Close ad

ترامب يُقر بالقرصنة الروسية ويرفض تسييسها

7-1-2017 | 15:55
ترامب يُقر بالقرصنة الروسية ويرفض تسييسهادونالد ترامب
أ ف ب

أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجددًا أن عمليات القرصنة التي اتهمت الاستخبارات الأمريكية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف وراءها لتقويض فرص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لم تؤثر على نتائج الانتخابات التي أوصلته للبيت الأبيض.

إلا أن رجل الأعمال أقر بإمكان حصول عمليات قرصنة استهدفت الحزب الديمقراطي، وذلك عقب اجتماع له مع قادة أجهزة الاستخبارات.

وقال ترامب في بيان صدر في ختام اجتماعه مع القادة إن أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي.

وأضاف: "مع أن روسيا والصين ودولا أخرى ومجموعات وعناصر في الخارج يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية، ولشركاتنا وبعض المؤسسات مثل الحزب الديمقراطي، إلا أنه لم يكن لذلك أي تأثير على الإطلاق على نتائج الانتخابات".

وتابع: "كانت هناك محاولات قرصنة للحزب الجمهوري، لكن الحزب أقام دفاعات قوية ضد القرصنة، والقراصنة فشلوا".

وجاء في التقرير الذي يستند إلى معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بالقيام بحملة فرصنة وتضليل إعلامي" تستهدف تسهيل انتخاب ترامب وتقويض حملة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وأضاف التقرير أن الغرض من الحملة كان "تشويه سمعة كلينتون والتأثير على قدرتها" في الوصول الى الرئاسة وعلى "احتمال توليها" السلطة.

وفي مقتطفات من مقابلة ستذيعها شبكة "أيه بي سي" الأحد قال الرئيس باراك أوباما الذي كان طلب باعداد التقرير إن "الروس كانوا ينوون التدخل، وقد تدخلوا" في الانتخابات الأمريكية.

وأضاف "ما يقلقني هو إلى أي مدى رأينا الكثير من الجمهوريين أو المنتقدين او المعلقين يظهرون ثقة اكبر بفلاديمير بوتين من ثقتهم بنظرائهم الأمريكيين، فقط لأن أولئك ديمقراطيون، لا يجب أن يكون الوضع كذلك".

وفرض أوباما عقوبات على روسيا، خصوصا عبر طرد 35 دبلوماسيا اعتبرهم جواسيس، لكن ترامب وصف ما يحصل بأنه "حملة سياسية مغرضة" هدفها إضعافه سياسيا.

ويتكتم التقرير على المصادر وطرق الحصول على المعلومات وهو الأمر الذي لن يؤدي إلى إقناع المشككين بنتائجه، لكنه ولأول مرة يعلن بوضوح أن الكرملين اتخذ موقفا منحازا وإن كان لا يسعى إلى إثبات أن بوتين غير نتيجة الانتخابات.

ولفت التقرير إلى أنه "من المرجح جدا أن يكون بوتين أراد تشويه سمعة كلينتون لأنه يتهمها علنا منذ العام 2011 بأنها حرضت على خروج تظاهرات ضخمة ضد نظامه في أواخر 2011 وبداية 2012" عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية.

وحذر التقرير من أن موسكو "ستطبق الدروس التي تعلمتها" من الحملة التي أمر بها بوتين خلال الانتخابات الأمريكية، من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى وبينها بلدان حليفة للولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن الحملة التي قادتها موسكو للتأثير على الانتخابات الأمريكية جاءت في إطار "إستراتيجية اتصال" مستوحاة من الأساليب السوفياتية، من بينها "العمليات السرية، ووسائل الإعلام الرسمية، و(اللجوء الى) طرف ثالث ومستخدمين للشبكات الاجتماعية (...)" يتقاضون أموالا.

وقبيل الانتخابات الأمريكية نشر موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية مقرصنة تعود إلى الحزب الديمقراطي وإلى أحد المقربين من كلينتون، ما أثر سلبا إلى حد كبير على المرشحة الديمقراطية.

ولم يتم الكشف عن المعلومات الأكثر حساسية في التقرير الاستخباراتي الذي نشر الجمعة، لكن ترامب اطلع على النسخة الكاملة منه خلال اجتماعه مع قادة الأجهزة الاستخبارية في البلاد.

ووعد الرئيس المنتخب الذي سيتولى مهماته في 20 يناير بوضع خطة لمكافحة القرصنة خلال الأيام التسعين الأولى من ولايته.

وشدد ترامب على "أن الطرق والأدوات والتكتيكات التي نستخدمها لحماية أميركا يجب ألا تعرض على الملأ، لأن من شأن ذلك أن يساعد من يعملون على إيذائنا".

وأثار التدخل المحتمل لروسيا في الانتخابات الأميركية جدلا سياسيا كبيرا مستمرا منذ شهرين في الولايات المتحدة.

وفي تصريحات معبرة عن وجهة نظر العديد من الجمهوريين، استغل رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين صدور التقرير من أجل اتهام روسيا بالإقدام على "محاولة واضحة للتدخل في نظامنا السياسي"، لكنه شدد على عدم وجود أدلة على حصول تلاعب في الأنظمة الانتخابية بحد ذاتها.

وتابع راين "لا يمكننا السماح (...) باستغلال هذا التقرير لنزع الشرعية عن الانتصار" الذي حققه ترامب.

الا ان الديموقراطي آدم شيف اعتبر ان تصريحات ترامب بعدم تأثير القرصنة على الاطلاق على نتائج الانتخابات "غير مدعومة لا من التقرير (الاستخباراتي) ولا من المنطق".

وقال ترامب في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة نيويورك تايمز "إن الصين قرصنت خلال الفترة الاخيرة نحو 20 مليون اسم في الادارة" الاميركية، مضيفا "لماذا لا يتكلم احد عن هذه المسألة؟ انها حملة سياسية مغرضة".

وفي رغبة واضحة لتهدئة الأمور، وصف الرئيس المنتخب اجتماعه مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) جيمس كومي، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، ورئيس وكالة الامن القومي الأميرال مايكل روجرز، ومدير الاستخبارات جيمس كلابر، بأنه كان "بناء".

وقال ترامب "لدي احترام كبير للعمل الذي يؤديه رجال ونساء" الاستخبارات.

ورغم رغبته في إعادة الدفء الى العلاقات الأمريكية الروسية، إلا أن ترامب لا يريد بأن يسود اعتقاد بأن لروسيا يدا في وصوله إلى السلطة.

وفي محاولة لطمأنة المسؤولين الجمهوريين، سرب ترامب معلومات تفيد بأنه ينوي تسمية سناتور ولاية إنديانا السابق دان كوتس على رأس الاستخبارات الأمريكية وهو المعروف بتشدده تجاه موسكو.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة