احتفت وسائل الإعلام الدولية بعودة "ملالا يوسفزي" لأول مرة إلى باكستان وذلك منذ محاولة اغتيالها عام 2012.. ولكن من هى "ملالا" ولماذا كل هذا الاحتفاء بعودتها إلى وطنها الأم؟.
موضوعات مقترحة
في 10 أكتوبر 2014 تم الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل لذلك العام، حيث إن الفائز بالجائزة كانت الفتاة الباكستانية ذات السبعة عشر عاما وقتها "ملالا يوسفزي" متقاسمة الجائزة مع الناشط الهندي "كايلاش ساتيارث"، لم يكن عمرها الصغير مفاجأة في الحصول على الجائزة بل كانت المفاجأة فيما حدث لها فيما قبل أن تحصل على هذه الجائزة وتصبح أحد أبرز وأصغر المدافعين عن حقوق تعليم الفتيات في العالم.
ملالا يوسفزاي والامين العام للامم المتحدة أنطونيو جوتيريش ملالا يوسفزاي مع اسرة براك اوباما
ولدت "ملالا" بمدينة مينجوا في منطقة وادي سوت الباكستانية في 12 يوليو 1997 حيث كان والدها "ضياء الدين يوسفزي" هو الذي يحفزها على السعي إلى التعلم، حيث إنه يقوم بفتح العديد من المدارس التي تقوم بتعليم الفتيات، مما جعله مهددا من جانب حركة "طالبان" باغتيال أفراد عائلته.
بدأت "ملالا" في نشر رسالتها حول تعليم الفتيات في باكستان من خلال نشر تدوينات عام 2008 في الـ"بي بي سي" باسم مستعار حتى لا يطالها أو يطال أسرتها أي أذى من حركة طالبان الأفغانية والتي حظرت تعليم الفتيات في المناطق المسيطرة عليها، وقامت بهدم مدارس الفتيات، مما أكسبها تعاطفا كبيرا على مستوى العالم.
الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك مع الناشطة الباكستانية ملالا يوسف ملالا يوسف مع الناشط الهندي كايلاش ساتيارثي
تحرك الجيش الباكستاني في 2009 لاستعادة منطقة وادي سوت التى تسكن فيها "ملالا"، مما أدى لعملية نزوح للعائلات، ونزحت هى للعيش مع أقاربها في الريف، وهناك صورت فيلما وثائقيا مع الصحفي "آدم إليك" والذي يعمل في "نيورك تايمز" وهناك قالت إنها تعاني من أنها "لا تجد شيئا لقرائته"، وأكسبها هذا الفيلم الوثائقي شهرة واسعة حول العالم، إلى أن عادت مرة أخرى لوادي سوات بعد أن سيطر الجيش الباكستاني على المنطقة.
جاء التطور الكبير لـ "ملالا" في منحها جائزة "الشباب الوطنية للسلام" عام 2011 من قبل الرئيس الباكستاني "يوسف رضا جيلاني"، مما زاد من حماسها لإنشاء مدارس لتعليم الفتيات في باكستان، أكسبتها تلك التطورات أن تكون مستهدفة من "حركة طالبان".
ملالا يوسف أثناء اصابتها بطلق ناري ملالا يوسف أثناء اصابتها بطلق ناري
قامت "حركة طالبان" في 9 أكتوبر 2012 بمحاولة اغتيالها حيث قام شخص مسلح باستيقاف الحافلة التي تقلها مع بعض الفتيات أثناء عودتهن من أحد الامتحانات، إلا أن القدر كان رحيما بها حيث إنها أصيبت إصابات بالغة، ودعت دول عديدة لاستقبال "ملالا" وعلاجها، وفي النهاية تم نقلها لمستشفى الملكة إليزابيث بمدينة برمنجهام بتكفل من دولة الإمارات العربية لنقلها من باكستان لبريطانيا، تعافت "ملالا" من إصابتها واستفاقت من الغيبوبة التي دخلتها في 17 أكتوبر 2012، واستمرت في تلقي برنامجها العلاجي إلى أن غادرت المستشفى في 3 يناير 2013.
كانت ردود الفعل حول اغتيالها واسعة وفعالة جدا، حيث نددت الحكومة الباكستانية بذلك، وظهرت العديد من الاحتجاجات التي تدعو لتعليم الفتيات، مما أدى لإصدار أول قانون للتعليم في باكستان، وتم القبض على المتهمين باغتيالها وإدانتهم فيما بعد، واستقبلها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في البيت الأبيض، لدعمها في الكفاح لتعليم الفتيات.
لم تتوقف "ملالا" عن مواصلة الكفاح لتعليم الفتيات إذ استمرت في الدعوة لنشر التعليم، وفي 12 يوليو 2013 وبمناسبة عيد ميلادها الـ 16 أطلقت الأمم المتحدة على هذا اليوم "يوم ملالا".
جاء التكريم الأكبر لـ "ملالا" في حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2014، حيث كانت أصغر من حصل على هذه الجائزة في تاريخها بعمر 17 سنة، ولم تتوقف مسيرتها في الدعوة لتعليم الفتيات عند هذه اللحظة بل ما زالت ترفع راية الكفاح لتعليم الفتيات في باكستان