أحدثت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الجمعة، خلال مشاركته في منتدى الحزام والطريق الثاني، بقلب العاصمة الصينية بكين، أصداءً واسعة وألقت بظلالها على الحضور من الرؤساء والوزراء والدبلوماسيين الأفارقة المشاركين في المنتدى الذي يعقد خلال الفترة من 25 حتى 27 أبريل بحضور 5000 ممثل عن 154 دولة.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام"، استطلعت آراء عدد من الدبلوماسيين الأفارقة، في كلمة الرئيس السيسي، وخاصة أنه تحدث ممثلا عن القارة الإفريقية بوصف مصر تشغل منصب رئيس الاتحاد الإفريقي هذا العام.
ليسوتو: عبرت عن طموحات الأفارقة
قال برنس ماليش، وزير النقل في ليسوتو، إن كلمة الرئيس السيسي، عبرت عن طموحات كل الأفارقة، وخاصة أن الجميع يحلم بالتطوير والتنمية وتطوير الطرق والبنية التحتية، وتحقيق تكامل اقتصادي بين دول القارة يوفر فرصة حقيقية لصعود المؤشرات الاقتصادية والوصول إلى مستوى مقتدم من الرفاهية لدي الشعوب.
وأضاف الوزير، لـ"بوابة الأهرام"، أن خطة الاتحاد الإفريقي للتنمية 2063، التي أعلن عنها مؤخرًا وتسعى مصر لتنفيذها خلال رئاستها الاتحاد هذا العام، تتوافق مع مبادرة "الحزام والطريق"، وتحملان الخير لبلاده ليسوتو، وخاصة بعدما بدأت بشائرها تظهر بالبدء في مشروع طريق "مبيتي – سيلابا – ثيبي"، والذي يعمل على تسهيل حركة التجارة والحركة السياحية الوافدة، متابعا أنه يمتد بطول 91 كلم، موازيًا لسلسلة جبال دراكنسبرج بتكلفة 128 مليون دولار أمريكي، ويتم تمويله بقرض ميسر من صندوق طريق الحرير.
وأشار إلى أن المشروع سوف يسهم في تعزيز السياحة، حيث إنه يصل إلى حديقة سيلابا - ثيبي الوطنية، وهي التراث العالمي الوحيد في ليسوتو، وسوف يخلق هذا المشروع بشكل مباشر أكثر من 300 فرصة عمل.
ولفت إلى أن المشروع هو أحد ثمار منتدى التعاون الصيني الإفريقي "فوكاك"، الذي عقدت نسخته الأخير سبتمبر الماضي، وكان للرئيس عبد الفتاح السيسي، حضور قوي فيه أكد خلاله سعي أرض الكنانة إلى تقديم يد العون للبلدان الإفريقية بهدف تحقيق تعاون ومنفعة مشتركة تعود بالفائدة على جميع الأطراف.
وأضاف أن التعاون في إطار الحزام والطريق والاتحاد الإفريقي برعاية مصرية، يعتبر النموذج الأمثل والذي يجب أن يحتذى به، خصوصًا وأنه عمل على تطوير طرق النقل والسكك الحديدية في العديد من البلدان الإفريقية.
الكونغو برازافيل: أثلجت صدور كل الأفارقة
قال أيبمومبو لينوتفستي وزير الاقتصاد الرقمي في الكونغو برازافيل، إن كلمة الرئيس السيسي خلال منتدى الحزام، أثلجت صدور كل الأفارقة، وخاصة أن الصين تولي أهمية كبرى تجاه مصر تمثلت في قدوم الرئيس المصري متحدثًا في الجلسة الافتتاحية الرئيسية بعد الرئيس الصيني شي جين بينج، والروسي فلاديمير بوتين، والكازاخستاني نور سلطان نزار باييف، ما يعد مكسبًا للقارة السمراء، مؤكدًا أن أهم ما ركز عليه هو إزالة عوائق التجارة، وتطوير البنية التحتية، وهو نفس ما طرحته مصر من أولويات في القمة الإفريقية الأخيرة تمثل برنامج عمل لها خلال فترة رئاستها للاتحاد.
وأضاف أن سياسة مصر أيضًا تجاه إفريقيا خلال عام 2019، تتوافق مع أولويات منتدى التعاون الصيني الإفريقي "فوكاك"، وتضفي بعدًا هامًا على مستوى التعاون المشترك بين الجانبين، بهدف الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الإفريقي، حيث إنها تتضمن الحفاظ على على الأمن والسلم وإحداث تنمية مستدامة تقضي على الحروب الأهلية والنزاعات فضلا عن الإرهاب وانعدام الأمن والتغير المناخي.
وتابع: أن بلاده تتعاون مع مصر في إطار الاتحاد الإفريقي، مشيدًا بمستوى ذلك التعاون بقيادة الرئيس السيسي، ودنيس ساسو نجيسو، رئيس الكونغو برازافيل، والقمم المشتركة التي جمعت الزعيمين، خصوصًا في مساعي حل الأزمة الليبية، خصوصًا وأن بلاده تتولى رئاسة لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا مشيدًا بالدور المصري لدعم التوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا وحرصها على الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي.
وأشار إلى أن مستوى التعاون الثنائي بين مصر والكونغو برازافيل يشهد أفضل مستوياته في الوقت الحالي، مع مواصلة مصر تقديم الدعم الفني والتنموي لبلاده فى إطار علاقات الأخوة التى تجمع بين البلدين، فضلاً عن تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين، في إطار الحزام والطريق.
ولفت إلى أن مصر والكونغو برازافيل تتعاونان في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي "فوكاك"، ولا تلتفتان إلى الدعايات السلبية حول المبادرة، التي تجقق مصير واحد مشترك للبشرية يحمل الخير للجميع، من خلال تسريع وتيرة النمو.
إثيوبيا: رسالة قوية ومهمة للعالم
وأكد بينالف أهدوالم سكرتير عام حزب الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم في إثيوبيا، أن حديث الرئيس السيسي في منتدى الحزام والطريق، يعتبر رسالة قوية ومهمة للعالم أجمع، وتؤكد أن القارة الإفريقية على قلب رجل واحد، وتسعى إلى التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الكلمة عبرت عما يجيش بصدر كل إفريقي متواجد في هذا الحدث الضخم.
وأوضح أن الرئيس السيسي، أشار إلى نقطة مهمة، وهي مشروع "ممر الشمال - الجنوب"، أو طريق "القاهرة - كيب تاون"، الذي من شأنه أن يسهل حركة التجارة بين الشمال والجنوب ويخدم مشروع طريق "الشرق - الغرب" الذي ينطلق من إثيوبيا إلى غرب القارة الإفريقية، مضيفًا أن المشروعين يتكاملان بهدف زيادة مُعدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني.
ولفت القيادي المسئول بالحزب الإثيوبي الحاكم، في تصريحاته لـ"بوابة الأهرام"، إلى أن كلمة رئيس وزراء بلاده أبي أحمد خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد عقب الجلسة الافتتاحية حمل نفس المعاني الذي ذكرها الرئيس السيسي، في خطابه، ما يؤكد وجود رؤية مشتركة بين زعيمي البلدين وتوافق على التعاون من أجل مستقبل أفضل للقارة السمراء، خصوصًا وأن مصر تشغل منصب رئيس الاتحاد الإفريقي والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحتضن مقر الاتحاد الرئيسي، فضلا عن كون مصر وإثيوبيا يمثلان أقدم حضارات القارة وبينهما تاريخ طويل مشترك من التعاون والأخوة.
وأشاد بينالف أهدوالم، سكرتير عام حزب الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم في إثيوبيا، بمستوى التعاون المصري الإثيوبي في إطار مبادرة الحزام والطريق، خصوصًا وأن ثمار المبادرة الأولى قامت بلاده بالبدء في قطفها من خلال زيادة حركة التجارة بعد الانتهاء من إنشاء خط السكك الحديدية بين إثيوبيا وجيبوتي، مضيفًا أن الرئيس السيسي ذكر نقطة مهمة أيضًا تناولها شقيقه الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي وهي تشجيع الشركات الخاصة ورجال الأعمال والمؤسسات التمويلية الدولية على الاستثمار في المشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية.
وأوضح أن التعاون "المصري الإثيوبي"، والإثيوبي الصيني" المشترك، أثمر عن توقيع اتفاقيات باستثمارات 1.8 مليار دولار أمريكي، تشمل توفير خطوط نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، مضيفًا أن المشروع سيوفر الطاقة لما يصل إلى 16 منطقة صناعية، فضلا عن إنشاء خط السكة الحديد الثاني من أديس أبابا إلى جيبوتي ومدن مختلفة في بلاد النجاشي ملك الحبشة.
وأكد أن الاتفاقية تضمن عدم انقطاع التيار الكهربائي، بتوفير الطاقة دون توقف وأيضًا توفير فرص عمل للشباب، لافتا إلى أن كلمة الرئيس السيسي، حملت بعدًا اجتماعيًا مهمًا، وهما ضرورة أن يتوافق تمويل مشروعات التنمية المستدامة، وتطوير مشروعات البنية التحتية بالقارة في إطار مبادرة الحزام والطريق، مع ظروف كل دولة خصوصًا الدول النامية والأقل نموًا، بشكل لا يحملها أعباء إضافية.
وأوضح أن ذلك يستوجب تضافر العمل المشترك، من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص، لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.