تدور نقاشات حول صناعة تكنولوجيا الجيل الخامس الـ5G، على هامش منتدى الحزام والطريق الثاني الذي تحتضنه العاصمة الصينية بكين، نهاية الأسبوع المقبل، وذلك من خلال ورش عمل يحضرها ممثلون من 150 دولة من بينهم رؤساء دول ورؤساء حكومات وشخصيات رفيعة المستوى في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
موضوعات مقترحة
الـ 5G
وتدور المناقشات حول الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الجيل الخامس التي تقودها الصين وتسعى لنشرها على مستوى العالم، من خلال شركة هواوي، حيث إنه بإمكانها توفير خدمات أبعد من كونها تحسين خدمة الاتصالات والولوج إلى الإنترنت؛ من خلال إنشاء مدن ذكية وآمنة، ونشر إنترنت الأشياء بكفاءة وفعالية، وهي شبكة من الأجهزة المادية المترابطة لتبادل البيانات، وبالتالي يمكن تحويل شبكة التليفزيون الأشهر في الصين CCTV، إلى وسيلة للتحكم في الاختناقات المرورية وتقليل الجريمة؛ من خلال كاميرات مراقبة حركة المرور، وأجهزة استشعار مستوى المياه، وأضواء الشوارع، ومواقف السيارات، وحتى سلة المهملات، من خلال ربطها بأجهزة اتصال ذكية وتوصيلها بخدمة إنترنت الأشياء وصولا إلى مركز القيادة.
طمأنة
وتسعى الصين إلى طمأنة العالم بخصوص الدعاية الأمريكية السلبية ضد تلك التقنية الحديثة، بالقول إنها وسيلة حديثة غير امنة تهدف إلى التجسس، فيما لم تلتفت بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا إلى تلك الدعاية وقررت المضي قدمًا في الاستفادة من خطة بكين بالوصول إلى 30 مليون مشترك فقط في الشرق الأوسط بحلول عام 2023، خصوصًا وأنها تقنية مخصصة لنقل البيانات واستخدامها خصوصًا في استخدام الروبوتات .
استفادة تكنولوجية
على مستوى الدول العربية، تحولت هواوي، إلى أحد أبرز موردي المعدات التي تشكل عصب خدمات الشبكات بفضل أسعارها المنخفضة، حيث ناقشت كل من بكين والقاهرة، إمكانية تطبيق الخدمة فائقة الذكاء في مصر بداية يونيو المقبل بعد نجاح تجربتها في البحرين.
وقال كمال بن أحمد وزير الاتصالات البحريني: إن تكنولوجيا الـ 5G، بأن وجودها أمر مهم لنقل البيانات بسرعة أكبر وتوفير مساحة تخزينية اكبر من خلال خدمات تتفوق على الحوسبة السحابية.
وعلى طول بلدان الحزام والطريق، تسعى هواوي، إلى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ونشر تكنولوجيا الـ 5G، ومساعدة البلدان بشكل أفضل في تحقيق نمو اقتصادي قوي، بوصف قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسرع نموا بين القطاعات الاقتصادية الأخرى، خصوصًا وأن الحزام والطريق أكبر ممر اقتصادي في العالم يتضمن 4 طرق رئيسية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، ودول وسط آسيا وروسيا ودول أوروبا وأخيرا وهو الأهم دول القارة الإفريقية البكر، وفي مقدمتها مصر، حيث من المتوقع أن يغطي احتياجات 4.4 مليار نسمة على مستوى قارات العالم القديم الثلاثة.
قطاع العقارات أحد الرابحين
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكثر من مرة على أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعنصر أساسي في دعم خطط مصر التنموية، والنهوض بأرض الكنانة، كي تعود إلى مكانتها التي تستحقها في كافة المجالات.
وترى هواوي، بوصفها الذراع التكنولوجي الصيني، إن مصر تملك البنية التحتية لإنشاء مدن سكنية ذكية بهدف النهوض بالمجتمعات العمرانية في مختلف أنحاء الجمهورية، لتكون رائدة في هذا المجال في إفريقيا والشرق الأوسط، وأن القطاع العقاري هو الآخر أحد أهم المستفيدين من تكنولوجيا الـ 5G، خصوصًا وأن مصر تملك كافة الإمكانيات سواء التكنولوجية أو على صعيد البنية الأساسية لإحداث نقلة كبيرة في نشاط القطاع العقاري خلال السنوات المقبلة من خلال إدخال التكنولوجيا الذكية في إنشاء المدن.
الحكومة المصرية بقيادة مصطفى مدبولي، تتبني تطبيق تكنولوجيا الـ5G في المشروعات الجديدة مثل العاصمة الإدارية وغيرها، وهي التي من شأنها نقل صناعة المجتمعات العمرانية الجديدة نقلة نوعية كبيرة نحو المنافسة العالمية في مجال صناعة العقارات، وهو الأمر الذي سيمثل قيمة مضافة كبيرة على صعيد الخدمات الأمنية الذكية والتكنولوجية الرقمية والحياة اليومية للمواطنين، فضلا عن مجالي الأمن والحماية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات وإنترنت الأشياء لتطوير المدن الجديدة في مصر، وهي تكنولوجيا متبعة عالميا عند تطوير وإنشاء مدن ذكية جديدة.
تطوير التعليم يعتمد على الـ 5G
بشهادة الصينيين، مصر تسعى لاستعادة صدارتها في المنطقة، ووفقًا لتصريحات سابقة للرئيس التنفيذي لشركة هواوي مصر فينيست صن، أكد أن طيبة عاصمة مصر في عهد المصريون القدماء كانت المنهل الرئيسي للعلم والمعرفة في العالم، مؤكدًا أن القيادة السياسية الحالية تسعى لاستعادة دورها المحوري من خلال التعليم القائم على تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، فمن خلال التحول الرقمى لنظام التعليم في الدولة، ستكون مصر قادرة على تعزيز مكانة الأسس التعليمية الرقمية، حيث يمكن لجميع الطلاب الوصول إلى الموارد التعليمية بطريقة فعالة وأقل تكلفة.
ويأتي ذلك في إطار أن النظام التعليمي التقني والرقمي الجديد، الذي بدأت وزارة التربية والتعليم سيكون قادرًا أيضًا على توفير تجربة تعليمية نموذجية ومتخصصة من شأنها أن تكسر الحدود الجغرافية والثقافية وتدفع تجربة التعلم إلى حدود أبعد من الفصول الدراسية، فضلا عن تعزيز البحث العلمي.
وتعد الشركة الصينية الشريك الإستراتيجي لوزارة التربية و التعليم، من خلال مشاركتها في خطة الوزارة للتحول الرقمي لجميع مدارس مصر، وقد نجحت في تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لـ 147 مدرسة في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز شهر واحد و تقع المدارس في ثلاث محافظات هي القاهرة، كما أنها قد طورت البنية التحتية التكنولوجية الحديثة للحرم الجامعي للجامعة الكندية في مصر داخل "العاصمة الإدارية الجديدة" كما تمكنت هواوي من جعلها منارة للجامعات الذكية من جميع أنحاء العالم.
ثمار الإصلاح والانفتاح
أحمد سلام الخبير المصري في الشئون الصينية، قال إن نجاح صناعة التكنولوجيا في الصين من خلال هواوي بدأ في أعقاب تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، عام 1979، ففي مدينة "شينتشن" الصينية، وهي مدينة صناعية كبرى تقع في جنوبي الصين بالقرب من هونج كونج على مساحة شاسعة تبلغ مليونا و500 ألف متر مربع، بدأت هواوي كشركة صغيرة تعتمد على نفسها، كي تتحول بمرور السنون إلى ذلك العملاق الذي أرق الولايات المتحدة ودفعها لتدشين الحرب التجارية مع دولة باكملها بحجم الصين
الزعيم الصيني دنج شياو بينج، مؤسس سياسة الإصلاح والانفتاح، وضع أيضًا استراتيجية لتطوير البنية التحتية للاتصالات في كافة أنحاء البلاد، وذلك تنفيذا لقرار حاسم اتخذته الحكومة الصينية بالاعتماد على الذات، وتقليل دور الشركات الغربية في مجال الاتصالات، وارتكزت هذه الإستراتيجية على تأسيس عدد من الشركات المحلية القادرة على تصنيع وتطوير معدات وأدوات الاتصال.
أرباح خيالية
وأضاف أن هواوي ستكون لاعبًا رئيسيًا في منتدى الحزام والطريق المقبل، حيث من المنتظر توقيع العديد من الاتفاقيات مع عدد كبير من الدول وفي مقدمتها مصر لتعزيز التعاون والشراكة، مضيفًا أن استثمارتها في تكنولوجيا الـ 5G تخطت حاجز 600 مليون دولار عام 2018، وأنها مع نهاية عام 2013 كانت قد انضمت إلى أكثر من 170 مؤسسة عالمية متخصصة في وضع معايير تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وأنها في نفس العام بلغت قيمة علامتها التجارية 8.4 مليارات دولار أمريكي مقارنة بـ 7.3 مليار في 2017.
ريادة مصر تكنولوجيًا
وأضاف أحمد سلام أن سياسة الصين على المستوى التكنولوجي، تتضافر مع رغبة مصر لتحقيق الريادة في هذا المجال ليس على مستوى المنطقة ولكن على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد على توقيع اتفاقية بين اشلركة المصرية للاتصالات وهواوي خلال المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في برشلونة بأسبانيا، بهدف تحقيق شراكة إستراتيجية في مجال الحوسبة السحابية، وهو مفهوم حديث في عالم تكنولوجيا المعلومات يُعنى بتقديم التقنيات الحاسوبية عند الحاجة كخدمات في أي وقت وباستخدام مختلف أنواع الحواسيب أو الهواتف الذكية، بشكل آمن وبأقل التكاليف، وهي عبارة عن حوسبة مبنية على الإنترنت.
وأكد المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر في الصين، أن الاتفاقية استهدفت تحول مصر إلى ممر ومركز رقمي إقليمي مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز، فضلا عن التعاون في توفير البرامج التدريبية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية لأربعة آلاف متدرب بشكل سنوي.