تتنافس نحو 30 شركة أدوية ضخمة فى عدد من الدول الكبرى، أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والصين، لإنتاج لقاح واقٍ من فيروس كورونا المستجد، بينما يعمل عدد أقل منها فيما يبدو لإنتاج علاج للمصابين به، مثل شركة سانوفى الفرنسية التى يعتقد الخبراء فيها أن دواء استُخدم فى علاج مرض الملاريا قابل للتطوير ليصبح فعاَّلا فى مواجهة الفيروس. ويبدو السباق بين هذه الشركات محموما، على نحو يثير سؤالا عن الهدف الأول الذى تسعى إليه، وهل هو تحقيق مكاسب مالية عبر تسويق اللقاح أو العلاج، أم العائد المعنوى الكبير الذى يجعل الشركة الفائزة فى هذا السباق هى الأولى عالميا فى نظر كثير من الشعوب، الأمر الذى يُكبلها بالفخر.
ولا يخلو هذا العائد المعنوى من كسب مالى فى مدى أبعد، لأن السبق سيزيد الثقة فى الشركة التى ستنتج اللقاح أو العلاج. والأرجح أن الهدف الأول لهذا السباق ليس المكسب المالى العاجل بخلاف الاعتقاد الغالب، بل العائد المعنوي. فالمتوقع ألاَّ تكون المكاسب المالية التى تحققها الشركة الفائزة فى السباق كبيرة فى البداية.
سيكون عليها واجب أخلاقى يفرض بيع اللقاح أو العلاج الذى تنتجه بأسعار معقولة تناسب ظروف كل دولة. والحال أنه عندما يكون العالم فى محنة خطيرة، لا تستطيع الشركة التى تُنتج علاجا أو لقاحا أن تتجاهل هذا الواقع، وتتاجر فى أرواح البشر، حتى إذا كان أصحابها أو مديروها شديدى الجشع والقسوة ولذا، فالأرجح أن يكتفوا بالعائد المعنوى الكبير الذى يستطيعون تحويله إلى أرباح بعد انتهاء المحنة.
ويبدو أن بعض الشركات لم يعد لديها مانع من أن تتقاسم هذا العائد المعنوى مع غيرها، الأمر الذى دفعها إلى قبول التعاون فى إنتاج اللقاح أو العلاج، وهو أمر غير معتاد فى سلوك شركات الأدوية الكبري. فهذا التعاون يمكن أن يساعد فى التوصل إلى نتائج فى وقت أقل، فضلا عن تقليل تكلفة الإنتاج التى قدرها معهد بول إرليخ الألمانى بنحو مليارى يورو.
وكلما ازدادت معدلات التعاون بين الشركات، تنامت فرص التوصل إلى نتائج فى وقت أقرب. فلعل وعسي.