في عام 2016 شهد العالم، غدرًا للإرهاب في العاصمة البلجيكية بروكسل، عن طريق هجمات إرهابية طالت المطار الدولي وإحدى محطات المترو الرئيسية، واليوم الأربعاء، يشهد العالم طعنة إرهابية جديدة ولكن هذه المرة في قلب العاصمة البريطانية لندن، وتحديدًا أمام البرلمان البريطاني.
فما أن استيقظ العالم اليوم لإحياء الذكرى الأولى للهجمات التي تعرضت لها بروكسل، التي راح ضحيتها قرابة 31 شخصًا وأصيب المئات، صدم العالم مجددًا، بحادث وصفته السلطات البريطانية بأنه "عمل إرهابي"، حيث قام شخص يحمل سلاحًا بإطلاق النار أمام مقر البرلمان، لتعلن الشرطة البريطانية أن مسلحًا قتل أحد ضباط الشرطة، وقامت بمطاردته وتمكنت من قتله.
وعلى الفور، تم تعليق جلسة البرلمان، الذي كان مجتمعًا في حضور رئيسة الوزراء تريزا ماي، وقت الهجوم، حيث تم توجيه الدعوة للمشرعين للبقاء داخل مقر المجلس، ومن ثم أغلقت السلطات البريطانية مقر البرلمان، وأوضحت قناة (بي بي سي) الإخبارية أنه عقب الحادث تمت إعادة رئيسة الوزراء إلى مقر الحكومة في (10 دواننج ستريت).
وعقب الحادث ، قال قائد الشرطة بي جيه هارينجتون، في تصريحات للصحفيين، "نعرف أنه يوجد عدد من المصابين من بينهم ضباط شرطة، لكن في هذه المرحلة لا يمكننا تأكيد الأعداد أو طبيعة هذه الإصابات"، فيما أعلنت وسائل الإعلام البريطانية، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ستعقد اجتماعًا للجنة الطوارىء الأمنية بالحكومة فى وقت لاحق اليوم .
وبالتزامن مع واقعة البرلمان البريطاني، أعلن مسئول طبي بريطاني، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن حادثًا آخر وقع بالقرب من جسر ويستمنستر بالعاصمة لندن، أسفر عن مقتل أربعة اشخاص ، وإصابة آخرين بجروح، بعضها وصفت بـ"الخطيرة"، مضيفًا أن بعض المارة في مكان الحادث قد تعرضوا للدهس.
وتوالت الإدانات عقب الحادث الدامي، حيث أدانت وزارة الخارجية المصرية، الحادث، وتقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، وفق بيان الخارجية، بالعزاء لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا أن هذه الأحداث تعيد تأكيد خطورة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الجميع دون تفريق بين دين أو عرق.
وأضاف المتحدث أن حادث لندن الإرهابي يلفت الانتباه - مرة أخرى - إلى أن التنظيمات الإرهابية تستطيع النفاذ إلى المجتمعات والعبث بأمنها واستقرارها رغم التدابير الأمنية التي يجري اتخاذها، وهو ما يستوجب التعامل بمقاربة شاملة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية من جميع الجوانب الفكرية والمالية والأمنية، والحيلولة دون انتشار الفكر الهدام الذي تتبناه هذه الجماعات الآثمة.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى ضرورة اتخاذ تدابير جماعية لمحاربة الإرهاب، في أعقاب الهجوم الذي وقع في لندن، وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "اليوم لا يوجد مكان على وجه الأرض في مأمن من الإرهاب، ولا بد من اتخاذ تدابير مشتركة لمواجهة هذا الشر".
وأضافت "لا بد من تركيز الجهود ليس على البحث عن تهديدات مزعومة، وليس على زيادة النفقات على مواجهة التحديات التي لا وجود لها، بل لا بد من تركيز وتوحيد جهود المجتمع الدولي بأكمله لمواجهة الأخطار الحقيقية".
كما أعربت فرنسا عن تضامنها مع الشعب البريطاني عقب الهجوم، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال - في بيان - إن جون مارك ايرولت وزير الخارجية الفرنسي يتابع أول بأول الوضع من واشنطن حيث يشارك في اجتماع للتحالف الدولي ضد داعش.
وأكدت الخارجية الفرنسية وجود ثلاثة طلاب فرنسيين في المدرسة الثانوية "سان جوزيف كونكارنو" أصيبوا في لندن، وأن الوزير إيرولت يؤكد دعمه أسر الطلاب في هده الأوقات الصعبة، وأضاف البيان أن كل أجهزة الدولة، بما فيها غرفة الأزمات بوزارة الخارجية، تم حشدها وعلى اتصال بالسلطات البريطانية.
واختتم البيان بتأكيد أن القنصلية الفرنسية العامة بلندن تقدم كل المساعدة إلى الرعايا الفرنسيين المتواجدين بالعاصمة البريطانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعقد فيه وزراء خارجية 68 دولة اجتماعًا بواشنطن من اجل الاتفاق على الخطوات المقبلة في سبيل هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي ، وذلك في أول اجتماع من نوعه للتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة العام الماضي.