أعلن السفير ألكسندر نالباندوف، سفير جورجيا بالقاهرة، إطلاق حكومة بلاده مبادرة تحت عنوان "خطوة نحو مستقبل أفضل"، تستهدف السكان المحليين فى إقليمى أبخازيا وتسخينفالى "أوسيتيا الجنوبية" المتنازع عليهما، مشيرا إلى أن المبادرة ستعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتغطية الاحتياجات الإنسانية لهؤلاء السكان، مضيفًا أن بلاده تؤمن بالسعي السلمي لحل أي نزاع، وتراه الحل الأمثل، رغم التحديات التي تواجهها، وتؤكد على المسار السياسي لصنع السلام.
موضوعات مقترحة
وأعلن السفير –خلال مؤتمر صحفي، عقدته السفارة اليوم- أن هناك حزمة من مشاريع التعديلات التشريعية في هذا الإطار، وهو ما يعد خطوة جديدة واستباقية في إطار سياسة السلام الخاصة بالمصالحة والمشاركة.
وقال نالباندوف، إن هذه التعديلات تتناول تشجيع وتوسيع وتبسيط التجارة عبر خطوط التقسيم من خلال خلق فرص جديدة، وخلق فرص إضافية للتعليم الجيد، وتبسيط الوصول إلى جميع مستويات التعليم، داخليا ودوليا، إلى جانب تسهيل الوصول إلى مختلف الخدمات للسكان.
وأكد نالبندوف، أن أولويات حكومة جورجيا القصوى توفير السلام، وبناء الثقة بين المجتمعات المنقسمة نتيجة صراعات، ورعاية السكان الذين يعانون من خطورة هذه الصراعات.
وأشار السفير الجورجي، إلى أن المبادرة ترتكز على ثلاثة اتجاهات رئيسية، هى دعم وتسهيل التجارة من خلال خلق فرص جديدة، والتشجيع على إقامة أعمال مشتركة عبر خطوط الحدود الإدارية، فضلا عن توفير فرص تعليم، سواء فى الداخل أو الخارج، متابعا: "هذه المبادرة تحتاج لتعديل القوانين التى سيتم طرحها فى برلمان بلاده قريبا، وسيتبعها وضع برامج وميزانية لتنفيذ هذه المبادرة".
وأكد السفير الجورجى بالقاهرة، أن المبادرة ستضع آلية لتسهيل الحصول على الخدمات والسلع، يستفيد منها السكان المحليون فى الإقليمين، وهذه الخدمات تتضمن الاستفادة من الاندماج مع الاتحاد الأوروبي، وإصدار التأشيرات وغيرها من الخدمات، بهدف توفير الرعاية للسكان الذين يعانون من خطورة الصراع الذي لم يحل على جانبي خطوط التقسيم على أساس يومي، لافتا إلى أن ما بين 140 و150 ألف شخص في الإقليمين سيستفيدون من هذه المبادرة، وأن بعض الدول أيدتها، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
جدير بالذكر، أن المؤتمر الصحفي كان يدور حول ما سماه رئيس وزراء جورجيا مبادرة تنمية سلمية مستقرة، باعتبارها مبادرة سلام جديدة لتكون خطوة نحو مستقبل أفضل، في إقليمي أبخازيا وتسخينفالى "أوسيتيا الجنوبية".
وذلك في إطار خطوات ملموسة تتخذها السلطات الجورجية في إطار سياسة المشاركة والمصالحة، والتي تسعى إلى تحسين الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقتين، وتشجيع الاتصالات والحركة والعلاقات القائمة على المصالح المتبادلة.
جدير بالذكر، أن الصراع في إقليمي أبخازيا وتسخينفالى "أوسيتيا الجنوبية"، يصل عمره إلى 25 عامًا بدون حل، وتزايدت خطورة الأوضاع خطورة منذ 2008، حيث يواجه السكان في الإقليمين اللذين كانا ضمن الأراضي الجورجية تحديات كبيرة في حياتهم اليومية على جانبي خطوط التقسيم المصطنعة.
وتحكي وسائل الإعلام في جورجيا، مأساة الشاب أرشيل تاتوناشفيلي، الذي تعرض للقتل بسبب الأوضاع الملتهبة، وتأخر تسليم جثمانه إلى أهله في جورجيا، مؤكدة أن ما يحدث على أراضي الإقليمين، أمر من شأنه تعميق الانقسامات، وتقويض نهج السلام، وأن جمهورية جورجيا سوف تسعى لاتخاذ خطوات أكثر ديناميكية لبناء الثقة والمصالحة بين المجتمعات المنقسمة في الإقليمين، مع مراعاة الاحتياجات الإنسانية، ومصالح السكان، وسعيهم إلى السلام والتنمية والمستقبل الأفضل.