Close ad

الحركة التصحيحية المفاجئة لـ"شولتس" تهز عرش ميركل مبكرًا.. واللاجئون هم الضحايا المحتملون

25-2-2017 | 04:52
الحركة التصحيحية المفاجئة لـشولتس تهز عرش ميركل مبكرًا واللاجئون هم الضحايا المحتملون ميركل
ألمانيا من - عبد الناصر عارف :

قلبت التغييرات الأخيرة التى أجراها الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى ألمانيا فى قياداته وبرامجه، موازين القوى السياسية التى تستعد لانتخابات عامة حاسمة فى سبتمبر المقبل، فقد دفع الحزب بالسياسى المحنك مارتن شولتس رئيس البرلمان الأوروبى السابق ليكون المنافس الأقوى على منصب مستشار ألمانيا،

موضوعات مقترحة

كما أخلى زيجمار جابرييل – الذى أسندت إليه مؤخرًا حقيبة الخارجية الألمانية بدلا من الاقتصاد – منصب زعامة الحزب أيضا لشولتس المتحمس. وسرعان ما أجرى شولتس تغييرات جوهرية فى برنامج الحزب الاشتراكى الذى سيخوض به الانتخابات المقبلة مستلهما التغيرات التى حدثت فى مزاج الناخب الألمانى، هذه التغييرات دفعت بالحزب إلى التحرك من المنطقة الباهتة الوسط - والتى أمست لا تحظى بجاذبية لدى المواطنين الألمان- إلى يسار الوسط مستخدما حزمة تشريعات العمل والبطالة والتى تمس على الأقل 45 مليون ألمانى وهم مجموع القوى العاملة فى ألمانيا، فقد تبنى شولتس تغييرات جوهرية فى هذه الحزمة تسمح بإطالة فترة الحصول على بدل البطالة للمتعطلين عن العمل وتشمل أيضا إعادة النظرفى نظام عقود العمل لجعلها عقودا دائمة بدلا من النظام المتبع حاليا والذى يسمح لأصحاب الأعمال بتوظيف العاملين بعقود محددة المدة اى مؤقتة.

وعلى الفور استقبل المواطنون الألمان هذه الإشارات بالترحيب وتداعو للانضمام إلى الحزب الاشتراكى الديمقراطى وعكست استطلاعات الرأى خلا الاسبوع زيادة ملحوظة فى شعبية الحزب، وكشف احدث استطلاع تفوق الحزب الاشتراكى الديمقراطى بقيادة شولتس لأول مرة منذ فترة طويلة على الاتحاد المسيحى بزعامة ميركل والمكون من حزبى المسيحى الديمقراطى وتوامه فى ولاية بافاريا الحزب الاجتماعى المسيحى.

وأوضحت أمس نتائج استطلاع للرأي قام به معهد قياس الرأي "ديماب" لحساب القناة الأولى الألمانية (آ. إ ر. دي) أن الحزب الاشتراكى الديمقراطى سيهزم الاتحاد المسيحى بزعامة ميركل لو اجريت الانتخابات يوم الأحد المقبل حيث حصل على نسبة 32% من اصوات عينة الاستطلاع مقابل 31% للاتحاد المسيحى بزعامة ميركل ، كما هزم حزب شولتس اتحاد ميركل المسيحى لأول مرة منذ 10 سنوات فى استطلاع آخر للرأى أجرته صحيفة بيلد إم زونتاج الواسعة الانتشار الأسبوع الماضى.

وكشف الاستطلاع أيضا أن مقترحات شولتس فيما يتعلق بقوانين العمل حظيت بشعبية عارمة أيضا حيث أيد ووافق 65% من عينة الاستطلاع على اقتراح زيادة الفترة التى يستحق فيها من فقدوا وظائفهم بدل البطالة، وأوضح استطلاع آخر للرأى أجرته مجلة فوكس الأسبوعية أن هذه المقترحات تحظى بتأييد 72 % من عينة الاستطلاع .

والمفارقة فى هذا الأمر ان حزمة تشريعات العمل التى يتبنى الزعيم الجديد للحزب الاشتراكى الديمقراطى تغييرها هى الحزمة ذاتها التى اقترحها ووضعها موضع التطبيق زعيم الحزب الاشتراكى ومستشار ألمانيا الأسبق جيرهارد شرودر عام 2010 ، وغازل بها رجال الأعمال والشركات وحرك حزبه جهة اليمين قليلا ليحافظ على شعبيته ، ولذلك فإن الزعيم الجديد للحزب أطلق عليها " الحركة التصحيحية لأجندة 2010"!.

الحركة التصحيحية المفاجئة لشولتس وضعت المستشارة ميركل فى موقف صعب وضيقت على الاتحاد المسيحى مساحة المناورات والخيارات فى المعركة الانتخابية العام الحالى فلم يعد أمام الاتحاد المسيحى إلا التحرك نحو اليمين أكثر، وللأسف الملف المتاح والمرشح هو سياسة الهجرة واللجوء .. فهل تقول ألمانيا وداعا لسياسة الترجيب باللاجئين؟.

مصادر وقيادات فى حزب ميركل أوضحت لبوابة الأهرام أن المستشارة لا تزال مستمسكة بسياستها فى ملف اللجوء والهجرة ولكنها مضطرة لاجراء تغييرات غير جوهرية لتفويت الفرصة على الأحزاب الشعبوية والجماعات المتطرفة من سحب البساط من تحت أرجل حزبها فى الانتخابات العامة هذا العام، ولم تخف هذه المصادر تخوفها من انتشار عدوى ترامب الذى استطاع أن يفوز برئاسة الولايات المتحدة بمغازلة الناخبين المتطرفين بشعارات وسياسات شعبوية زاعقة صاخبة مثيرة للجدل بدلا من الوسطية والاعتدال.

على ما يبدو فإن اللاجئين فى ألمانيا سيكونون أيضا من ضحايا سيد البيت الأبيض الجديد فى واشنطن.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: