- أكثر من ٢٢٠ مليون ساعة عمل لتجهيز مقرات المعرض
موضوعات مقترحة
- الذكاء الاصطناعى سيلعب دورا بارزا لمساعدة الزائرين والمشاركين
«إكسبو» ذلك الاسم الأبرز عالميا كأكبر وأقدم وأهم معرض دولى والذى مضى الآن نحو ١٧٠ عاما تقريبا على انطلاق الدورة الأولى له فى لندن عام 1851، وتوالت إقامة هذا المعرض بعد ذلك فى أكثر من دولة أوروبية، حيث يعد برج إيفل الشهير من أبرز عناصر الإرث التاريخى لمعرض إكسبو، إذ تم بناؤه ليكون بمثابة مدخل إلى «إكسبو 1889» الذى استضافته باريس آنذاك.
وبعد تلك السنوات الطويلة تأتى دبى لتصبح أول مدينة فى الشرق الأوسط تحظى بشرف تنظيم المعرض فى الأول من اكتوبر ٢٠٢١ على مدى ستة أشهر كاملة، ومع قرب انطلاق الحدث الأبرز عالميا على مستوى المعارض الدولية خاصة بعد «دراما كورونا» التى فرضت تأجيل إطلاقه فى موعده السابق العام الماضى ٢٠٢٠ .
ولأن قرار التأجيل وتبعاته شكل بكل تأكيد تحديا كبيرا لدولة الإمارات، ولإمارة دبى على وجه الخصوص والقائمين على تنظيم المعرض ، فكان لنا فى السطور التالية هذا الحوار مع المسئولة الأولى عن هذا الحدث الكبير ريم بنت إبراهيم الهاشمى وزيرة الدولة الإماراتية لشئون التعاون الدولى والمدير العام لمكتب إكسبو دبى.
بداية، ما اﻻﺳﺘﻌﺪادات الحالية ﻣﻊ ﺑﺪء اﻟﻌﺪ التنازلى ﻻﻧﻄﻼق إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبى فى أﻛﺘﻮﺑﺮ المقبل؟
إكسبو 2020 دبى حدث استثنائى بأكثر من معيار، بالنظر إلى أهميته للمنطقة العربية – التى سيُقام فيها للمرة الأولى فى تاريخه الممتد منذ نحو 170 عاما – ولكونه يركّز على أهمية التنمية الاقتصادية المستدامة عبر تعزيز الابتكار وتمكين الشباب والعمل على إيجاد حلول لأبرز تحديات عصرنا، بما يحقق أثرا إيجابيا من أجل مستقبل أفضل للمنطقة والعالم. وتحمل استضافة المنطقة لهذا الحدث الدولى مدلولات كثيرة، فى مقدمتها تحفيز الطاقات البشرية والفكرية والعملية الموجودة فى هذه المنطقة وتعزيز جسور تواصلها مع العالم.
لذلك، فإننا نعمل منذ الفوز بحق استضافة إكسبو الدولى فى دولة الإمارات على تنظيمه فى هذا الإطار الاستثنائي، لكى نقدم للعالم تجربة مُبهرة وملهمة، تحقق تطلعات المنطقة، وتُعبّر عن هُويتها، وتُبرز قدراتها وطاقاتها أمام العالم، وفى الوقت ذاته تُسهم فى إيجاد حلول لتحدياتها وتكون إنجازا جديدا تفخر به كل شعوب المنطقة.
وفيما يتعلق بالموقع، فقد اكتملت جميع الإنشاءات الدائمة التابعة له مع نهاية عام 2019، بما فى ذلك أعمال الإنشاءات. وقد أُزيحَ الستار عن بوابات دخول إكسبو العملاقة المصنوعة من ألياف الكربون فى فبراير 2020. وبلغ عدد ساعات العمل فى الموقع أكثر من 220 مليون ساعة عمل حتى نهاية شهر أكتوبر 2020.
أهمية المشاركة المصرية
قامت نيفين ﺟﺎﻣﻊ وزيرة التجارة والصناعة بجولة لتفقد الجناح المصرى فى إكسبو 2020 دبي، كيف تصفين تلك الجولة وﻣﺎ أﻫﻢ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺬى جمعها بكم؟
نسعد دائما بالتواصل مع أشقائنا المصريين، وهو تواصل مستمر نظرا لأهمية المشاركة المصرية فى هذا الحدث الاستثنائي، كونها من الدول الشقيقة، ولأن لها سجلا حافلا بالكثير من الخبرة والمشاركات المتميزة فى إكسبو الدولى منذ أن بدأ الحدث الدولى أولى دوراته قبل نحو 170 عاما. فى هذا الإطار تجمعنا لقاءات كثيرة بزملائنا القائمين على ملف المشاركة المصرية فى إكسبو 2020 دبي، وهى لقاءات مثمرة دائما، ليس فقط لأنها توثّق التفاهم المشترك بيننا والتقاء أهدافنا من هذا الحدث الدولى المتحلّى بنكهة عربية، ولكن أيضا لأننا جميعا لدينا إصرار على أن تكون مشاركة مصر من أفضل المشاركات فى هذا المحفل العالمي.
وقد ناقشنا خلال لقائى مع معالى الوزيرة نيفين جامع فى 15 نوفمبر عددا من الموضوعات ذات الصلة بمشاركة مصر فى «إكسبو» 2020 دبى واستعداداتها، وما ستقدمه للعالم فى أثناء الحدث الدولي، فضلا عن الأمور التى من شأنها تحقيق أقصى استفادة ممكنة لمصر من هذه المشاركة المتميزة. تناول اللقاء أيضا الجهود التى تقوم بها الإمارات وإمارة دبى والقائمون على تنظيم الحدث الدولى من أجل تسهيل مشاركة مصر والدول والمؤسسات المختلفة وتنظيم إكسبو دولى استثنائى يليق بمكانة المنطقة العربية فى العالم.
خبرة استثنائية
ما هى ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ المصرية ﻓﻲ إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبى، وأوﺟﻪ دﻋﻢ مشاركتها فى هذا الحدث الدولى؟
لدى مصر سجل حافل بالمشاركات الناجحة والإسهامات الرائعة فى إكسبو الدولي، وهى صاحبة خبرة استثنائية فى هذا المحفل الدولي. لهذا، فإن هناك تنسيقا مستمرا على أعلى المستويات بين إكسبو 2020 دبى والجانب المصرى لتسهيل مشاركة مصر وتقديم كل سُبل الدعم الممكنة من أجل إنجاح هذه المشاركة، وتحقيق أعلى درجات التميز لها؛ ونحن واثقون من هذا التميز، لأن مصر تحظى بمكانة رفيعة فى المنطقة، وتمتلك من المقومات والقدرات والطاقات ما يجعلها من أبرز المشاركين فى هذا الحدث الدولى.
تأثير جائحة كورونا
ما اﻟﻔﺎرق فى كيفية تنظيم إﻛﺴﺒﻮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ واﻗﻊ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪ، وﻣﺎ ﻣﺪى تأثير اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﻧﺸﺎء فى ﻣوقع إﻛﺴﺒﻮ 2020 دبى؟
أكسب الواقع الجديد «إكسبو» 2020 دبى مزيدا من الأهمية. فبينما حقق العالم تقدما كبيرا فى التصدى لجائحة كوفيد-19، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من تجاوزها، سيكون إكسبو 2020 دبى من أوائل الأحداث الضخمة التى ستجمع البشرية بروح التعاون من أجل رسم ملامح غد أفضل للجميع. لذلك، فإن حاجة العالم لهذا الحدث الدولى باتت أكثر إلحاحا من أى وقت مضى، لكى نناقش تحدياتنا المشتركة ونسعى لوضع حلول مبتكرة لها. وسيقام إكسبو 2020 دبى بمشاركة أكثر من 200 جهة، بينها دول ومنظمات وشركات ومؤسسات كبرى، وملايين الزوار، ما سيجعله محفلا جامعا لشعوب العالم يتناسب مع هذه المرحلة المهمة فى تاريخ البشرية، التى تتطلب تكاتف الجميع وتعاونهم من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة يتحقق فيه التغيير الإيجابي.
وفى الوقت الحالي، ينصبُّ تركيزنا على تنظيم الحدث، على النحو الذى يُسهم فى رسم ملامح مستقبل أفضل لعالم جديد بعد انتهاء الجائحة، وذلك من خلال برامج الفعاليات التى نعدها لهذا الحدث الدولي. وستظل صحة وسلامة جميع المشاركين فى إكسبو 2020 دبى فى مقدمة أولوياتنا دائما. ويتأكد هذا فى التزامنا الصارم بتوجيهات حكومة دبى والتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة، ووقاية المجتمع ومنظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى المعنية باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، فى مواقع العمل ومكاتبنا. وتسير أعمال تجهيز الموقع وفق الجدول الزمنى الموضوع، ونتطلع إلى الانتهاء من جميع مشروعات الاستعداد لاستضافة الحدث الدولى قبل نهاية هذا العام، وتأمين الموقع حتى موعد الافتتاح فى الأول من أكتوبر 2021.
بيئة ذكية وآمنة
كيف ﺳﺘﻠﻌﺐ التقنية اﻟﺪور الأﺑﺮز ﻓﻲ تنظيم إﻛﺴﺒﻮ دبى؟
سيكون إكسبو 2020 دبى أحد المواقع الأكثر اتصالا فى العالم، مدعوما بشبكات الجيل الخامس المتطورة والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والروبوتات والواقع المعزز. وستسهم التقنيات المتطورة التى يقدمها الشركاء الرسميون فى تقديم تجربة رقمية استثنائية للزوار فى فترة الحدث الدولي، وفى توفير بيئة أعمال ذكية للشركات والمؤسسات المختلفة بعد ختام الحدث، حيث سيتطور موقع إكسبو 2020 دبى ليصبح مدينة ذكيّة متعددة الأغراض.
ويستعين إكسبو 2020 دبى بقوة الذكاء الاصطناعى لتقديم تجربة سلسة وآمنة لزوار الموقع. يشمل هذا استخدام برمجيات متخصصة للمحاكاة وتحليل المعلومات، من أجل التنبؤ بحركة الحشود وتتبعها وتحليلها ووضع التصورات اللازمة لإدارتها فى أنحاء الموقع. وقد تعاون إكسبو 2020 دبى مع أكسنتشر، شريك الخدمات الرقمية وتكامل الأنظمة من فئة شريك أول رسمي، ودبى الذكية، لتطوير شخصية افتراضية لمساعدة الجمهور باستخدام الذكاء الاصطناعى تسمّى «أمل»، وهى قادرة على معالجة وتحليل كميات كبيرة من المعلومات بسرعة فائقة والإجابة على أسئلة الزوار باللغتين العربية والإنجليزية بدقة.