Close ad

"كورونا" يحصد أكثر من 800 روح.. والحصيلة تجاوزت عدد ضحايا سارس في العالم

9-2-2020 | 18:17
كورونا يحصد أكثر من  روح والحصيلة تجاوزت عدد ضحايا سارس في العالم فيروس كورونا
أ ف ب

أسفر فيروس كورونا المستجدّ عن وفاة أكثر من 800 شخص غالبيتهم الكبرى في الصين، في حصيلة تجاوزت الحصيلة العالمية لوباء سارس، إلا أن منظمة الصحة العالمية قالت إنها ترى في استقرار عدد الإصابات اليومية "نبأ سارا".

موضوعات مقترحة

وتسبب فيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في ديسمبر في سوق في مدينة ووهان في وسط الصين، بـ89 وفاة إضافية في الساعات ال24 الأخيرة في الصين القارية (أي بدون هونج كونج وتايوان وماكاو)، وهو أكبر عدد وفيات خلال يوم واحد جراء هذا الوباء، وفق ما أعلنت لجنة الصحة الوطنية.

وفي حين يخضع قسم من البلاد لحجر صحي، بلغت حصيلة الوفيات جراء المرض في الصين القارية 811 شخصا، بالإضافة إلى وفاة شخص في هونج كونج وآخر في الفيليبين. وبذلك تكون الحصيلة قد تجاوزت حصيلة وفيات متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) الذي أودى بحياة 774 شخصاً في العالم في عامي 2002 و2003.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية السبت أن عدد الإصابات الجديدة الذي يُسجّل يومياً في الصين أصبح "في حالة استقرار"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّه من المبكر جداً القول إن الوباء تجاوز مرحلة الذروة.

تراجع عدد الإصابات الجديدة

صرّح مدير البرامج الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين "نسجّل فترة من الاستقرار منذ أربعة أيام إذ إن عدد الإصابات المبلّغ عنها لم يرتفع. إنه خبر سارّ وذلك يمكن أن يعكس تأثير اجراءات الرقابة التي اتُخذت".

في الصين القارية، بلغ عدد الإصابات المؤكدة الأحد قرابة 37 ألفا ومئتين أي 2600 إصابة جديدة مقارنة بالحصيلة اليومية السابقة.

وعدد الإصابات الأخير هو أقلّ بكثير من عدد الإصابات الإضافية الذي أعلنت السلطات الصينية عنه الأربعاء كحصيلة يومية وبلغ قرابة 3900 حالة جديدة.

وبحسب الخبير الأمريكي إيان ليبكين من جامعة كولومبيا، يمكن أن يبلغ انتشار المرض ذروته خلال أسبوعين قبل أن ينحدر بشكل كبير، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "ارتفاعاً سريعاً" بعدد الإصابات أمر ممكن مع عودة الناس إلى أعمالهم.

ويمكن لارتفاع درجات حرارة الطقس أن يعزز انتشار الوباء، بحسب ما أعلن هذا الخبير الذي عمل بمكافحة السارس في مؤتمر عبر الهاتف.

رسائل مفتوحة

قالت ميليسا سانتوس وهي طالبة من جمهورية الدومينيكان لم تخرج من منزلها في ووهان منذ أسبوع، لوكالة فرانس برس إنه نظراً إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة "أعتقد أنه من الآن حتى 15 يوماً، الأمور ستتحسّن".

لكن الوضع في مستشفيات المدينة المنقطعة عن العالم منذ 23 كانون الثاني/يناير ما زال يبدو فوضوياً.

وأفادت شن ييبينغ أحد سكان ووهان أن والدته البالغة من العمر 61 عاماً لا زالت تنتظر معالجتها في المستشفى رغم معاناتها من عوارض خطيرة، وذلك "بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يحتاجون للعلاج".

وتعاني المدينة أيضاً من نقص الإمدادات.

وقالت وي التي أصيب زوجها بالفيروس "البلدية تطلب من الناس البقاء في بيوتهم لأطول مدة ممكنة، لكن لا يوجد ما يكفي من السلع في المتاجر، ولذلك علينا دوماً الذهاب للتبضع".

وقال مسئول في وزارة التجارة الصينية للصحافة إن "العرض يواجه صعوبة في العودة إلى مستواه الطبيعي" بسبب الصعوبات في النقل والسعر واليد العاملة.

ويواصل الوباء انتشاره في العالم. وتم تأكيد إصابة أكثر من 320 إصابة في حوالى ثلاثين دولة. وسُجلت خمس حالات جديدة في فرنسا السبت، هم أربعة راشدين وطفل جميعهم بريطانيون، ما يرفع عدد الإصابات في البلاد إلى 11.

وفي الصين، لا تزال وفاة طبيب شاب كان أول من أطلق تحذيرا في أواخر كانون الأول/ديسمبر بشأن المرض، تثير جدلاً نادراً، في بلد تخضع المعلومات لرقابة مشددة.

ونشرت رسالتان مفتوحتان على الأقل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ وفاة الطبيب لي وين ليانج في مستشفى في ووهان.

وبات هذا الطبيب بطلا وطنيا في مواجهة المسؤولين المحليين المتهمين بمحاولة التكتم على المرض في بداية انتشاره.

وكتب عشرة أساتذة جامعيين في ووهان في رسالة حُذفت من موقع التواصل الاجتماعي "ويبو"، "توقفوا عن تقييد حرية التعبير".

ودعت رسالة أخرى أعدّها طلاب سابقون في جامعة تسينغوا المرموقة في بكين، من دون الكشف عن أسمائهم، الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إلى الكفّ عن جعل "الأمن السياسي الأولوية الوحيدة".

وردّ النظام الشيوعي بإعلانه الجمعة إرسال لجنة تحقيق إلى ووهان.

الإفراج عن سفينة في هونج كونج

خارج الصين، تعزز دول كثيرة قيودها على الأشخاص القادمين من الصين وتنصح بعدم السفر إلى هذا البلد. وباتت فرنسا السبت الدولة الأخيرة التي نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى الصين إلا في حال وجود "سبب قاهر". وأوقفت معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الصين القارية.

وأعلنت شركة طيران "اير تشاينا" السبت أنها ألغت بعض رحلاتها إلى الولايات المتحدة بما في ذلك من بكين إلى نيويورك وواشنطن.

ويُفترض أن تنتهي في 14 فبراير فترة عزل أوائل الذين تمّ إجلاؤهم من ووهان وقد وصلوا في 31 يناير إلى فرنسا ووُضعوا في الحجر الصحي قرب مارسيليا في جنوب فرنسا، وفق ما أعلن جهاز الأمن المدني السبت على وقع موجة تصفيق.

وحطت رحلة هي الثانية و"الأخيرة" أرسلت لإجلاء 200 بريطاني وأجنبي صباح الأحد في المملكة المتحدة. ووصل 38 فرنسياً كانوا على متنها إلى فرنسا بعد ذلك بوقت قصير. وسيفرض عليهم الحجر الصحي.

في الأثناء، ألغت أكثر من 70 شركةً مشاركتها في معرض صناعات جوية في سنغافورة، بينها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية العملاقة للصناعات الدفاعية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن المنظمون الأحد.

في هونج كونج، رفعت السلطات الصحية تدابير الحجر الصحي التي فرضتها على ركاب سفينة سياحية رست قبالة سواحلها، والبالغ عددهم 1800 شخص، وعن طاقمها البالغ عدد أفراده 1800 كذلك.

واتخذت السلطات تلك التدابير بعد الاشتباه بإصابة بعض أعضاء الطاقم بعدوى فيروس كورونا المستجد خلال رحلة سابقة.

في المقابل، أعلنت طوكيو الأحد أنه تم رصد ست إصابات إضافية بفيروس كورونا المستجد على متن سفينة قبالة سواحل اليابان، ما يرفع عدد المصابين فيها إلى 70 شخصاً.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: