Close ad

الكورونا وتضليل الرأى العام

6-4-2020 | 13:23

فى مصر الآن بلا مبالغة ٥٠ مليون طبيب وخبير وباحث والكل يفتى فى الطب ويدعى أن أمريكا طلبت منه المساعدات الطبية ونحن شعب لم يؤمن حتى الآن بشيء يسمى التخصص ابتداء بفرق الغناء وانتهاء بالخبراء فى كل شيء .. إن الأحداث الكبرى فى حياتنا تكشف ما لدينا من المواهب من أكثر البرامج فى الشاشات المصرية كرة القدم ونحن خبراء فيها نقدا وتحليلا ولعبا وفى أحيان كثيرة أشعر بأن المعلق الرياضى أوشك على النزول إلى الملعب لكى يحرز هدفا .. وعلى الشاشات المصرية أيضا يظهر الأطباء يقدمون المشورة للمرضى .. وهناك فصائل الخبراء الاستراتيجيين يتحدثون فى كل شيء .. وحين هبطت كارثة الكورونا وجدنا آلاف الخبراء على مواقع التواصل الاجتماعى يحللون ويكشفون ولا يخجلون وعلى مواقع الفيس بوك آلاف الأراء والنصائح وهناك من تنبأ بهذا الفيروس الخطير منذ سنوات رغم أن دوائر الغرب والشرق لم تعرف أسبابه حتى الآن .. وما بين المصل الخاص بمرض الدرن واستخدامه كعلاج لكورونا وعشرات الاكتشافات الأخرى يعيش المصريون الآن أمام هذه المحنة .. إن الغريب فى الأمر أيضا أن هذه الاجتهادات العلمية والطبية قد جذبت الملايين من الأشقاء فى الدول العربية لكى يشاركوا فى هذه المهمة الصعبة .. إن مواقع التواصل الاجتماعى الآن تقدم تجاربها فى الطب والعلاج وكرة القدم والعلاقات الأسرية والأخبار الكاذبة والمفبركة فى السياسة والاقتصاد وقبل هذا كله إنها تقدم دروسا فى الفن الهابط.. فى ظل غياب الحقيقة مهما كان مصدرها وفى ظل غياب العلم الصحيح تهبط على الناس كل هذه القصص والحكايات مادام كل إنسان لديه مؤسسة إعلامية كاملة يستطيع من خلالها أن يكذب ويشوه الحقائق وبعد ذلك يقال إن هذه الاغنية حصدت مليون مشاهد رغم الذى شاهدها هو المطرب الذى غناها. . هناك عمليات تضليل ليس فى الأفكار ولكن فى أرقام ونسب المشاهدة وكانت أخر الضحايا مأساة الكورونا والتى تحولت إلى فرصة بعد أن ساد الكساد كرة القدم والفن الهابط وسينما المقاولات طيب الله ثراها..

كلمات البحث