Close ad

مشاهد بانتخابات السودان.. البشير يغازل الخليج بالإخوان و"ديكور المعارضة".. وشبح التقسيم يهدد الشمال

15-4-2015 | 16:18
مشاهد بانتخابات السودان البشير يغازل الخليج بالإخوان وديكور المعارضة وشبح التقسيم يهدد الشمال انتخابات السودان
سعيد قدرى
بينما استعان العقيد عمر البشير الضابط بالجيش السوداني بجماعة الإخوان المسلمين بقيادة حسن الترابي للوصول للحكم إثر انقلاب عسكري عام 1989 ضد الرئيس المنتخب وقتها الصادق المهدي، فإن البشير الذي أكمل 27 عاما في حكم بلد مقسم تتجمع فيه الثروة والفقر يتبنى خطابا يتنصل فيه من علاقته بأقدم جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي.
موضوعات مقترحة


وفيما يرى مراقبون أنه لامعارضة حقيقة في السودان، وأن المعارضة مجرد "ديكور"، وأن نظام البشير بلا انجازات وليس في سجله سوى "تقسيم السودان"، فإن حزب المؤتمر الوطني العام الحاكم في السودان يحاول اكتساب مشروعية وترسيخ 27 عامًا من حكم الحركة الإسلامية في أول انتخابات منذ انفصال جنوب السودان.

وتشمل الانتخابات الجديدة في السودان ثلاثة اقتراعات: أولها على منصب الرئيس، وثانيها لاختيار أعضاء البرلمان، أما ثالثها فلمجالس الولايات، وقررت المفوضية القومية للانتخابات في السودان تمديد الاقتراع ليومين إضافيين.

وسبق إجراء الانتخابات السودانية حالة من الشد والجذب بين القوى السياسية على خلفية إعلان الرئيس عمر البشير منذ عام لمبادرة اعتبرتها أطراف دولية خطوة مهمة لاستيعاب الأطراف السودانية المعارضة تؤسس لديمقراطية جديدة بالسودان، يمكن من خلالها الوصول لنقطة اتفاق بين مكونات العملية السياسية بالخرطوم، ولكن تصرفات البشير نفسها لم تساعد في إنجاح مبادرته، - وفقا لمعارضيه- لاسيما بعد اعتقال بعض قيادات المعارضة التي رأت في الاعتقالات نقضًا للمبادرة التي لم تكتمل حتى الآن.

"حكومة البشير غير معنية بالإنسان في السودان لكنها تخاطب المجتمع الدولي لأنها سلطة جاءت بعد انقلاب وفصلت جنوب السودان وحاولت من خلال عديد من الاتفاقات مثل اتفاق "نيفاشا" التي أوقفت أطول حرب أهلية في إفريقيا بعد اتفاق حكومة البشير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق" وفقا لصلاح أبو السرة رئيس المكتب السياسي لجبهة القوى الثورية الديمقراطية بالسودان الذي يرى أن البشير يحاول إيجاد مشروعية لنظام أهم إنجازاته هو تقسيم البلاد".


ويرى أبو سرة أن "محاولة النظام السوداني بقيادة الرئيس عمر البشير التنصل من جماعة الإخوان المسلمين ومحاولة تصدير فكرة أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليس جزءًا من النظام الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين هو مجرد ادعاء لكسب ود النظام الخليجي والتمتع بخيراته والغرق في أمواله، متسائلًا عن سبب عدم تعديل قوانين سبتمبر التي أصدرها الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري، وقام بموجبها بإعلان الشريعة الإسلامية وتنصيب نفسه إمامًا على المسلمين، بمساعده مجموعة من الإسلاميين، على رأسهم الدكتور حسن الترابي زعيم جبهة الميثاق سابقًا ورئيس الجبهة الإسلامية القومية لاحقًا.

يؤكد رئيس المكتب السياسي لجبهة القوى الثورية الديمقراطية بالسودان لـ"بوابة الأهرام" أن كل المرشحين في الانتخابات السودانية مجرد ديكور، لأنهم جزء من السلطة القائمة وعلى علاقة طيبة بالمؤتمر الوطني مؤكدا أن هناك مناطق ليس فيها استقرار أمني ولن تجري فيها انتخابات أصلا، مثل جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق أو دارفور، وبالتالي فإن نسبة التصويت لن تصل إلى الحد المطلوب.

وقد قاطع الانتخابات حركات التمرد المسلحة وهي 4 حركات تخوض حربًا منذ عام 2003 ضد الحكومة في 8 ولايات من بين ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، ثلاث من هذه الحركات دارفورية، وهي "حركة العدل والمساواة، حركة تحرير السودان - مناوي، حركة تحرير السودان - عبد الواحد"، ورابعتها هي الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال بقيادة مالك عقار، وتنضوي جميعها في تحالف سياسي وعسكري أطلقت عليه اسم "الجبهة الثورية"

ويتنافس 16 مرشحًا رئاسيًا على منصب رئيس الجمهورية، و1072 مرشحًا على مقاعد البرلمان الوطني البالغة 425 مقعدًا، وأكثر من 7 آلاف مرشح على المجالس التشريعية للولايات البالغ عدد مقاعدها 2235 مقعدًا، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في السجل الدائم للانتخابات 13.3 مليون ناخب.

وبعدما فقدت البلاد ربع مساحتها ونحو ذلك من سكانها وأكثر من ثلثي مواردها النفطية ونسبة مهمة من مواردها الطبيعية، وأدت الصدمة الاقتصادية للتقسيم إلى اندلاع اضطرابات شعبية في عامي 2012، و2013.
وتوقع أبوالسرة أن الأزمة الوطنية لن تراوح مكانها إن اقتصرت أجندة الرئيس على اعتبار أن هذه الانتخابات وسيلة لمنحه شرعية جديدة لمواصلة نهجه في الحكم، ولاستمرارية النظام مع إدخال بعض التغييرات الشكلية التي لا تؤثر على طبيعته وتركيبته، وهو ما ينعكس بالضرورة على خيارات المعارضة باتجاه التصعيد.

وعن سيناريوهات مابعد الانتخابات يشير الدكتور هاني رسلان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن إصرار البشير علي إجراء الانتخابات رغم مقاطعة الجزء الأكبر من المعارضة سيساعد على تكريس مسألة التقسيم، مما يشكل تهديدًا لوحدة الشمال واستقرار أراضيه وتكرار سيناريو الجنوب مرة أخرى.

"الوضع في السودان معقد جدًا ومسألة التقسيم لها أبعاد أخري غير الانتخابات" كما يؤكد رسلان أن المؤتمر الوطني حزب كبير مهيمن ومتمكن من مفاصل الدولة ويعيد إنتاج نفسه، ملمحا أن مبادرة الحوار الوطني التي أعلنها البشير منذ عام كانت مجرد مرحلة تمهيدية للانتخابات وتسكين للأوضاع حتى يتم مايريد.

بالنسبة لرسلان فإن خطاب البشير الذي يدعي فيه أنه ليس جزءًا من الإخوان هو خطاب لاقيمة له، كما أن دول الخليج تدرك تمامًا كل تحركات البشير، ولكن إشكالية العلاقة بين إيران والخليج تحتم على الخليج المراوغة والمرونة في التعامل مع نظام البشير.

يتوقع محمد برجاس القيادي بالجبهة الوطنية العريضة "أحد مكونات المعارضة السودانية" انتفاضة كبيرة في الشارع السوداني عقب إعلان نتائج الانتخابات، مؤكدا أن نظام البشير سيفوز لأنه ليس هناك انتخابات حقيقية، مذكرًا بأنه كانت هناك أربعة انتخابات سابقة، وكلها كانت مزورة من قبل نظام البشير الذي ارتكب عديدا من المجازر بحق الشعب السوداني، مطالبًا بضرورة تقديمه للمحاكمة على هذه الجرائم.

ويعتبر برجاس أن البشير مخادع جدًا، وهو جزء لايتجزأ من حركة الإخوان المسلمين واستضاف قيادات الحركة ولعب دورا مهما مع تركيا في التنسيق بين قيادات الجماعة.

وقال برجاس لـ"بوابة الأهرام": إن هناك ثلاثة اتجاهات من المعارضة في السودان: الأول تقوده جماعات مسلحة إضافة لقوتين معارضتين مدنيتين، ينقسمان بدورهما إلى واحدة تدعو للحوار والثانية هي الجبهة الوطنية التي تدعو لإسقاط النظام مذكرًا بـ"حوار "برلين" حيث استضافت العاصمة الألمانية قيادات من المعارضة السودانية في الفترة من 24- 26 فبراير الماضي للنقاش حول كيفية إحياء عملية الحوار بين المعارضة السودانية وحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم الذي يترأسه البشير، وهو ما خرجت به المعارضة السودانية بما عرف بـ"إعلان برلين" والمطالبة بتأجيل الانتخابات.

يختتم برجاس "المعارضة المسلحة والسياسية ستعمل بالتنسيق حتى يتم إسقاط الرئيس عمر البشير بكل الطرق السلمية وغيرها".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: