Close ad

"التنين الصيني" و"القطب الأوحد".. "بوابة الأهرام" تنشر خريطة الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين بالأرقام

22-3-2018 | 16:56
التنين الصيني والقطب الأوحد بوابة الأهرام تنشر خريطة الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين بالأرقام "التنين الصيني
محمود سعد دياب

جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود جمركية على الواردات الصينية إلى بلاده، لكي يسرع من وتيرة المواجهة العسكرية المرتقبة بين القطب الأوحد الذي ظل متحكمًا في العالم منذ قرابة 30 عامًا، والتنين الصيني القادم بقوة من أقصى الشرق لامتلاك العالم، خصوصًا وأن الصين ردت على ذلك بالإسراع في تنفيذ طريق الحرير القديم الذي ينتزع الصدارة الاقتصادية الأمريكية، وقبلها بإقامة أول قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي على بعد أمتار من المعسكر المركزي للجيش الأمريكي، بهدف إظهار العضلات والتواجد في منطقة الصراع الملتهبة عند باب المندب، فضلا عن حماية مسار طريق الحرير البحري والاستثمارات الصينية في المنطقة، ومؤخرًا اختيار الصينيين الرئيس شي جين بينج رئيسًا لهم لفترات أخرى للاستمرار في رحلة الصعود والمواجهة مع الغرب.

موضوعات مقترحة

وفي هذ التقرير ترصد "بوابة الأهرام" بالأرقام والتفاصيل خريطة الصراع التجاري والصعود الصيني المتنامي بسرعة لتسيد العالم في جميع المجالات، خصوصًا بعد صدور كتاب في أمريكا لأحد أكبر أساتذة العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية وهو جراهام أليسون، والذي جاء تحت عنوان: «الحرب الحتمية: الصين وأمريكا وفخ توسيديدس»، حيث حلل الكتاب 16 حالة لقوة صاعدة قامت بتهديد قوة مسيطرة فى العالم خلال الـ500 عاماً الأخيرة، وأدى ذلك فى 12 حالة إلى الحرب، فى حين تم تجنب الحرب فى 4 حالات فقط.

الفرضية الأمريكية والنجاح الصيني
الحرب التجارية والاقتصادية أعلنتها أمريكا في عهد ترامب المثير للجدل دائمًا من واقع فشلها في إيقاف تنامي قوة ونفوذ الصين على السمتوى الاقتصادي ومؤخرًا العسكري، فعلى مدى الـ 40 عامًا الماضية كانت الدولتين اتفقتا على اتخاذ نظام العولمة واقتصاد السوق الحرة كسياسة للتعاملات التجارية بينهما وبين الصين وباقي الدول بفرضية أمريكية أن تلك السياسة ستؤدي إلى تدمير الصين اقتصاديًا لكونها قد اعتمدت في السابق على النظام الاشتراكي الشمولي، لكن الصين خاضت اللعبة بالشروط الأمريكية ونجحت فيها ببراعة أرعبت الأمريكان وباتت تراقب من الطرف الآخر للعالم تحول الصين إلى تنين قوي قادر على اكتساح العالم أجمع من خلال مشروع طريق الحرير.

العزلة خيار عدم القدرة على المواجهة
تغيرت المعادلة أمريكا تتجه إلى عزلة تحتمي بها من التنين القادم وتفرض على البضائع والخدمات رسومًا كبيرة والصين ترد على ذلك بأن تستعيض عن التبادل التجاري مع أمريكا بتوجيه الأمر إلى دول الشرق الأوسط وفي المقدمة منها مصر فضلا عن الأسواق الإفريقية البكر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بلغ 640 مليار دولار في 2016 لصالح الصين التي صدرت بضائع بـ 480 مليار دولار في حين صدرت أمريكا لها ما قيمته 170 مليار فقط مما يترك خللا ملحوظا في ميزان التبادل التجاري ما خلق 911 ألف وظيفة للعمالة الصينية المدربة والماهرة داخل أمريكا، ورفع حجم الودائع الصينية بالأسواق والبنوك الأمريكية إلى 1.2 تريليون دولار، في حين تعاني أمريكا من البطالة التي ترتفع نسبتها بشكل مضطرد.

طريق حرير بري وبحري وممرات فرعية
ومن خلال طريق الحرير البحري يلبي الاقتصاد الصيني احتياجاته إلى مزيد من الأسواق حيث يوفر أيضًا الرخاء والتقدم لكل البلدان التي يمر من عليه من مدينة كاشجر غرب الصين وصولا إلى أوروبا، وفي مقدمتها مصر التي تعتبر محطة مهمة على طريق الحرير البحري، ولنا في مدينة غوادر الباكستانية أسوة حسنة، حيث تتحول حاليًا من مدينة ساحلية فقيرة يعتمد أهلها على اليد إلى ميناء ضخم للحاويات والفنادق والخدمات اللوجستية، ولعل ما حدث في المدينة الباكستانية هو نفس ما يحدث حاليًا في منطقة شرق بورسعيد، بفضل الخطوات المهمة التي خطتها مصر لتنمية تلك المنطقة العبقرية وتحويلها إلى منطقة جذب للاستثمارات وميناء ضخم للحاويات على نفس الطريق "الحرير البحري" وصولا إلى أوروبا.

فكرة طريق الحرير البحري قديمة وكانت مطبقة قبل ثورة النقل والمواصلات في عهد الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية، حيث كان يتم نقل سلع الصين وبلاد ما وراء النهر المسلمة والوطن العربي إلى أوروبا، وهي الفكرة التي تستدعيها الصين لمواصلة سيطرتها على الاقتصاد العالمي.

والأمر نفسه ينطبق على طريق الحرير البري الرابط بين تشانجان في أقصى شرق الصين مرورًا بدول وسط أسيا ثم إيران فالعراق وسوريا ويستكمل الطريق بحرًا إلى أوروبا من ميناء اللاذقية السوري على البحر المتوسط، وصولا إلى إيطاليا حيث يلتقي مع الطريق البحري ثم ألمانيا في وسط أوروبا، وهناك مسار بديل للطريق عبر الأراضي التركية لتلافي الأزمات التي تتعرض لها سوريا في الوقت الحالي، يصعد إلى موسكو عاصمة روسيا في الشمال ويعبر لقلب أوروبا عبر دول أوروبا الشرقية.

بخلاف الممرات الفرعية المتفرعة من الطريق بهدف ربط الصين باتجاهات مختلفة تلك الممرات عبارة عن خطوط سكك حديدية منها خط يصل إلى إسبانيا من قلب أوروبا، وخط آخر هو الأطول على مستوى العالم يصل طوله لـ12 ألف كلم بين مدينة شنغهاي شمال شرق الصين حتى لندن في أقصى غرب العالم القديم في بريطانيا، وهو الخط الذي تمت تجربته خلال 2017 وحمل قطار سريع بضائع من المدينة الصينية إلى مدينة الضباب البريطانية ووصل بعد 14 يوما فقط، بالإضافة إلى طريق آخرقطبي يسير وسط الثلوج في فترات الصيف ويربط الصين بالأسواق الروسية شمالا.

الأحلام المشروعة للبلدان النامية
الأحلام المشروعة للبلدان التي يسير عليها طريق الحرير -ومنها 9 بلدان عربية- تجد فرصتها الذهبية في ذلك المشروع الضخم في تحقيق التنمية الاقتصادية خاصة في البنية التحتية وإقامة مشروعات مشتركة مع الصين، ما ضاعف حجم الاستثمارات المشتركة بين الصين والعواصم العربية التسعة 6 مرات خلال آخر10 سنوات، حيث وصل إلى 200 مليار دولار أمريكي سنويًا لكي يصل إلى 171 مليار دولار سنويًا وتحتل الصين بذلك المرتبة الثانية كأكبر شريك تجاري للدول العربية التسعة .

دور مصر في مشروع طريق الحرير
وتأتي مصر كأبرز الدول التي استفادت من مشروع طريق الحرير، حيث استفادت بعد ثورة 30 يونيو باتفاقية مع الصين قيمتها 10 مليارات دولار بخلاف 46 مليار أخرى لتحديث الطرق والمواصلات العامة، وتليها الإمارات؛ حيث تستثمر الصين مليار دولار في ميناء خليفة بأبو ظبي وارتفع حجم التبادل التجاري إلى 70 مليارا.

وتعتبر مصر من أكبر الدول استفادة من المشروع؛ حيث إن محور تنمية قناة السويس قائم على إقامة موانئ جديدة ومناطق لوجستية وخدمات بحرية وتجارية تقدم إلى السفن المارة، وهو الطريق الذي تسير فيه مصر مستغلة المنطقة الصناعية الصينية في السويس، والمناطق الصناعية الأخرى على طول المجرى في الإسماعيلية، ومشروعات شرق بورسعيد المتكاملة والتي تستغل الثروات الطبيعية لسيناء ما يحقق الاستفادة القصوى من منطقة قناة السويس، كمركز لوجستي عالمي وليس فقط كممر ملاحي، يعتمد على تميز الموقع وعبقريته.

والطريقان معًا يدخلان في إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي خصصت لها الصين 900 مليار دولار تصل إلى 8 تريليونات دولار لإقامة البنية التحتية في الدول الواقعة على الطريق، والتي يصل عددها إلى 68 دولة، ما يستحوذ على ثلث إنتاج العالم ويخدم 65% من سكان العالم أجمع في العالم القديم المستثى منه القارتين الأمريكتين، ولعل هذا ما يفسر سر العداء الواضح من الأمريكان للصينين ولهذا المشروع على وجه الخصوص.

الدبلوماسية البارعة وسياسة إطفاء الحرائق
الصين بدبلوماسيتها شديدة البراعة نجحت في إطفاء الحرائق التي تشعلها أمريكا في العالم خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وقارة آسيا، وتأسيس مبدأ جديد هو الحفاظ على الاستقرار السياسي وحل النزاعات بالنقاشات بين الأطراف المتنازعة وعدم لجوئها إلى الخطوات الاستفزازاية، وسعت إلى صداقات مع كل الدول الفاعل في الأزمات حتى يلجأ إليها المتنازعون للعب دور الوسيط بدلا من أمريكا في الماضي.

حيث نجحت في تخطي الصراع التاريخي بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، ونجحت في أن تكون الدولتين ضمن مبادرة الحزام والطريق، وأحدثت بينهما توافق على أن يسير الطريق في الإقليم المتنازع عليه بما يحقق الفائدة لكليهما، كما استغلت الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وقام الرئيس الصيني شي جين بينج بزيارة للجمهورية الإسلامية ووقع مع مسئوليها عقود تجارية واستثمارية تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار، وأصبحت بكين أكبر مصدر للعملة الصعبة إلى طهران.

وبعدها بأيام ذهب إلى السعودية ووقع مع الملك سلمان عقود لاستيراد النفط للدرجة الذي أصبح معه النفط السعودي المصدر للصين أكبر من الذي تصدره المملكة لأمريكا، وحاليًا وضع محمد بن سلمان ولي العهد من خلال مشروع نيوم إمكانات ضخمة لخدمة طريق الحرير المار بالمملكة والمقرر أن يحقق تنمية شاملة لكل الدول التي يمر منها، ثم اتفق بن سلمان خلال 2016 مع الصين على إقامة مصنع طائرات بدون طيار.

وبينما ملف اليمن مشتعل، تدخلت الصين بأن قررت شطب ديون على اليمن لها قيمتها 10 مليار دولار، وزودت سوريا بمساعدات عسكرية وإنسانية، وتساهم في قوات حفظ السلام جنوبي لبنان بقرابة 1000 جندي، و8 آلاف جندي آخر في نفس القوات بالدول الإفريقية التي تشهد نزاعات، ما يدل على أنها تتعامل مع الملف العسكري بحياء شديد وتفضل عليه المسالك الدبلوماسية والاقتصادية، وما يستوجب معه حماية تلك المسالك عسكريًا.

وفي القضية الفلسطينية لم تكن طرفًا في النزاع، بل طريقًا للحل المبني على قرارات الأمم المتحدة في مبدأ "حل الدولتين"، حيث استقبل الرئيس الصيني شي جين بينج خلال 2017 كلا من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ثم بينيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يزال يدرس موقف الدولة الصهيونية من الصين بوصفها أكبر مهدد لحليفتها الإستراتيجية أمريكا، ورغم الصراع الخفي مع أمريكا إلا أن الصين دخلت كوسيط للصلح بينها وبين كوريا الشمالية.

كل ذلك يؤكد أن التنين الصيني يسير في طريقه بإيقاع لم يسبق له مثيل، ولا يستطيع أحد أن يوقفه، وتسعى لإقامة حضارة وقوة اقتصادية جديدة تستوعب العالم كله وتنهي أسطورة القطب الواحد "أمريكا" ليس لصالح الروس هذه المرة ولكن لصالح الجنس الأصفر.

سر الحياء العسكري السابق
ورغم الحياء العسكري للصين كما أسلفنا وعدم مشاركتها في أحلاف دولية عسكرية للقتال في العراق أو أفغانستان أو يوغوسلافيا في السابق مثل دول الغرب، إلا أنها رفضت إبراز قوتها مبكرًا رغم كونها من الدول صاحبة حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، تلك القوة ليست قائمة فقط على بنيان اقتصادي وسياسي ودبلوماسي، ولكنها تستند إلى قوة عسكرية كبيرة حيث تضاعف إنفاقها العسكري 10 مرات خلال آخر15 عامًا وتحولت من أكبر مستورد للسلاح إلى ثالث أكبر مصدر له على مستوى العالم، الأمر الذي دعاها إلى أن تبرز مؤخرًا عضلاتها العسكرية وتنشئ أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها منذ أشهر في جيبوتي لتأمين مسارتها الاقتصادية بخصوص طريق الحرير وكي تثبت أنها موجودة على الأرض عند مضيق باب المندب منطقة الصراع بين القوى العالمية الكبرى، كي تطل على منطقة خليج عدن والبحر الأحمر الملتهبة من موقع إستراتيجي مهم.

العضلات الصينية العسكرية وأسبابها
وبتلك القاعدة العسكرية تكون الصين طرفًا أساسيًا في أي صراع، خصوصًا أنها تقع على بعد أمتار من معسكر لومينيير مركز قيادة الجيش الأمريكي في القارة الإفريقية، ونجحت في إقناع الدولة العربية بفسخ تعاقدها مع شركة حاويات كي تنشئ بجوار القاعدة العسكرية محطة حاويات تمتلك الصين أسهما صغيرة فيها لا تتجاوز 23%، كي تحقق للدولة الصغيرة التنمية التي تشجعها على تحدي الأمريكان وفتح المجال للصين كي تنافس على السيطرة، الأمر الذي أثار قلقًا أمريكيًا كبيرا لم ينهه التطمينات الصينية.

حماية المقدرات الاقتصادية عامل مشترك في الصين ومصر
وأكد المحللون أن سبب إظهار الصين عضلاتها العسكرية في هذا الوقت هو رغبتها في حماية أحلامها الاقتصادية وفي مقدمتها طريق الحرير، مثلما قررت مصر أن تحمي أحلامها الاقتصادية في شرق المتوسط ضد التحرشات والأطماع التركية وتوفر الحماية الأزمة لحقول البترول في البحر المتوسط وفي مقدمتها حقل ظهر أضخم حقول الغاز في المنطقة، لذلك فإنه كما أن جيشنا المصري الباسل يحمي مقدراتنا الاقتصادية، فإن جيش التحرير الشعبي وهو لقب الجيش الصيني يحمي أحلام ومقدرات الصين الاقتصادية.

الربط بين الجيشين المصري والصيني كان ضروريًا من واقع التهديدات المشتركة التي تواجهها البلدين فضلا عن وجود اتفاقية دفاع مشترك بينهما، أسفرت عن مناورات بحرية مشتركة سبتمبر 2015 في البحر المتوسط بين أسطول 152 الصيني وأساطيل القوات البحرية المصرية، ما يؤكد أن الدولتان قرارهما واحد في الدفاع عن مصيرهما المشترك.

ويعتبر الجيش الصيني أضخم جيوش العالم من حيث العدد ويصل إلى 2.2 مليون جندي –بعد التخفيض- وتتجه إلى مزيد من تخفيض عدد الجنود مقابل رفع كفاءة القوات الجوية والأسطول البحري، رغم أن عدد الطائرات في الجيش الصيني يصل إلى 2860 طائرة مختلفة الأغراض و3 أساطيل بحرية في بحر الصين الجنوبي وبحر الشمال وبحر الشرق الصيني، تشمل 673 قطعة بحرية من مختلف الأنواع، فضلا عما يسمى الجيش الأزرق أو كتائب الحرب الإلكترونية وهو متهم من قبل الولايات المتحدة بتجنيد مئات الآلاف من الشباب على مستوى العالم للدفاع وشن الهجمات الإلكترونية.

استفزاز الأمريكان
استعراض العضلات أمر استفز الأمريكان ودفعهم لتوصيف الحالة الصينية، بمرحلة صعود ألمانيا النازية في عهد هتلر عام 1929، الأمر الذي قد يؤدي بالعالم إلى الدمار وفقا لوجهة النظر الأمريكية التي تتوقع مواجهة عسكرية شاملة بين البلدين قريبًا، لا لشيء إلا للحرب التجارية الدائرة والتي انتصرت فيها الصين بشكل كاسح وفشلت أمريكا فيها اللهم إلا محاولات ضعيفة مثل مناشدات ريكس تريسلون وزير الخارجية السابق دول إفريقية مثل إثيوبيا وجيبوتي على رفض الاستثمارات الصينية، وهو الأمر الذي قوبل برفض خصوصًا وأن الصين تستثمر في جيبوتي وحدها 1.4 مليار دولار في البنية التحتية بوصفها إحدى محطات طريق الحرير البحري، وهو ما يعادل 75% من إجمالي الناتج المحلي الجيبوتي.

الساحرة المستديرة والقوة الناعمة
وتم وضع خطة شاملة لتنمية كرة القدم والسعي فقط ليس للتواجد على الساحة العالمية ولكن بانتزاع كأس العالم في المستقبل القريب، خصوصًا وأن الصين التي تركز على التنمية الاقتصادية خلال الفترة الماضية لم تتأهل للمونديال إلا مرة واحدة في مونديال كوريا واليابان 2002، وذلك من خلال استراتيجية "تشاينا إف سي"، وضمت نجوم عالميين إلى فرق الدوري الصيني مثل أوسكار وتيفيز ومسكرانو، ووضحت تلك الإستراتيجية أكثر في زيارة الرئيس الصيني إلى نادي مانستر سيتي الإنجليزي حيث عبر عن رغبة بلاده في التحول إلى قوة كروية عظمى، بحلول عام 2050.

وتوقع محللون اقتصاديون أن تشكل عائدات الساحرة المستديرة نسبة 1% من إجمالي الناتج المحلي الصيني، بما يعادل 813 مليار دولار وفقًا لخطة خمسية تم وضعها عام 2016، وتتضمن إقامة 70 ألف ملعب و20 ألف مركز تدريب، بحلول عام 2020، حتى يصل عدد الملاعب إلى ملعب واحد لكل 10 آلاف مواطن صيني من إجمالي عدد السكان البالغ 1.5 مليار نسمة، حيث تستثمر مليارات الدولارات في مجموعات اقتصادية كروية مثل "علي بابا" و"وكايسا" و"واندا"، وتكريس الاهتمام الشعبي باللعبة الشعبية الأولى بالعالم مستغلين شغف الشعب الصيني بالكرة الأوروبية.

وقد وصل عدد مشجعي نادي ريال مدريد الإسباني في الصين حتى الآن إلى 127 مليون مواطن، و106 ملايين لفريقي إيه إس ميلان وإنترناسيونالي الإيطاليين، ونجحت في جعلهما تحت السيطرة الصينية بشراكات ثنائية ومساعي للسيطرة على أتليتكو مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، ودخلت بحصص في أندية مثل أوليمبيك ليون الفرنسي وأستون فيلا الإنجليزي وإسبانيول الإسباني وأندية في هولندا والتشيك، مع تشجيع الاستثمار في الإعلام الرياضي من خلال التكنولوجيا والإنترنت والوصول لأكبر عدد متابعين، فضلا عن عقد شراكات مع أندية أوروبية.

خطوات الصين في المجال الكروي جعلت أرسين فينجر أقدم مدرب بالدوري الإنجليزي للقول إنه يجب الشعور بالقلق تجاه الكرة الصينية القادمة.

الحرب التجارية قد تتحول لمواجهة شاملة
وإجمالي القول أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين الدائرة حاليًا قد تتحول بسبب التهور الأمريكي في عهد ترامب إلى مواجهة شاملة، خصوصًا مع فرض الولايات المتحدة قيودًا على الواردات الصينية، ما يدفع الصين للبحث عن أسواق بديلة خصوصًا وأنها تمتلك فائضات إنتاج كبيرة في القطاع العقاري في الحديد والصلب والأسمنت، ويرى المحللون أن أمريكا هي التي تعجل بالحرب الشاملة بعدم التزامها بقوانين التجارة العالمية واتجاهها نحو العزلة وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي.

ولعل اندماج الدول الأوروبية في مشروع طريق الحرير أو مبادرة الحزام والطريق، سيترك أمريكا وحيدة، خصوصًا وأن تلك الدول مؤسسة في بنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية.

انتهاء الهيمنة الأمريكية
سر تغيير سياسة أمريكا الخارجية هو انتهاء هيمنتها وأرهقت على مدار السنوات الماضية في القيام بدور شرطي العالم، وأن تواجه أمريكا الأخطار المحدقة بأمنها القومي وسيطرتها الاقتصادية القادمة من شرق العالم في الصين وروسيا وإيران، تلك القوى المتنامية التي تهدد بخطف السيطرة الاقتصادية الأمريكية، ليس فقط من خلال التمهيد لإعادة طريق الحرير القديم، وتأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بهدف مواجهة سيطرة أمريكا من خلال أدواتها الاقتصادية المتمثلة في البنك الدولي وصندوق النقد على اقتصاديات العالم، وتعمد إحداث فجوة تمويلية في مشروعات البنية التحتية بالدول النامية تحديدًا، للإبقاء عليها فقيرة شعوبها جائعة وأنظمتها خانعة للقرار الأمريكي.

درس النمور الآسيوية
حيث إن البنك الجديد سيكون بديلا للمؤسسات المالية المسيطر عليها الغرب، ولعل ترجمة ذلك في الرسالة التي أرسلها الرئيس الصيني شي جين بينج عندما أعلن تأسيس ذلك البنك من إندونيسيا، وهي أكثر الدول التي عانت من المذبحة التي دبرها صندوق النقد الدولي لضرب تلك القوة الاقتصادية الصاعدة في وقت ظهور "النمور الآسيوية" التي تعرضت لمذبحة هي الأخرى نهاية التسعينات، ما يؤكد أن هدف البنك في الأساس الذي سارعت مصر بالانضمام إليه هو ضرب السيطرة السلبية لأمريكا على العالم وتعمد إفقار وتجويع الدول النامية، بالإضافة إلى تنامي قوة روسيا وتحولها من دولة قوية إلى دولة عظمى تسعى لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي وإيران أيضا التي دخلت في تحالفات مع روسيا والصين وطورت برنامجها النووي ونجحت في اقتناص الاتفاق النووي ورفع العقوبات.


الجيش الامريكيالجيش الامريكي

الجيش الصينيالجيش الصيني

الجيش الصينيالجيش الصيني

الجيش الصينيالجيش الصيني

الجيش الصينيالجيش الصيني

الجيش الصينيالجيش الصيني

الجيش الصينيالجيش الصيني
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة