"فؤاد المهندس بالنسبة لي ستيفانو، وبيليه المسرح لم يأتي بعد" بهذه العبارة وصف الفنان الراحل نجاح الموجي نجم الكوميديا فؤاد المهندس في حوار سابق مع الإعلامي مفيد فوزي.
موضوعات مقترحة
وأشار الموجي، في حواره إلى أن المهندس يشبه اللاعب البرتغالي الشهير ألفريدو دي ستيفانو اللاعب البرتغالي، في إخلاصه لعمله وحرفيته وأساتذته في الكورة، وردًّا على تساؤل مفيد فوزي نحو من هو بيليه المسرح؟ أجاب الموجي بأنه لم يأت بعد.
وواصل الموجي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم حديثه عن المهندس الذي وصفه بكونه أبًا وأخًا لكل من يعمل معه، فقد كان يمنح أي وجه جديد يقف أمامه الفرصة ليقول الإفيه الخاص به ويأخذ مساحته بعكس آخرين من الممكن أن يقفلوا على الممثل ويطرحه بفرقتِه بحسب حديثه، وهنا قاطعه فوزي وسأله أتصور أن المشاهد العادي يريد أن يفهم ما تقصده من كلمة التقفيل؟ فرد عليه الموجي قائلًا: "لا والله المشاهد العادي بيبقى قاعد في المسرح وفاهم كل حاجة".
وهنا قاطع فوزي الموجي مجددًا وقال: "يعني فؤاد المهندس لم يكن أنانيا على المسرح"، ليقاطعه الموجي قائلًا: "بقول لحضرتك كان بيتخانق مع الفنان إللي ميقولش الإفيه بتاعه؛ لأنه بيعتبر نفسه أبا روحيا لكل العاملين معه، وهناك كثير من النجوم الذين صعدوا على يديه ومنهم عادل إمام، وصلاح السعدني، وفاروق فلوكس وآخرين".
واستكمل الموجي، ردًّا على تساؤل الإعلامي نحو مسار الخط البياني لمسيرة المهندس بين الصعود والتوقف، فقال: "فؤاد المهندس لم يتوقف هو ينتقي أعماله فقط".
نجاح الموجي
ومن هذه المحبة التي كان يحملها الموجي في قلبه للفنان الراحل يمكن استخلاص رحلة عبدالمعطي محمد الموجي ما هو اسمه الحقيقي، فالكوميديان الراحل اتخذ على عاتقه المنهجية التي عمل بها فؤاد المهندس في رحلته من حيث تقديمه لنص مسرحي متماسكًا يتخلله بعض المساحات التي تسمح بالإفيه الذي يخدم النص المسرحي كاملًا وليس مجرد جمل الغرض منها الحشو بالنص.
ومن هذه النقطة اختار الموجي أن ينتقل من مرحلة القطاع الخاص ويعود للمسرح القومي مجددًا وذلك بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه في المسرح الخاص بعد أن لمع اسمه، ويأتي ذلك بسبب تحول هذا المسرح في عقود الثمانينيات من القرن المنصرم إلى مجموعة من الاسكتشات والاستعراضات التي تبتعد عن قوام المسرح الجاد لذلك شعر الموجي بأنه مضطرًا في عمله بهذا المسرح للخروج كثيرًا عن النص لذلك إتخذ على عاتقه قرار العودة لمسرح الدولة في مراحله الفنية الأخيرة.
نجاح الموجي، هو تركيبة فنية خاصة مزج بين تقديم الإفيه والاجتهاد في تقديم كوميديا الموقف التي تعتمد على سرعة البديهة هذا بالإضافة إلى خفة ظله في تقديم شكل المونولوج والأغنية الخفيفة لعل أشهرها "أتفضل من غير مطرود" من فيلم "أيام الغضب" والتي لا تزال تحقق شهرتها حتى يومنا هذا عبر مواقع السوشيل ميديا والذي يعتبر الراحل واحدًا من أبرز نجومها بالرغم من مفارقته للحياة حيث أن رواد السوشيل ميديا لم يجدوا أصدق من أعمال الراحل حتى يتخذوا منها "كومكس كوميدية" للتعليق على أحداثهم اليومية الساخرة.
نجاح الموجي
أكثر من 150 عملاً فنياً قدمها نجاح الموجي بين أدوار البطولة والشخصية المساعدة لعل أبرزها "أربعة في مهمة رسمية" مع الراحل أحمد زكي، و"الكيت كات" الذي قدم من خلاله شخصية "الهرم" تاجر المخدرات بشكل كوميدي واقعي، و"الحب في طابا" و"ليه يا بنفسج" الذي حصل من خلاله على جائزة الهرم الفضي، و"زيارة السيد الرئيس" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"المساطيل" و"سكة الندامة" و"من يطفئ النار"، و"البحر بيضحك ليه" مع محمود عبد العزيز وطأطأ وشريكا وكاظم بيه" مع الراحل كمال الشناوي.
كما شارك في العديد من المسرحيات ومنها "يوم عاصف جدا" و"خد الفلوس واجري" و"مولد سيدي المرعب" و"على باب الوزير" و"سيرك يا دنيا" و"عروسة تجنن" و"الواد ده كويتي" و"ابتسامة وراء القضبان" و"مين ضحك على مين" و"رقص الديوك".
وكانت آخر الأعمال التي شارك بها قبل وفاته هو مسلسل "الشارع الجديد" في عام 1997، وبعدها بعام قدم آخر مسلسل ظهر به وهو "نحن لا نزرع الشوك".
ويبدو أن اهتمام الراحل بنجوم الكوميديا واضحًا بين الجيل القديم والجديد، فكما روى حديثًا عن فؤاد المهندس، تحدث الموجي عن موهبة الفنان محمد هنيدي في إحدى حاورته الصحفية الأخيرة قبل رحيله والذي أعرب عن فرحه بنجاحه وموهبته التي باتت حديث وسائل الإعلام، موجهًا له نصيحة قال له فيها : إن استمرار النجم يتوقف على ذكاؤه وثقافته، وإن دل هذا على شىء سيكون على أمران، الأول وهو دعم فنان كبير لموهبة صاعدة كما كان يفعل الكبار ومنهم فؤاد المهندس، والثاني يشير لقراءة الراحل للمشهد الفني من حوله بين وعيه بالمنهج الذي عمل عليه من سابقوه والتطور الذي تحمله الساحة الفنية بما عليها من وجوه جديدة.