"نيجيريا".. ذلك العملاق الإفريقي الأخضر، أكثر دول القارة السمراء سكانا، وأغناها من حيث الموارد الطبيعية، لكن هذه الدوحة الخضراء في قلب إفريقيا تغير حالها رأسا على عقب منذ سيطرة حركة "بوكو حرام" على أجزاء واسعة منها .
موضوعات مقترحة
مع توالى الفظاعات التي ارتكبها "تنظيم داعش الإرهابي" في سوريا والعراق، من ذبح وقتل وأسر للنساء، كانت "بوكو حرام" تقوم بالأعمال ذاتها في نيجيريا، وتصدرت عمليات الاختطاف الجماعي للفتيات، وحرق المدارس مانشيتات الصحف العالمية.
"بوكو حرام"
من هي جماعة "بوكو حرام" ؟
"بوكو حرام" هي جماعه إسلامية مسلحة نيجيرية يقودها "أبومصعب البرناوي" وتعد هذه الجماعة الإرهابية أحد أفرع جماعة "داعش" في وسط وغرب إفريقيا ، وتعني "بوكو حرام" بلغه الهاوسا "تحريم التعليم الغربي".
ومع ذلك فإن "بوكو حرام" ليست حديثة العهد، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلي عام 2002، على يد رجل الدين المتشدد محمد يوسف الذي أعدمته الشرطة النيجيرية في العام 2009، غير أنها برزت أخيراً بعدما كثفت نشاطها ونفذت عمليات إرهابية كثيرة، وذلك ما وضعها في مواجهة مع الجيش والحكومة النيجيرية التي صنفتها بأنها "جماعة إرهابية" محظورة.
"بوكو حرام"
" أبو مصعب البرناوي"
هو قائد وزعيم جماعة "بوكو حرام" قام بالعديد من العمليات الإرهابية ضد المدنيين بنيجيريا، لكنه توسع و نتشر نشاطه بشكل كبير داخل القارة السمراء .
بداية ظهور البرناوي كانت عند شغله لمنصب المتحدث باسم الجماعة الإرهابية في يناير 2015، حيث كان يتحدث عن العمليات الإرهابية التي تنفذها تلك الحركة الإرهابية في إفريقيا، وتضمن تحريض شديد ضد نيجيريا والدول التي تقاوم "بوكو حرام"، حيث أعلن خلالها رفضه للديمقراطية والتعليم الغربي.
"بوكو حرام"
وفي أغسطس 2016، أعلنت "داعش" أن جماعة "بوكو حرام" النيجيرية التابعة للتنظيم قد اختارت أبومصعب البرناوي قائدا جديدا لها، وذلك دون الإشارة إلى مصير قائد الجماعة السابق "أبوبكر شيكاو".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت إدراج 7 جماعات حول العالم تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، واثنين من قادتها على قائمة الإرهاب كان من بينهم أبو مصعب البرناوي قائد هذا التنظيم الإرهابي.
"بوكو حرام"
أبرز العمليات الإرهابية لـ "بوكو حرام"
كانت من أبرز العمليات الإرهابية التي نفذتها جماعة "بوكو حرام" هو خطف أكثر من 276 تلميذة من مدرسة في شمال نيجيريا في أبريل 2014، في عملية أثارت استياء دولياً كبيراً.
وتعدت الجماعة الحدود النيجيرية إلى دول الجوار أيضاً، ونفذت عمليات إرهابية عديدة في كل من تشاد والنيجر والكاميرون.
وكان الجيش النيجيري قد أعلن الثلاثاء الماضي أن جنود نيجيريا والكاميرون أنقذوا حوالي 1130 شخصاً كانوا محتجزين لدى جماعة بوكو حرام الإرهابية في شمال شرقي نيجيريا .
"بوكو حرام"
"الأرامل السوداء"
تعتبر جماعة "بوكو حرام" أكثر جماعة إرهابية في التاريخ توظف النساء و تستخدمهن في هاجمتها، وذلك استغلالاً لعدم تفتيش النساء في النقاط الأمنية، وسهولة إخفاء القنابل تحت الملابس أو الحقائب، أو حتى مع الأطفال الرضع، وقد أطلق على هؤلاء الانتحاريات اسم "الأرامل السوداء".
وتمت أول عملية في تاريخ الجماعة باستخدام الفتيات الصغيرات في نقل قنابل في يوليو 2014، إذ اختطفت الجماعة 276 طالبة من مدرسة ثانوية في "تيشيبوك"، وجندتهن واستخدمتهن لتنفيذ عمليات انتحارية.
وقام النساء بتنفيذ حوالي 244 عملية انتحارية من أصل 534 عملية، نفذتها النساء في العديد من المناطق، بحسب تقارير حقوقية وأممية.
وتستغل الجماعة حالة اليأس التي تصيب النساء التي وصلت إليها زوجات من قُتلوا في المواجهات العسكرية، ورغبتهن في الانتقام لأزواجهن أو ذويهن لتنفيذ بعض العمليات الانتحارية، وذلك لإحداث حالة من الفوضى داخل المجتمع هناك.
ويتم ذلك من خلال تعريضهن لعمليات غسل مخ من قبل خبراء متخصصين، مستخدمين كافة الطرق النفسية والاجتماعية للتأثير عليهن، ويتم تغذية رغبة الانتقام لديهن، وتقبل فكرة الموت، للدرجة التي يصبح التأثير عليهن أكبر من تأثير المواد المخدرة، لتصبح بعده المرأة جاهزة لتنفيذ كل ما يطلب منها.
تحويل النساء إلى "كائن مدمر" وتربية أجيال جديدة من الأطفال الإرهابيين، كانت الغاية وراء خطف الطالبات والنساء، وإجبارهن على الزواج من مقاتلي التنظيم.
وفي عام 2015 قام أربعة نساء 4 بأربعة هجمات في مدينة مداجالي بولاية أداماوا، والتي استعادت قوات الأمن السيطرة عليها من "بوكو حرام" عام 2015، ونجحت اثنتان من اجتياز نقطة تفتيش أمنية، لأنهم كانوا يحملون أطفالا رضع.
"بوكو حرام"
تحول أطفال نيجيريا إلي إرهابيين
لم تكتف جماعة "بوكو حرام" فقط باستغلال النساء وتحريضهم علي القيام بالعمليات الانتحارية فقط، ولكنها استخدمت الأطفال في الهجمات الإرهابية.
وقد كشف المركز العالمي لمكافحة التطرف أن جماعة "بوكو حرام" استخدمت حوالي 100 طفل كقنابل بشرية في نيجيريا؛ لتنفيذ عمليات إرهابية خلال عام 2017، وأنه تم اختطاف هؤلاء الأطفال من مدارسهم، وآخرين تم إجبارهم على ترك المدارس للقيام بالعمليات الإرهابية، كما يتم استغلالهم واغتصابهم واستخدامهم كجنود حرب.