد هوجة 25 يناير أننا قد أهملنا إفريقيا لأن ذلك أمر غير صحيح حتي لو كانت هناك أوقات فرضت ضرورات طارئة من نوع إعطاء الأولوية لتحرير الأرض العربية بعد نكسة 1967 علي مختلف أولويات السياسة المصرية.
إن مصر كانت ومازالت – والفضل لنهر النيل – تري إفريقيا هي بيت العائلة بالمفهوم الجيو سياسي والاستراتيجي الصحيح ومن ثم تظل إفريقيا تمثل أولوية متقدمة في سياستنا الخارجية ولعل ذلك برز بوضوح في التعامل المصري مع الشأن الإفريقي – وضمنه سد النهضة – في السنوات الأخيرة - طوال حكم الرئيس السيسي - بروح الحكمة والعقل وحسن الإدراك بأن مصالحنا واحدة وأن مساحة تبادل المنافع أكبر بكثير من أي خلافات أو مشاحنات!
مصر من قبل سد النهضة ومن بعده ستظل محتفظة برؤيتها في اعتبار نهر النيل مسألة أمن قومي خارج أى حسابات أو مساومات سياسية وفي إطار حرصها علي ترسيخ علاقاتها مع كل الدول الإفريقية بمنظور ديناميكي متجدد ليتماشي مع كونها علاقات أزلية موغلة في القدم!
خير الكلام:
<< هناك شيء أسوأ من أن تكون حديث الناس هو ألا تكون حديثهم!
كلمات البحث