Close ad

الجفاف يضرب بلد الفيضان.. وعظام المواطنين تدق طبول الفرح بالسد الإثيوبي

6-5-2017 | 19:26
الجفاف يضرب بلد الفيضان وعظام المواطنين تدق طبول الفرح  بالسد الإثيوبي الجفاف يضرب بلد الفيضان - صورة تعبيرية
أحمد سمير

ينظرون إلى أعمدة الغبار التي تدور بقسوة كالأعاصير على أنها "نذير خير"، ودلالة على قرب موعد سقوط الأمطار، إلا أنهم بعد فترة يصطدمون بموجات الجفاف التي تبدد أوهامهم، أو ربما أمانيهم.

موضوعات مقترحة

وإذا دعتك الظروف لتسافر إلى جنوب شرق إثيوبيا وتقترب من الحدود الصومالية، قد تلقى حتفك، ليس لعمل إرهابي، أو لصراعات محلية، بل بسبب الجفاف الذي قد يضرب عروقك على أرض منبع النيل الرئيس.

موجات الجفاف الإثيوبية

الحكومة الإثيوبية في 2015 أبدت ارتياحها بانتهاء ظاهرة "النينيو" من أراضيها، ولكن أمطارها الموسمية المعتادة في أكتوبر ونوفمبر 2016 لم تعد كالسابق، وبدت قليلة في كميتها، حتى أنه مع بداية 2017 بدأ الجفاف يضرب عددًا من أراضيها.

الجفاف ليس غريبًا على إثيوبيا، فقد تعرضت بحسب – البنك الدولي- إلى 5 موجات من الجفاف منذ عام 2003 وحتى الآن، أثرت على الملايين من مواطنيها، ورأى أغلبهم من قاطني الأراضي الصومالية والعفارية نفوق مواشيهم.

"سيما" هو الاسم الذي أطلقه الإثيوبيون على موجة الجفاف الحالية، كعادتهم في تسمية الموجات المتواترة عليهم، ويعني الاسم باللغة المحلية "مستوى كبير"، حيث إن الموجة الحالية التي تضرب إثيوبيا يشار إلى أنها شديدة، ولن تفرق بين الأغنياء والفقراء في قسوتها.

هروب إلى الهلاك

الصوماليون الذين يعانون ألم الجوع الذي اعتصر أمعاءهم من المجاعة التي تضرب بلادهم، لم يدركوا أنه بهروبهم إلى إثيوبيا المجاورة لن يبتعدوا عن خطر الموت المحدق بهم، بل قد يجدون الأسوأ، فإنهم وإن كانوا يستطيعون تحمل الجوع لأشهر، لن تقوى أجسادهم على تحمل الجفاف في إثيوبيا لأسابيع.

الدراسات التي أجراها البنك الدولي على الحالة الإثيوبية في موسم جفاف 2015/2016 كشفت نفوق 50% من الثروة الحيوانية لدى لمواطنين الإثيوبيين، وأكدت ازدياد عصف الفقر بالفقراء، وأن الأسر التي تأثرت بالفقر جراء موجة الجفاف يلزمها 4 سنوات للتعافي من هذه الآثار.

مواجهة الجفاف الإثيوبي

الحكومة الإثيوبية تعاملت مع جفاف العام الماضي، من خلال برنامج شبكة الأمان الإنتاجية، كواحد من أكبر برامج الأمان في العالم، والتي توضع تحت إدارة حكومات الدول التي تتعرض للكوارث، وتمكنت من توفير احتياجات 18.2 مليون شخص من مواطنيها، أي ما يعادل 20٪ من مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 91 مليون نسمة، من المياه بالإضافة إلى الطعام.

واعتمدت إثيوبيا على خط مواجهة الجفاف، ومن خلال برنامج شبكة الأمان الإنتاجية، جمع المال من 11 مانحًا عالميًا، بالإضافة إلى 600 مليون دولار من أموال المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي.

صرخة استغاثة

مع عجز برنامج شبکات الأمان الإنتاجیة في إثيوبيا عن توفير الدعم اللازم لمواجهة الأزمة، بسبب طول فترات الجفاف وشدتها، دعا ذلك الحكومة الإثيوبية إلى إطلاق "صرخة استغاثة للإنسانية"؛ إنقاذ 7.7 مليون شخص، حتى نهاية يونيو 2017، معلنة احتياجها إلى 742 مليون دولار للمساعدة الغذائية الطارئة وغير الغذائية، وأيضًا أكثر من 432 ألف طن متري من الحبوب.

دعت الصرخة الإثيوبية البنك الدولي يوم الإثنين الماضي إلى توفير 100 مليون دولار لبرنامج شبكة الأمان الوطنية، فضلاً عن 100 مليون دولار أخرى قدمها البرنامج العام الماضي.

منسق برنامج شبكة الأمان الوطنية في المنطقة الصومالية بإثيوبيا "أحمد نور داود"، قال إن برنامج شبكة الأمان الوطنية يغطي احتياجات أكثر من 1.67 مليون شخص في منطقته، ولكن ليس لديه ما يكفي من الدعم لإدراج جميع المتضررين، لافتًا في تصريحاته التي نقلها موقع البنك الدولي، أن أفضل ما يمكن القيام به هو التنسيق والتعاون بشكل أفضل بحيث يصل الغذاء والماء ليس للمستفيدين من برنامج شبكة الأمان والتغذية فقط، ولكن أيضًا لأولئك الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي.

أشلاء تبني "النهضة"

قد تكون إثيوبيا ماضية قُدمًا وبقوة في إنشاء أضخم "مانع مائي" على مجرى النيل الأزرق، المعروف بسد النهضة، الذي تعتزم وفقًا لتصميمه اختزان ما يقرب من 75 مليار م3 من المياه خلفه، ولكنها في ذات الوقت إذا لم تجد طريقة لتوصيل بعضًا من هذه المياه إلى مواطنيها لتروي ظمأهم، وتُذهب جفاف أجسادهم، فقد لا يتبقى لديها مواطنون يحتفلون بـ"النهضة" عند اكتماله، لتقيم نهضتها على أشلائهم الجافة.

الأعمدة الترابية

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

مظاهر الجفاف في إثيوبيا

كلمات البحث
اقرأ ايضا: