Close ad

أذربيجان تختار الاستقرار والتنمية في الانتخابات الرئاسية.. والتعديلات الدستورية تفسح المجال للشباب

14-3-2018 | 19:00
أذربيجان تختار الاستقرار والتنمية في الانتخابات الرئاسية والتعديلات الدستورية تفسح المجال للشباب الهام علييف رئيس جمهورية اذربيجان
محمود سعد دياب

تترقب أذربيجان –إحدى دول وسط آسيا- الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إقامتها في الحادي عشر من إبريل القادم، حيث كان مقررًا لها نهاية العام العام الحالي،  نظرًا لظروف وجود فعاليات مهمة تشهدها الدولة خلال تلك الفترة فقد تم تبكير موعد إقامتها، فضلا عن ظروف أخرى تميط "بوابة الأهرام" اللثام عنها في التقرير التالي.

موضوعات مقترحة

تعديلات دستورية تواكب العصر
لقد أجرى الرئيس الآذري إلهام علييف تعديلات دستورية تم الاستفتاء عليها في 26 سبتمبر 2016 ووافق عليها الشعب الأذري بأغلبية كبيرة، حيث لم تقتصر على مجرد تعديل في المواد الدستورية الموجودة، بل شملت إضافة مواد جديدة تواكب العصر، من أبرزها إلغاء شرط الحد الأدنى لعمر المرشح للرئاسة المتمثل في 35 عاما وتخفيض الحد الأدنى لعمر المرشح لعضوية البرلمان من 25 عاما إلى 18 عامًا ،ومنح رئيس الجمهورية صلاحية الدعوة للانتخابات المبكرة وتعيين نائب أول لرئيس الجمهورية، تكون من صلاحياته تعيين نوابه وإقالتهم، مع تمتعه بالحصانة الكاملة، كما له كامل الصلاحيات في ممارسة مهام رئيس البلاد حال غيابه وبالنسبة للإرهاب تمت الموافقة على حظر تشكيل اتحادات وجماعات تمثل تهديدا للأمن القومي وأن القائد الأعلى يقود جميع الأنواع من الوحدات المسلحة.

إفساح المجال للشباب
وفي تصريحات سابقة للدكتور إيميل رحيموف، قنصل أذربيجان السابق بالقاهرة، قال إن التعديلات جاءت استجابة لتطلعات الشعب الأذري، ففي ظل تصاعد دور الشباب وأهمية إفساح المجال لمشاركتهم في الحياة السياسية، وإدراكا من القيادة الأذرية وتفهما من جانبها بأن مستقبل أي دولة مرهون بقدرات شبابها ومهاراتهم، ولذا تم تخفيض شرط السن للمشاركة في العمل السياسي وتحديدا في الترشح للانتخابات البرلمانية، أو منصب رئيس الجمهورية .

خطوة مهمة في مسيرة الإصلاح السياسي
وتعتبر التعديلات خطوة مهمة في مسيرة الإصلاح السياسي التي تنتهجها قيادة أذربيجان منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي فى  بدايات تسعينيات القرن الماضي، وفي ظل احتفال البلاد بمرور ربع قرن على الاستقلال، إذ نجحت خلال هذه الفترة في إرساء دعائم دولة عصرية متقدمة في مختلف المجالات برغم التحديات الكبرى التي واجهتها.

القراءة المتأنية للمواد التي وافق عليها الشعب الاذري تؤكد أن هذه التعديلات لا تشمل الجانب السياسي فقط،والتي استحوذت على النصيب الأكبر من الاهتمام داخليا وخارجيا ولكن هناك تعديلات على بعض المواد المنظمة للنشاط الاقتصادي بهدف توسيع مجالاته وجعلها أكثر جذبا للاستثمارات وأكثر تشجيعا للتبادلات التجارية بما يعود بالنفع ليس فقط على المواطن الأذري الذي يعد أداة التنمية وهدفها في الوقت نفسه، وإنما يعود بالنفع أيضا على اقتصاديات الدول الإسلامية ودول المنطقة بما يشجع على مزيد من الاندماج الاقتصادي.

المنافسة محسومة لعلييف من أجل الاستقرار
ينافس الرئيس الحالي إلهام علييف في الانتخابات المقبلة، 3 أشخاص من أعضاء البرلمان، هم قودرت حسن قولييف رئيس حزب الجبهة الشعبية الأذربيجانية المتحدة، ووزاهد أوروج، وأراز علي زاده رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي، فيما يتولى عدد من المراقبين الدوليين من جهات ومنظمات دولية عدة الانتخابات ومراقبين أخرين من منظمة التعاون الإسلامي.

وفي ظل هذا التطور الشامل في أذربيجان، تشير استطلاعات الرأي بقوة أن الشعب الأذربيجاني سوف يعيد انتخاب الرئيس إلهام علييف لفترة رئاسية جديدة من أجل مواصلة مسيرة التنمية في أذربيجان ومن أجل مزيد من التطور على الصعيد الداخلي والخارجي.

ما الدافع وراء هذه الانتخابات المبكرة؟
يجيب المحللون السياسيون في أذربيجان على هذا السؤال، حيث يرون أن دعوة الرئيس الحالي إلهام علييف للانتخابات المبكرة قطعت الطريق أمام بعض المحاولات الماكرة التي تهدف زعزعة الاستقرار في أذربيجان؛ وذلك لأن أذربيجان التي تقع في ملتقى الحضارات بين الشرق والغرب لها موقع جيوستراتيجي حساس للغاية منذ القدم بين أكبر 3 إمبراطوريات الفارسية في الجنوب والروسية القيصرية في الشمال والعثمانية في الغرب.

والمتابع للشأن الأذربيجاني يلحظ أن أذربيجان شهدت خلال الخمسة عشر سنة الماضية تطورا كبيرا غير مسبوق في شتى المجالات ولاسيما المجال الاقتصادي، فقد أولت القيادة الأذربيجانية اهتمامًا كبيرًا بمشاريع اقتصادية كبرى متنوعة، أخرها افتتاح خط سكك الحديد (باكو – تبيليسي – قارص) أحد أهم المشروعات الواعدة منطقة "أورواسيا" وهي المنطقة التي تجمع بين القارتين آسيا وأوروبا على طريق الحرير القديم التي تيسر إطلالة أقطار الصين في أقصى الشرق وآسيا الوسطى وأفغانستان على أسواق أوروبا والأسواق العالمية وسيضمن نقل ثلاثة ملايين راكب وسبعة عشر مليون طن من البضائع سنويًا، وستستغرق مدة توصيل البضائع من الصين الى أوروبا عبر هذا الخط 14 يوما بدلا من فترة تتراوح بين 35-40 يومًا في الخط السابق، كما له أثر كبير على تنمية السياحة في المنطقة.

النمو الاقتصادي المتسارع
والناظر في النمو الاقتصادي الأذربيجاني خلال الأعوام الـ 15 الماضية، يلحظ أنه تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف، وكذلك النمو الاقتصادي غير النفطي تضاعف بمعدل 2.8 ضعف، وهذا بالطبع بالرغم الأزمة العالمية النفطية في العالم. كما شهدت أذربيجان أيضًا نمًوا ملحوظا  في المجال الزراعي نتيجة العديد من الإصلاحات المهمة مثل إعفاء مجال الإنتاج الزراعي من الضرائب، وتشجيع المزارعين على الاهتمام بجودة المحاصيل الزراعية، ومساعدة الحكومة في بيع هذه المحاصيل.

حركة ثقافية مستمرة
كما أن أذربيجان لم تغفل المجال الثقافي قط، حيث قامت بتنظيم واستضافة العديد من الفعاليات والندوات وورش العمل الدولية الخاصة بالحوار بين الثقافات والحضارات ومن بينها المنتدى الدولي حول الحوار بين الثقافات المنعقد في تاريخ 5-6 مايو عام 2017 والذي جمع بين المنظمات الأكثر نفوذا في العالم (اليونيسكو والإيسيسكو ومجلس أوروبا) وذلك بمشاركة العديد من السياسيين ورجال الدولة وممثلي المجتمع المدني والصحفيين حيث شكل المنتدى أرضية خصبة للحوار والتفاهم العالمي.

فعاليات رياضية إقليمية ودولية
كما استضافت أذربيجان العديد من الفعاليات الرياضية ومن بينها الألعاب الأوروبية الأولى وأولمبياد الشطرنج الدولي وسباق الفورمولا -1 ودورة ألعاب التضامن الإسلامي الحدث العالمي الضخم الذي احتضنته العاصمة باكو على امتداد الفترة من 12 مايو الى 22 مايو عام 2017 والتي حققت هي الأخرى نجاحًا باهرًا من كل النواحي، وأثبتت مجددًا نزوع الشعب الأذربيجاني إلى الرياضة والتنافس الشريف.


وبالرغم من كل هذا التطور الذي شهدته أذربيجان في الفترة الأخيرة وبالرغم من استضافتها مثل هذه الفاعليات العالمية رفيعة المستوى، فهي تواجه صارع مع جارتها أرمينيا حول إقليم "قراباغ الجبلية" وما تبعه من سقوط الكثير من الأبرياء، فقد قتل حوالي 20 ألف أذربيجاني، وشرد أكثر من مليون مواطن ورغم صدور قرارات من مجلس الأمن لحلحلة هذا الصراع إلا أنه مستمر دون لجوء الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات.

التعايش الإسلامي
وتعد أذربيجان نموذجا فريدا في التعايش الإسلامي بين الطوائف الدينية المختلفة، وخير دليل على ذلك إعلان الرئيس الأذربيجاني عام "2016" عام "التعددية الثقافية" إيمانًا منه بضرورة التعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع وكذلك بين أرباب الديانات المختلفة، وكان من نتيجة ذلك أننا نرى أن السنة والشيعة يؤدون شعائرهم الدينية معا في نفس المسجد وراء إمام واحد في مشهد فريد من الصعب رؤيته في بلد آخر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة