Close ad

"كاسترو" لن يموت في هافانا .."كوبا" تستبدل "ابن الثورة" بحكم "الرفيق" | صور

20-4-2018 | 15:53
كاسترو لن يموت في هافانا كوبا تستبدل ابن الثورة بحكم الرفيق | صور   كاسترو
نورهان رضوان

"هنا كوبا"، الجزيرة المنعزلة في أرخبيل الكاريبي، تخلت أخيرا عن عباءة "الأخوين كاسترو" فيدل وراؤول، واختارت رئيسًا جديدا للبلاد، حيث عقدت الجمعية الوطنية الكوبية أمس الأول الأربعاء اجتماعًا سريًا مخصصًا لاختيار رئيس جديد للبلاد، لتمهد بذلك الطريق لعملية انتقال تاريخي بعد ستة عقود من الحكم الحصري للأخوين، لتخرج الدولة الأكثر برجماتية في العالم عن المألوف، وترتدي زيا جديدا لم تمنعه الحداثة من أن يتزين بألوان الثورة التي أطلقها "الرفيق فيديل" عام 1959.

موضوعات مقترحة

"ميجيل دياز كانيل" قائد كوبا الجديد، والمرشح الوحيد الذي لا يملك نسب إمبراطورية كاسترو منذ اندلاع الثورة الكوبية عام 1959، والتي أشعلها حركة فيديل كاسترو الثورية يوم 26 يوليو وحلفاؤها ضد الحكومة الاستبدادية للرئيس الكوبي فولجنسيو باتيستا، ليحل فيديل أليخاندرو كاسترو رئيسًا لكوبا منذ عام 1959.

شهدت كوبا مابين العقود التي تلت غزو الولايات المتحدة لكوبا في عام 1898، والاستقلال الرسمي عن الولايات المتحدة في 20 مايو 1902، فترة من عدم الاستقرار الكبير، والتي حملت عددا من الثورات والانقلابات بعد فترة الاحتلال العسكري الأمريكي.

بدأت الثورة في يوليو 1953، واستمرت بشكل متقطع إلى أن أطاح المتمردون باتيستا في 1 يناير 1959، ليحلوا محل حكومته بدولة اشتراكية ثورية، ويتم الاحتفال بذكري يوم 26 يوليو من كل عام في كوبا "يوم الثورة"، وقامت حركة 26 يوليو فيما بعد بإصلاحها على أسس الشيوعية، لتصبح الحزب الشيوعي في أكتوبر 1965.

كان للثورة الكوبية تداعيات محلية ودولية قوية، على وجه الخصوص، ما حول علاقة كوبا مع الولايات المتحدة إلى "جمر من النار" سيما مع أزمة "خليج الخنازير" إبان عهد الرئيس الأمريكي جون كيندي، حين زود الاتحاد السوفييتي الجزيرة الصغيرة بصواريخ تحمل رؤوسا نووية قادرة على ضر العمق الأمريكي.

وفي أعقاب الثورة مباشرة، بدأت حكومة كاسترو برنامجًا للتأميم والدمج السياسي الذي حول الاقتصاد الكوبي والمجتمع المدني، كما أعلنت الثورة حقبة من التدخل الكوبي في النزاعات العسكرية الأجنبية، بما في ذلك الحرب الأهلية الأنجولية وثورة نيكاراجوا.

ومن ثم استمرت ولاية حكم فيديل كاسترو، حتى عام 2008 عند إعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة ليصبح رئيس الوزراء ليخلفه أخوه راؤول كاسترو الأخ الأصغر غير الشقيق لفيديل من أمه، ويتولي حكم البلاد، منذ 24 فبراير 2008 بعد انتخابه من قبل البرلمان خلفا لفيديل كاسترو بعد 49 عاما من الحكم.

وكان راؤول السياسي الكوبي والذي كان يتولي منصب أمين الحزب الشيوعي في كوبا 1965، وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الوحيد، وأصبح في عام 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء، وأعلي قائد عسكري حينها، هو المرشح الوحيد، فلا يوجد سوى مرشح واحد لكل منصب، والحزب السياسي الوحيد المسموح به هو الحزب الشيوعي الكوبي، ولكن الأمر المختلف هذه المرة هو أن الأعضاء "المنتَخَبين" الجدد اختاروا خليفة راؤول كاسترو المنتخب من قبل الكوبيون في البرلمان المنعقد ليكرس نهاية عهد الأخوين كاسترو.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن خلال عهدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وراؤول كاسترو، والتي اكتسبت زخما في السنوات الأخيرة، إلا أن مجيء ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة قد أعاد العلاقات إلى صقيع "الحرب الباردة".

ويعد الرئيس المنتخب الجديد ميجيل دياز كانيل، الرئيس التاسع عشر الحالي لكوبا، وقد كانيل في 20 أبريل 1960 في مدينة بليساس في فيلا كلارا، وهو مدرس وأحد عمال المصانع الميكانيكية في سانتا كلارا، وتخرج من جامعة لاس فيجاس المركزية في عام 1982 كمهندس إلكترونيات، وانضم بعد ذلك إلى القوات المسلحة الثورية الكوبية، كما بدأ في أبريل 1985بالتدريس في جامعته، وفي عام 1987 أكمل بعثة دولية في نيكاراجوا كأمين أول للرابطة الشيوعية للشباب في فيلا كلارا.

وفي عام 1993 بدأ دياز كانيل العمل مع الحزب الشيوعي الكوبي، وانتخب بعد ذلك بسنة سكرتير أول للجنة الحزب الإقليمية لمقاطعة فيلا كلارا -وهو منصب يعادل الحاكم الإقليمي-، وقد اكتسب سمعة جيدة في هذا المنصب، وخلال ذلك الوقت دافع أيضًا عن حقوق المثليين في بلد غاضب بشكل عام على المثلية الجنسية، و في عام 2003، تم انتخابه في نفس المنصب في مقاطعة هولجوين، وفي العام نفسه، تم اختياره كعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوبي.

عُيِّن كانيل وزيرا للتعليم العالي في مايو 2009، وهو المنصب الذي شغله حتى 22 مارس 2012 عندما أصبح نائب رئيس مجلس الوزراء، هو أول شخص ولد بعد ثورة 1959 الكوبية للوصول إلى هذا المنصب، وفي عام 2013، أصبح أيضًا نائبًا أول لرئيس كوبا.

وقد تم اختياره ليحل محل راؤول كاسترو ليكون رئيسًا لمجلس الدولة ورئيسًا لمجلس الوزراء أول أمس في 18 أبريل 2018، وأدى اليمين الدستورية في اليوم التالي، بعد قرار راؤول كاسترو البالغ من العمر 86 عاما التنحي عن الرئاسة، رغم أنه سيحتفظ بمنصب الأمين الأول للحزب الشيوعي الكوبي القوي.

وعرض تعيين الرجل الثاني في النظام الذي يبلغ السابعة والخمسين من العمر، للتصويت في الجمعية الأربعاء، لكن النتيجة لم تكن موضع شكوك، ففي نهاية اليوم عمد النواب إلى تثبيت دياز كانيل رئيسا جديدا لمجلس الدولة والوزراء.

وللمرة الأولى منذ نحو ستين عامًا، بعد عهد الأخوين فيدل الذي توفي في 2016 وراؤول، ستؤول رئاسة الجزيرة إلى شخص لم يقاتل خلال الثورة في 1959، وموعد إعلان الرئيس الجديد اليوم 19 إبريل ليس مصادفة إذ انه يأتي في الذكرى الـ57 لانتصار كوبا في خليج الخنازير الذي تعتبره هافانا "أول هزيمة للإمبريالية الأمريكية في أمريكا اللاتينية.

وفى أول تصريح للرئيس الجديد وضع الملامح العامة لسياسته، إذ أنه أكد أن محور سياسته سيستمد العون من تراث "قادة الثورة"، ولن يخرج عن المبادئ العامة التي أعلنوها منذ اليوم الأول للإطاحة بباتيستا. وقال دياز كانيل إنه يكرس "أفكاره الأولى للجيل التاريخي الذي نفذ الثورة" مضيفا "كوبا تتوقع منا أن نكون مثلهم".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة