Close ad

عبد المحسن سلامة: مبادرة "الحزام والطريق" فكرة ذكية.. ولا ننسى مواقف بكين تجاه فلسطين| فيديو

12-6-2018 | 16:49
عبد المحسن سلامة مبادرة الحزام والطريق فكرة ذكية ولا ننسى مواقف بكين تجاه فلسطين| فيديوعبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام خلال لقاءه مع مجلة الصين اليوم
محمود سعد دياب

قال عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، إن الصين نجحت بعد مرور أربعين عاما على انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، نجحت في تحقيق إنجازات اقتصادية وصناعية مبهرة.

موضوعات مقترحة

وأكد سلامة في لقاء متلفز مع مجلة "الصين اليوم" الناطقة بالعربية، أن أحدًا لم يكن يتخيل أن الإصلاحات التي طرحها الزعيم دنغ شياو بينغ في عام 1978، سوف تقود الصين لتصبح ثاني اقتصاد في العالم وتحقق معدل نمو يصل إلى نحو 10٪ على مدى 20 عاما، ولديها احتياطي من النقد الأجنبي يزيد على 3 تريليونات و600 مليار دولار أمريكي، وأن تصبح السلع والمنتجات الصينية في كل منزل ومؤسسة في كل دول العالم، والأهم من ذلك، أن تحافظ على وحدة أراضيها واستقرارها الاجتماعي والسياسي في الوقت نفسه.

وأكد نقيب الصحفيين، أن الجميع يعلم أن الصين كانت من أفقر دول العالم قبل إصلاحات دنغ شياو بينغ، حيث كان متوسط الدخل للفرد ـ وفقا لمؤسسات النقد الدولية ـ لا يزيد على دولارين في اليوم، بينما يصل متوسط الدخل السنوي للمواطن الصيني الآن إلى نحو 16 ألف دولار أمريكي سنوياـ وفقا لأرقام البنك الدولي لعام 2017، وقال: "نحن نتحدث عن معجزة اقتصادية بكل المقاييس انعكست إيجابا على حياة المواطنين، الذين- بالتأكيدـ يشعرون بهذا التغيير الكبير في حياتهم، وبالتالي يقفون إلى جانب الدولة ويدعمون سياساتها بكل قوة".

الرئيس السيسي لم تهمه شعبيته
وفي حديثه عن الأوضاع الاقتصادية بمصر، قال عبد المحسن سلامة، "نعم مصر شرعت في مسيرة اقتصادية هامة للغاية، ومنذ جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم إدخال إصلاحات صعبة لم يجرؤ رئيس مصري قبله على الأخذ بها وتبنيها، ولكن الرجل لم تهمه شعبيته أو غيرها من تلك الشعارات التي يرددها السياسيون والإعلاميون، وإنما كان كل همه هو مصر ورفعتها ونهضتها وألا تظل راكدة في مستنقع الفقر والحاجة، وأن ترتفع إلى مصاف الدول المتقدمة مثل الصين على سبيل المثال".

وتابع قائلا: "نحن الآن على الطريق الصحيح، وأعتقد أنه لن يمر جيل واحد حتى تكون مصر من الدول المتقدمة بدعم ومساندة أصدقائنا في الصين، خاصة أن الأشياء المشتركة بين مصر والصين كثيرة للغاية، وعلى سبيل المثال فقط، فإن الدولتين لديهما حضارتان عريقتان وخاضتا صراعات كثيرة من أجل التحرير وأن تكون صناعة القرار فيهما بيد قيادتيهما وشعبيهما، وضحى الشعبان كثيرا من أجل الاستقلال وحماية سيادة ووحدة أراضيهما".

وأضاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أن العلاقات بين البلدين قديمة وراسخة، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالصين عقب إعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 وأول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، في عام 1956، وأن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أسس علاقات قوية مع زعماء الصين، خاصة شو ان لاي خلال مشاركتهما معا في مؤتمر باندونج في عام 1955.

زيارات السيسي للصين دليل قوي على الاهتمام بتجربة بكين
وأشار إلى أنه ليس ثمة دليل أقوى على اهتمام مصر بتجربة الصين والتعلم منها، من أن الرئيس السيسي زار الصين 4 مرات خلال فترة الرئاسة الأولى ـ أي 4 سنوات ـ وهو رقم تاريخي لم يحققه أي رئيس مصري سابق.

وأوضح أن ذلك يدل على مدى اهتمام مصر والرئيس السيسي شخصيا بالعلاقات مع الصين، وثانيا ضرورة التعلم من تجربتها الاقتصادية الرائدة، مضيفًا أنه في الواقع، هناك جوانب كثيرة للغاية يمكن لمصر أن تستفيد منها وتتعلمها من الصين، على سبيل المثال المناطق الاقتصادية الخاصة التي كانت السبب الرئيسي في تقدم وتطور الاقتصاد الصيني، ثانيا التشريعات الاقتصادية الواعية التي أقرتها الصين لجذب الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا دون أن يتسبب ذلك في أضرار للاقتصاد الوطني، بل كانت التشريعات جميعها تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي وتطويره وأن يكون هدف الاستثمارات الأجنبية الكسب المشترك وإدخال التكنولوجيا الجديدة إلى الصين.

مبادرة "الحزام والطريق" فكرة ذكية 
وفيما يخص مبادرة "الحزام والطريق"، أكد عبد المحسن سلامة، أنها فكرة ذكية جدا طرحها الرئيس شي جين بينج، وأنها تنبع من الحكمة الصينية الضاربة في جذور وعمق التاريخ، موضحًا أن الاقتصاد هو عصب الحياة، وهو مصدر قوة الدول، والعلاقات الاقتصادية القائمة على المصالح المشتركة بين الدول غالبا ما تكون أقوى وأمتن وأطول عمرا من العلاقات السياسية، صحيح أنهما يؤثران ويتأثران ببعضهما ولكن غالبا ما يكون تأثير المصالح الاقتصادية أقوى من السياسية، مشيرًا إلى أن الرئيس شي أدرك ذلك وعلى وعي كامل بهذه الحقيقة، باعتباره سياسيا مخضرما له خبرة طويلة في الإدارة والسياسة عبر المناصب الرفيعة التي تولاها قبل أن يصبح رئيسا للصين.

وأكد أن المبادرة تنموية بالأساس، وتهدف إلى التواصل والتعاون عن طريق فرعين رئيسيين، هما الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري، وطريق الحرير البحري، وأن الغرض من المبادرة هو تأسيس قاعدة أكثر انفتاحا وكفاءة للتعاون، وشبكة أكثر قوة من الشراكات مع الدول المختلفة والدفع باتجاه نظام دولي أكثر عدالة واتزانا.

وأعرب عن أمله في أن تشارك مصر بقوة في مبادرة "الحزام والطريق"، وأن تدعم المبادرة المزيد من الاستثمارات الصينية في مصر، والاستفادة من التكنولوجيا والخبرات الصينية خاصة في المشروعات التي يتم تنفيذها في منطقة قناة السويس.

مصطلح القطب الأوحد فقد مصداقيته
وبخصوص مفهوم "رابطة المصير المشترك للبشرية" الذي طرحه الرئيس شي جين بينج بهدف تعزيز التعاون والتضامن بين شعوب العالم، قال عبد المحسن سلامة إن النظام العالمي الذي استقر بعد الحرب العالمية الثانية وأخذت فيه الولايات المتحدة الأمريكية دور القوة العظمى الأولى أو الوحيدة في العالم بات الجميع يعرف أنه قد فقد مصداقيته، فقد تسبب هذا النظام في نشوب الحرب الباردة بين الشرق والغرب والتي استمرت عقودا وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي والتقدم الصناعي الذي كان يمكن أن يحدث لو أن العالم كان يسوده التعاون والاستقرار.

وأضاف أنه قد حان الوقت لتغيير هذا النظام العالمي الذي عفا عليه الزمن، خاصة بعد ظهور قوى دولية جديدة لها وزنها وحجمها ولا يمكن تجاهلها أو حرمانها من المشاركة في صياغة مجتمع دولي جديد قائم على التعددية القطبية يسوده العدل والمساواة، لافتًا إلى أهمية مفهوم "رابطة المصير المشترك للبشرية" الذي طرحه الرئيس شي جين بينج، وهو يعني أنه يتعين على أي دولةـ وهي تسعى لتحقيق مصالحهاـ أن تضع في اعتبارها مصالح الدول الأخرى، وأن تدفع باتجاه التنمية المشتركة من خلال تحقيق تنميتها وتطورها الوطني، من أجل بناء علاقات شراكة جديدة للتنمية العالمية تكون أكثر توازنا، وأن تبذل جهودا متضافرة لمواجهة الصعوبات وتقاسم المسؤوليات والتطلعات المشتركة بهدف تعزيز المصالح البشرية المشتركة.

وأوضح سلامة أن الرئيس شي، وهو يشرح مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية خلال أول زيارة خارجية له لروسيا في عام 2013، فإنه في هذا العالم يتعمق الترابط المتبادل بين جميع الدول بشكل غير مسبوق، ويعيش البشر في القرية العالمية، وفي نفس المكان الذي يتلاقى فيه التاريخ والواقع، وتصبح رابطة المصير المشترك أكثر رسوخا تدريجيا، مضيفًا أن هذا فهم عميق للغاية لمصير البشرية الواحد؛ فما تفعله أي دولة في العالم، خاصة من القوى الكبرى، يؤثر بشكل أو بآخر على الدول الأخرى وعلى العالم.

وأشار نقيب الصحفيين أن قوة الصين الاقتصادية توفر لها أرضية هامة لتلعب دورا سياسيا مؤثرا ومستحقا في الشؤون الدولية، وفي صياغة النظام العالمي الجديد الذي يتمنى الجميع أن يكون أكثر توازنا وعدلا، موضحًا أن السياسة الخارجية الصينية تهدف في النهاية إلى صيانة السلام العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، وبناء عالم متناغم يسوده السلام الدائم والرخاء المشترك، أو كما أطلق عليه الرئيس شي جين بينغ "الفوز المشترك للجميع".

الصين لها أيادي بيضاء على القضية الفلسطينية
وأضاف أن الصين تستطيع بما لها من مصالح وتجارة كبيرة مع الدول العربية، أن تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ونحن العرب- والمسلمين عموماـ وأنه لا يمكن أن ننسى مواقف الصين العظيمة تجاه "أم القضايا" العربية، وهي قضية فلسطين، حيث كان موقف الصين دائما مساندا للحق العربي وداعما للقضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأنه إذا استعرضنا تصويت الصين داخل مجلس الأمن على القرارات التي تخص القضية الفلسطينية، سوف نجد أنها دائما تساند الحق العربي.

وبلغة المصالح والأرقام؛ قال سلامة، إن حجم تجارة الصين مع الدول العربية تجاوز 203 مليارات دولار أمريكي في عام 2016، وأن الصين تعتمد على سد احتياجاتها من الطاقة من المنطقة العربية، كما أن السوق العربية تمثل سوقا هامة للمنتجات الصينية، ولذلك فإن من مصلحة الصين أن يتحقق الاستقرار والسلام في المنطقة العربية.

الصين تمتلك إعلام واعي وراقي
وأكد عبد المحسن سلامة أن الإعلام له دور كبير ومتعاظم للغاية، ليس فقط في تشكيل الرأي العام، ولكن أيضا في دعم أو تدمير علاقات الدول، وأن قادة الإعلام في كل دولة هم "القوة الناعمة" التي تلعب دورا هاما للغاية، ولديكم في الصين إعلام واع وراق، وأنه يعتقد أنه إعلام "منضبط"، لا يعرف الفوضى أو الغوغائية.

الأهرام لديها تعاون هام مع مؤسسات إعلامية ببكين
وقال: "نحن في "الأهرام"، لدينا تعاون هام ووثيق مع العديد من المؤسسات الإعلامية في الصين، وفي مقدمتها بالطبع بروتوكول التعاون الإستراتيجي الذي وقعته مؤسسة "الأهرام" مع مجلة "الصين اليوم" لتبادل المواد الإعلامية بين الطرفين، مضيفًا أن "الأهرام" وقعت بروتوكولات إعلامية مماثلة أيضا مع صحيفة "الشعب" اليومية، ومع وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".. ونحن نقدر الصين وسفارتها في مصر على الدعوات التي توجهها لعشرات الصحفيين المصريين من أعضاء نقابة الصحفيين المصريين لزيارة الصين والتعرف على ملامح التقدم الصناعي والاقتصادي، وإنجازاتها في كل المجالات، لأنه في النهاية يصب في مصلحة تعميق التفاهم والتبادل الثقافي بين البلدين، ويعزز في النهاية العلاقات المتينة بين الدولتين".

وتابع عبد المحسن سلامة قائلا: "إنني كرئيس لمجلس إدارة "الأهرام" ونقيب للصحفيين المصريين أريد أن يزور الصين المزيد من الصحفيين المصريين، لأنه كلما زاد الوعي المصري بتجربة الصين الاقتصادية والصناعية، انعكس ذلك على مصلحة البلدين والشعبين العريقين، كما نأمل أن يزور مصر المزيد من الصحفيين والمثقفين الصينيين، حتى يتعرفوا على جوانب التقدم الذي تشهده مصر حاليا".

وفي نهاية الحوار، وصف رئيس مجلس إدارة "الأهرام"، الصين قائلا: "بلد الحضارة والتقدم".


حوار عبدالمحسن سلامة لمجلة "الصين اليوم"
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة