أعلن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني اليوم الاربعاء استعداده لخوض معركة أخرى مع منظمة "سي-آي" غير الحكومية الألمانية للإغاثة التي قامت بإنقاذ 40 مهاجرا على متن زورق صغير كان يبحر على بعد حوالي 55 كيلومترا قبالة السواحل الليبية.
موضوعات مقترحة
وقال سالفيني "سأوقع خلال الدقائق القادمة مرسوما بحظر دخول وعبور السفن التابعة لمنظمة (سي آي) المياه الإيطالية، متهمًا المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين "بالاستفزازات المستمرة".
ووفقا لقانون أصدره سالفيني، فإن رجال إنقاذ المهاجرين الذين يتجاهلون أوامر البقاء خارج المياه الإيطالية، يتعرضون لغرامات باهظة واحتجاز للسفن عند وصولهم إلى أي ميناء إيطالي.
وقال جوردن إيسلر المتحدث باسم منظمة الإغاثة الألمانية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "إن منظمة سي آي تبحث عن مكان آمن للرسو، مضيفا "من الناحية الجغرافية، تعد لامبيدوسا هي أقرب ميناء آمن. سنرى كيف تسير الأمور خلال الساعات المقبلة".
وتابع إيسلر قائلا إن من بين الذين تم إنقاذهم امرأتين، إحداهن حامل، وطفل رضيع وطفلان.
وأشار إيسلر إلى أن هؤلاء المهاجرين الذين تم إنقاذهم، ينحدرون من نيجيريا وساحل العاج وغانا ومالي والكونغو والكاميرون.
وأخبر هؤلاء المهاجرون رجال الإنقاذ بأنهم انطلقوا خلال الليل من مدينة تاجوراء الواقعة شرقي طرابلس بليبيا، حيث تعد المدينة موطنا لمركز احتجاز المهاجرين الذي تعرض لعملية قصف في أوائل يوليو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا.
وكان وزير الداخلية الإيطالي، قد ذكر في وقت سابق اليوم أن خمس دول من الاتحاد الأوروبي وافقت على استقبال أكثر من 110 مهاجرين، كانوا عالقين منذ أيام على متن زورق تابع لخفر السواحل الإيطالي.
وقال سالفيني في مقطع فيديو، تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن الدول هي ألمانيا والبرتغال وفرنسا ولوكسمبرج وأيرلندا.
وأضاف أن بعض المهاجرين سيبقون في إيطاليا وستعتني بهم الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية.
من جانبه، قال مؤتمر الأساقفة الإيطاليين إنه سيستضيف "نحو 50 مهاجرًا" في مركز لاستقبال المهاجرين بالقرب من روما، بينما لم ترد تفاصيل حول حصص الدول الأخرى.
وكان سالفيني قد قال سابقا إنه لن يسمح بنزول المهاجرين من القارب حتى تسمح دول أخرى بالاتحاد الأوربي باستقبالهم.
وقال في رسالته على فيسبوك "خلال الساعات المقبلة، سأسمح شخصيا بإنزال المهاجرين".
ولم يكن هناك أي إيضاح كامل حول الأعداد.
وقال سالفيني إنه كان هناك 116 مهاجرا بشكل إجمالي، بينما حدد متحدث باسم خفر السواحل العدد بـ115 .
وقال سالفيني، الذي يرأس حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف ويتولى أيضا منصب نائب رئيس الوزراء إنه هدد مرارا بإبقاء المهاجرين في البحر لأجل غير مسمى، كوسيلة للضغط على الشركاء الأوروبيين لقبول اتفاقيات تقاسم الأعباء.
وأجبرت أساليبه المتشددة على التوصل إلى سلسلة من الحلول، مثل الحل الذي تم اليوم الأربعاء. وكانت محاولات للتوصل لترتيب أوروبي دائم لإعادة توزيع المهاجرين منيت بالفشل.
وقال سالفيني على فيسبوك "أوروبا تطلب منا استقبال المهاجرين، ثم عندما تطلب منها التدخل، يتعين أن تنتظر يومين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أيام للحصول على رد".