Close ad

المخابرات الأمريكية تعتبر المواجهة مع الصين حربا أيديولوجية

2-2-2019 | 18:58
المخابرات الأمريكية تعتبر المواجهة مع الصين حربا أيديولوجية المخابرات الأمريكية
أ ف ب

في خطوة يمكن أن تجعل موقف واشطن من بكين متصلبا لسنوات، وصفت أجهزة المخابرات الأمريكية العلاقات مع الصين بأنها مواجهة أيديولوجية عالمية لن تحتويها اتفاقيات تجارية ولا حملة لوقف استحواذ الصين على أسرار تكنولوجيا مثلما تتهمها واشنطن.

موضوعات مقترحة

وفي خطوة مفاجئة غير مسئولو أجهزة التجسس الأمريكيين، رأيهم بشأن المنافسة بين العملاقين واتخذوا موقفا أكثر عمقا من التنافس على الأسواق والتكنولوجيا والجغرافيا السياسية.

ورأى التقرير السنوي بعنوان "تقييم التهديد في العالم"، الذي نشره مدير أجهزة الاستخبارات الأمريكية دان كوتس، أن الصين تسعى لإشاعة "رأسمالية مستبدة" في مواجهة الليبرالية الديموقراطية للغرب، في خطاب يذكر بعقود من الحرب الباردة.

وقال التقرير، إن "القادة الصينيين سيسعون بشكل متزايد لفرض النموذج الصيني من الرأسمالية المستبدة كبديل - وأكثر تفوقا ضمنا - من مسار التطور في الخارج، مثيرين تنافسا بين قوى عظمى يمكن أن يهدد الدعم الدولي للديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون".

وأضاف التقرير، أن "المعركة الأيديولوجية المقبلة" ستشهد "مرحلة من تزايد نشاط السياسة الخارجية الصينية ونظرة صينية إلى العالم تربط رؤية الصين الداخلية برؤيتها الدولية" بما فيها الفكرة القائلة، إن الأنظمة المستبدة المراعية للأسواق أكثر تفوقا. 

ويقول محللو السياسة الصينية، إن التقرير يؤشر إلى تغير مهم لطريقة التفكير الأمريكية، ويضيفون أنه يذهب أبعد بكثير من آراء ترامب الذي تعامل مع العلاقات مع الصين كمعاملات تجارية.

من جانبه قال جيمس ماكجريجور رئيس مجموعة الاستشارات "ابكو وورلد وايد" عن المواجهة، إن "هذا أكثر من مجرد علوم اقتصاد"، وأضاف لوكالة فرانس برس: "الآن ومع تحقيق الصين نجاحا كبيرا، هناك معركة أيديولوجية على النظام الذي يعمل بشكل أفضل".

وأضاف "هناك كثير من الدول الفقيرة والنامية التي نظرت إلى ما أنجزته الصين بإعجاب، وتتساءل ما إذا كان ذلك النظام ينجح لديها".

وقال آرون فريدبرج، الأستاذ في جامعة برينستون والخبير في شئون الصين، إن التحول بارز لكن غير مستغرب، بعد أن أنهى شي جينبينج عقودا من سياسة خارجية لا تعتمد خطابا أيديولوجيا.

وأضاف: لفترة طويلة بذل مسئولون صينيون كل ما بوسعهم للقول إنهم لا يعتبرون أنهم يقدمون نموذجا بديلا لكن الآن تنافس أيديولوجي لأن الصينيين يرونه هكذا".

وشرح وجهة نظره قائلا، إن حكومة شي "تقوم بأشياء قادرة على إضعاف مؤسسات ديموقراطية في أماكن ربما لا تتجذر فيها تلك المؤسسات بعمق" مثل وسط أوروبا وإفريقيا.

وأضاف "في إفريقيا وأماكن أخرى فإن شركاءهم المفضلين هم عادة حكام مستبدون، ما يقلل من احتمالات أن تكون لدى تلك الدول أنظمة سياسية ليبرالية".

وبحسب تارون شهبرا من معهد بروكينجز فإن مجتمع الاستخبارات الأميركي يعتقد أن الصين تتعمد مهاجمة قيم أميركية جوهرية على المسرح الدولي، مضيفا أن "قيمنا بطبيعتها تهدد الحزب الشيوعي الصيني بسبب التزامها الجوهري بحرية التعبير".

وأضاف "أن الالتزام بفكرة أن لا يكون للدولة احتكار على الحقيقة يمثل خطرا أيدولوجيا هائلا على الحزب الشيوعي الصيني"؛ رغم أن جمع بكين للمراقبة الرقمية الهائلة المرتبطة بمنظومة اجتماعية يمكن أن تمنح الحزب الشيوعي يوما ما سيطرة مجتمعية "بدرجة ربما لم يحلم بها ماو نفسه".

وفي رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فريدبرج، إن الموقف الجديد لمسئولي الاستخبارات الأميركية من شأنه أن يجعله يتحدث أكثر عن القيم الليبرالية الديموقراطية، ويتجنب النظر إلى علاقة واشنطن وبكين كمعركة أساسية بين نماذج الحكم، مضيفا أنه يعتقد أن تقرير مدير الاستخبارات الوطنية يجذب الانتباه إلى أن تفسير الإدارة الأمريكية للواقع يختلف نوعا ما عن الأشخاص في رأس الإدارة"؛ شارحا وجهة نظره أكثر بقولة عن ترامب "يبدو إنه متعاطف بشكل مستغرب، مع الأنظمة غير الليبرالية".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة