طالب محتجوا "السترات الصفراء" في فرنسا إلى تعبئة اليوم لثامن أسبوع على التوالي لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام، في تحد للحكومة التي تندد بـالعصيان وتطالب بعودة النظام؛ حيث صعدت الحكومة النبرة، وقال المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو أمس، إن هذه الحركة "أصبحت، بالنسبة لأولئك الذين لايزالون ناشطين، عملا يقوم به مثيرو الشغب الذين يريدون العصيان والإطاحة بالحكومة"؛ فيما دعا وزير الداخلية قادة الشرطة في مختلف المناطق إلى مواصلة إخلاء "مئات نقاط التجمع" المتبقية على الطرقات بما في ذلك بالقوة.
موضوعات مقترحة
وفي أول تعبئة للعام 2019، دعا المحتجون إلى التظاهر في باريس والمقاطعات، غير آبهين للتنازلات التي قدمتها الحكومة والنقاش الوطني الكبير الذي يبدأ في منتصف يناير لبحث المطالب.
وأعلن المحتجون عن تحركين كبيرين في العاصمة، هما مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية، وتجمع في جادة الشانزيليه التي كانت مركزا للاحتجاجات في أيام التعبئة السابقة.
وتم اعتقال إريك درويه، أحد قادة التظاهرات المثير للجدل، مساء الأربعاء الماضي، قرب هذه الجادة وأوقف قيد التحقيق حوالي عشر ساعات، ما أثار استنكار المعارضة والمحتجين الذين نددوا بإجراء "سياسي" وتوعدوا بأنهم "لن يقدموا أي تنازل"، وستشكل احتجاجات اليوم اختبارا لقدرة الحركة على الاستمرار بحشد كبير كما بدأت.
وحذرت لجنة "فرنسا الغاضبة" الممثلة للمحتجين في رسالة مفتوحة إلى الرئيس تم بثّها مساء أمس الأول بأن "الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصلت أنت وأمثالك اعتبار عامّة الشعب مجرّد بائسين ومتسولين وعيديمي القيمة".
واقترحت "فرنسا الغاضبة" على أنصارها أن يخلعوا السترات الصفراء السبت "وينزلوا في الشارع كمواطنين لا غير، وهم كذلك"، ومنذ انطلاق الحركة، أصيب أكثر من 1500 شخص بينهم 53 إصاباتهم خطيرة من جانب المتظاهرين، وحوالي 1100 من عناصر قوات الأمن، كما قتل عشرة أشخاص، معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرقات.