Close ad

الصين: مستعدون للقيام بدور بناء في نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان

8-3-2019 | 13:08
الصين مستعدون للقيام بدور بناء في نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستانوزير الخارجية الصيني وانج يي
بكين – محمود سعد دياب

قال وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إن بلاده تأمل أن يحل الحوار محل المواجهة بين الهند وباكستان، وأن تسويا الخلاف بنوايا حسنة، وتخلقا مستقبلا أفضل بالتعاون.

موضوعات مقترحة

وأعرب وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم بالعاصمة بكين، على هامش أعمال الدورة التشريعية السنوية للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، عن استعداد بلاده للقيام بدور بنّاء للمساعدة في تخفيف حدة التوتر بين باكستان والهند، داعيا الجانبين إلى تجنُّب اتخاذ أي خطوات يمكن أن تزيد من تصعيد الموقف.

كانت قد نشبت أزمة حادة بين كل من باكستان والهند منذ منتصف فبراير الماضي، بسبب واقعة تفجير انتحارية في الجزء الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه، أدت إلى مصرع عدد من أفراد الشرطة الهندية، واتهمت نيو دلهي، جماعة مسلحة في إسلام أباد بالوقوف خلف الحادث بدعم من الحكومة الباكستانية وهو ما سارعت الأخيرة بنفيه.

وتحت ضغوط الرأي العام الهندي قبيل أسابيع من دخول رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي انتخابات الربيع لولاية ثانية، شن الجيش الهندي غارات جوية دكت فيها طائراته أماكن داخل باكستان قالت إنها معسكرات تدريب الجماعة المسلحة، لكن باكستان ردت بقدر من الحكمة داعية إلى نزع فتيل التوتر، وقرر عمران خان رئيس الوزراء إطلاق سراح طيار هندي كان محتجزًا في إسلام أباد قبل فترة، ما أدى إلى عودة الهدوء إلى الملاحة الجوية التي اضطربت بسبب الأحداث، وخفف من حدة القلق الذي انتاب العالم جراء اشتعال الأزمة بين القوتين النوويتين.

وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن بلاده ترحب بالرغبة التي أعرب عنها البلدان في الأيام الأخيرة لتهدئة الوضع والبدء في المحادثات، مشيرا إلى أن الصين أكدت من البداية على ضرورة ممارسة الهدوء وضبط النفس ومنع التصعيد.

وتابع وانج أنه يجب على الصين والهند أن تكونا شريكتين لبعضهما البعض في السعي لتحقيق أحلامهما الخاصة، وفرصة مهمة لكليهما من أجل تحقيق تنميتهما الاقتصادية، مع تقديم مساهمة جماعية في إعادة إحياء وازدهار آسيا.

وترتبط كل من الصين وباكستان، بشراكة تعاونية إستراتيجية شاملة، ودائما ما تتشاركان الدعم الراسخ المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، حيث قامت بكين بتطوير الطرق والبنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتستمر حاليًا في تطوير ميناء جوادر المطل على المحيط الهندي لكي يكون نافذة الصين لنقل البضائع إلى مصر ومنطقة الشرق الأوسط ومنها إلى أوروبا.

وثمنت بكين خلال زيارة وانج شوان يو نائب وزير الخارجية إلى باكستان الأربعاء الماضي، حالة الهدوء وضبط النفس الذين تحلت بهم إسلام أباد، إلى جانب جهود إسلام أباد لنزع فتيل التوتر من خلال الحوار مع الجانب الهندي.

وأكد كونج خلال زيارته أن الصين تؤكد ضرورة احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها، وأنها لا ترغب في رؤية أي تصرفات تنتهك قواعد العلاقات الدولية، مطالبًا الدولتين بتجنب القيام بأي تصرفات يمكنها أن تزيد من تصعيد الموقف، داعية الجانبين إلى إظهار النوايا الحسنة والمرونة، والانخراط مع بعضهما بعضا في إجراء حوارات في أقرب وقت ممكن، من أجل الحفاظ بشكل مشترك على السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي.

وخلال زيارته، التقى كونج رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، ووزير الخارجية شاه محمود قريشي، كما أجرى محادثات مع وكيلة وزارة الخارجية تهمينة جانجوا.

من جانبه، قال بلال صبري صحفي بجريدة "باكستان توداي" اليومية، في إن الصين تعد أكثر الأصدقاء موثوقية لدى إسلام أباد، معتبرًا أن علاقة بلاده مع الصين حجر الزاوية في الدبلوماسية والسياسة الخارجية لها، معربًا عن تقديره لحفاظ الصين على موضوعيتها ونزاهتها إزاء النزاع الباكستاني- الهندي، موجّهًا الشكر للصين على جهودها في خفض التوترات.

وأضاف صبري أن إسلام أباد لا ترغب في رؤية تصاعد في التوتر، بل تريد حل الصراعات والخلافات سلميا مع الهند من خلال الحوار، مضيفا أن باكستان تتوقع من الصين والمجتمع الدولي لعب أدوار بنّاءة في هذا الصدد.

وثمن جهود بكين في حل النزاع واصفًا إياها بـ"الشقيق الحديدي" لباكستان، وأن الصين تعزز السلام في المنطقة، ومواجهة مساعي المسئولين في الهند لكسب أصوات انتخابية على حساب مصائر الشعوب، مؤكدًا أن إطلاق سراح الطيار الهندي أكد أن بلاده لا تريد دخول حرب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة