Close ad

اليونسكو.. وتحدى العيد الخامس والسبعين

15-2-2021 | 13:58
اليونسكو وتحدى العيد الخامس والسبعينالثقافة فى أزمة بسبب جائحة كورونا
د.آمال عويضة
الأهرام اليومي نقلاً عن

وسط استمرار الاحتفال بالعيد الخامس والسبعين لتأسيس اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) الذى يتزامن مع ذروة الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19 ، رأت المنظمة تحويل مظاهر الاحتفال إلى خطوات ملموسة، لإلقاء الضوء على تبعات الجائحة وظلالها القاتمة على قطاعات الثقافة والعلوم والتعليم والفنون والسياحة.

موضوعات مقترحة

تحركت المنظمة فى عدة اتجاهات، إلى جانب إصدار دليل «الثقافة فى أزمة: دليل رسم السياسات الكفيلة بتعزيز مرونة قطاع الإبداع»، لطرح مقترحات تعزيز ودعم الصناعات الإبداعية وسبل تذليل الصعوبات والقفز على التحديات التى تواجه الفنانين والعاملين فى المجالات التى تدور حول الثقافة والتعليم وغيرها.

يأتى تحرك اليونسكو مع ما شهده العالم على مدى عام 2020 من إغلاق أبواب دور السينما والمسارح والمكتبات وانعدام فرص العمل للفنانين، إذ تشير تقديرات المنظمة إلى خسارة قطاع السينما وصناعة الأفلام نحو عشرة ملايين فرصة عمل على مدى العام، بينما استغنى ثلث المعارض الفنية عن موظفيه بمقدار النصف فى الفترة نفسها، فضلًا عن الانكماش فى سوق النشر العالمية بنسبة 7٫5٪، والخسارات التى لحقت -نتيجة الإغلاق الجزئى والكلى ــ بقطاع الموسيقى والتى تصل إلى نحو 10 مليارات دولار، على الرغم من تنظيم العروض الفنية عن بعد وإذاعة الحفلات الموسيقية والمهرجانات عبر الإنترنت، إلا أن اعتراف اليونسكو بأن 46٪ من عدد السكان فى العالم غير متصلين بالإنترنت، يؤكد حرمان نصف سكان العالم تقريبا من فرص الاطلاع على الثقافة والفنون فى فترات الحجر الصحى الكلية والجزئية.

تنوعت تحركات اليونسكو فى عدة اتجاهات بهدف القيام بعملية رصد ومتابعة لتقييم تأثير الجائحة على قطاع الثقافة عالميا، وهو ما تتم متابعته فى نشرة أسبوعية بعنوان «الثقافة وكوفيد-19: آثار واستجابات» متاحة عبر موقعها الإلكترونى بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية، والتى تتناول موضوعات عدة وإحصاءات مثيرة للقلق، من بينها تقديرات منظمة السياحة العالمية (‪UNWTO‬) حول الوضع فى 96٪ من الوجهات السياحية فى العالم، التى فرضت منذ مطلع العام المنصرم، قيودها وتدابيرها الاحترازية مما ترك آثاره على نحو 75 مليون نسمة من أصحاب الوظائف والمستفيدين من قطاعى السفر والسياحة، بما يعادل خسارة تتجاوز 2٫1 تريليون دولار أمريكى فى عام 2020.

على صعيد تبادل الخبرات، احتضنت المنظمة حوارا عالميا بحضور افتراضى من المهنيّين والفنانين، فضلا عن أكثر من 220 حلقة نقاش ضمن حركة «صمود الفن» فى أكثر من 75 بلدا، وتتضمن هذه الفعاليات سلسلة من المشاورات مع وزراء الثقافة، والمجتمع المدنى والقطاع الخاص. فى الوقت نفسه، قامت المنظمة بنشر دليلها الإرشادى وتبادله على أعلى المستويات بما يحتويه من بيانات لتشكيل المرجعية لصانعى القرار. يستعرض الدليل كذلك الأنماط الرئيسية التى اتبعتها بعض الحكومات لدعم المتضررين، وهي: تقديم الدعم المباشر للأفراد من الفنانين والعاملين والموظفين، وتقديم الدعم غير المباشر للصناعات الثقافية والإبداعية، والنهوض بالقدرة التنافسية للصناعات الثقافية والإبداعية. كما يطرح الدليل بعض الأمثلة حيث أنشأت أوروجواى وزيمبابوى صناديق لمساعدة الفنانين، وقدمت الفلبين مساعدات مالية للمئات من العاملين فى مجال الثقافة ممن تضرروا من الحجر الصحي، كما بادرت ألمانيا والإمارات العربية المتحدة بطلب وشراء أعمال فنية لتوفير مصدر دخل لإغاثة الفنانين.

‎من جهة أخرى وفى إطار الصناديق التابعة لليونسكو، أطلق الصندوق الدولى للتنوع الثقافى فى مطلع فبراير الحالي، الدعوة الثانية عشرة لطلبات التمويل لعام 2021، فضلا عن إشارة البدء فى تمويل 6 مشاريع لدعم الفنون والصناعات الإبداعية المتضررة فى عدد من البلدان النامية، التى تم اختيارها من بين 1027 مشروعا قدمت فى العام الماضى من 102 دولة، وتتنوع بين رعاية ريادة الأعمال الثقافية فى مجتمعات السكان الأصليين، ودعم تنقل الراقصين من شرق إفريقيا، وتوسيع مشاركة النساء والشباب والمجتمع المدنى فى صنع السياسات الثقافية، إلى تعزيز السياسات والتدابير الثقافية. وللمرة الأولى، تستفيد هندوراس وتنزانيا من دعم الصندوق إلى جانب مشروعات من جامايكا والمكسيك وكمبوديا وصربيا، إذ يحصل كل مشروع على 70 ألف دولار، ليرتفع عدد المشاريع التى يدعمها الصندوق الدولى فى ستين دولة نامية إلى 120 مشروعا منذ عام 2010، بمجموع إنفاق حتى الآن نحو 8٫7 مليون دولار أمريكي. تم إنشاء الصندوق بمبادرة طوعية من المانحين بموجب اتفاقية 2005 لدعم قطاعات ثقافية ديناميكية فى البلدان النامية، ومساندة وخلق بيئة مواتية لأصحاب المشاريع الثقافية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق، وضمان إمكان الوصول إلى أشكال التعبير الثقافى المتنوعة للجميع‫.‬

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة