تواصل محاكمة عزل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بمجلس الشيوخ ظهرالجمعة، مرحله جديدة؛ حيث يبدأ محامو ترامب مرافعاتهم للدفاع عن موكلهم، بعدما اختتم فريق الادّعاء مساء أمس، مرافعاته التي عرَض خلالها -على مدى 3 أيام متتالية- الأدلّة التي تدين برأيه الرئيس السابق.
موضوعات مقترحة
وفي حال إدانة ترامب، بالتهمة الموجهة إليه بعد اقتحام أنصاره الكابيتول، فسيكون من المستحيل له الترشح للرئاسة الأمريكية مرة أخرى.
وبذلك يكون ترامب، هو أول رئيس أمريكي يواجه العزل مرتين في تاريخ البلاد، بعد أن صوّت مجلس النواب في 13 يناير لصالح الموافقة على عزله، لدوره في التحريض على أعمال الشغب المميتة في مبنى الكونجرس، ويتطلع الفريق القانوني للرئيس السابق ترامب، للتعافي في محاكمة العزل بعد عرض أولي تقريبي سخر منه الجمهوريون في مجلس الشيوخ.
وسيحتل محامو ترامب، مركز الصدارة بعد يومين من الشهادات المقنعة من مديري المساءلة الديمقراطيين في مجلس النواب، الذين قدموا لقطات جديدة مروعة لأعمال الشغب المميتة التي تركت المشرعين في حالة اهتزاز.
ويتعرض المحاميان بروس كاستور وديفيد شوين لضغوط هائلة بعد بداية صعبة كانت سيئة للغاية لدرجة أنها دفعت السناتور بيل كاسيدي (جمهوري من لوس أنجلوس) للتصويت للمضي قدمًا في محاكمة العزل، بعد أن صوّت سابقًا بأنها غير دستورية.
وكان مديرو المساءلة الديمقراطيون، قد أنهوا مرافعتهم الخميس في قضية عزل الرئيس السابق ترامب، في محاولة لجعل الأمر صعبًا وغير مريح قدر الإمكان لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للتصويت لصالح تبرئته.
واختتم فريق الادعاء في محاكمة ترامب مرافعته التي قدّمها في 3 أيام، لإثبات تهمة التحريض على العنف والتمرد أثناء اقتحام الكونجرس.
وطالب المدّعون الديمقراطيون - أعضاءَ مجلس الشيوخ الأمريكي بإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب بعدم الأهليّة، بسبب تحريضه أنصاره على الاعتداء على مبنى الكابيتول، اقتناعا منهم بأنه سيُقدم على الأفعال نفسها في حال عودته إلى السلطة.
وعلى مدار 3 أيام من الجدل في قاعة مجلس الشيوخ، صور النواب الديمقراطيون التسعة الذين رفعوا قضية الرئيس السابق، على أنه المحرك الرئيسي لعصابة قاتلة مؤيدة لترامب اقتحمت مبنى الكابيتول في 6 يناير، لمنع التصويت الذي يشهد فوز الرئيس بإيدن في الانتخابات الرئاسية.
وتم تصميم السرد الطويل والمثير للتأثير على الرأي العام ومن المتوقع ألا يصوت أكثر من خمسة أو ستة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لإدانة الرئيس السابق، الذي لا يزال يتمتع بسلطة هائلة على حزبه، وهذا أقل بكثير من الـ17 اللازمة لتأمين الإدانة.
ومع ذلك، فقد أثنى العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على مدى الأيام الماضية على حجج المدعين، وبينما يشير الديمقراطيون إلى الوحدة في المحاكمة، فإن الحزب الجمهوري منقسم بشدة، إذا فاز الديموقراطيون بالعديد من أصوات الجمهوريين، فسيكون التصويت بالإدانة الرئاسية أكثر من الحزبين في تاريخ الأمة.
وفي ختام الجلسة، شدد المدّعون من أعضاء مجلس الشيوخ، على إدانة ترامب في ظل ما قالوا إنها أدلة واضحة وكثيرة على تحريضه على اقتحام الكونجرس، وركزوا على استعراض تصريحات تظهر كيف فسر مناصرو ترامب الذين اقتحموا الكونجرس كلامه ودعواته بالتوجه لواشنطن في 6 يناير، واعتقادهم أنهم ينفذون أوامره باقتحام الكونجرس، كما حذّر الادعاء من مخاطر عدم إدانة ترامب على صورة الولايات المتحدة.
وقد دعا النائب الديمقراطي جيمي راسكين -كبير المدّعين في المحاكمة- إلى منع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض.
وقال راسكين، مخاطبا أعضاء المجلس: هل يوجد داخل هذه القاعة سياسي واحد يؤمن بأن دونالد ترامب سيكفّ عن التحريض على العصيان بهدف تحقيق ما يبتغيه، إذا سمح مجلس الشيوخ بعودته إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى؟.
فيما قال العضو في فريق الادّعاء النائب نوي نيجوز: «نطلب منكم بتواضع أن تدينوا الرئيس ترامب، بجريمة هو مذنب بها بقوة»، محذرا من تكرار ذلك إذا لم تتم إدانته.
واعتبر نيجوز، أن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة «كان يعلم مدى خطورة الوضع»، ومع ذلك «أشعل الفتيل وألقاه مباشرة باتجاه هذه القاعة».
ومن جانبه، رأى الرئيس الأمريكي جو بإيدن، أمس، أن بعض البرلمانيين قد يكونون غيروا رأيهم في محاكمة ترامب، بعد العرض المؤثر من الادعاء.