Close ad

سياسة بايدن الخارجية بين الإصلاح واستعادة ما كان

25-1-2021 | 10:41
سياسة بايدن الخارجية بين الإصلاح واستعادة ما كانسياسة بايدن الخارجية بين الإصلاح واستعادة ما كان
شريف الغمرd
الأهرام اليومي نقلاً عن

كثيرة هى التحليلات والتوقعات الخاصة بالسياسات الخارجية التى من المنتظر أن يتبناها الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن ومن بين تلك التوقعات دراسة أعدها توماس رايت، مدير مركز السياسات الأوروبية والأمريكية ومؤسس مشروع إستراتيجية النظام الدولى، بعنوان «التحديات السياسية التى تواجه بايدن».

موضوعات مقترحة

ويوضح رايت، إنه أراد فهم كيف سيدير بايدن سياساته الخارجية، فتحدث مع ستة من مستشاريه وعدد ممن عملوا معه عن قرب فى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وقت أن كان بايدن نائبا له.

ويشير إلى أنه خلال هذه المحادثات أدرك أن المناقشات حول السياسات الخارجية التى من المنتظر أن يتبناها الرئيس الجديد تدور حول فكرتين وفقا لمجموعتين داخل الفريق المعاون له. المجموعة الأولى، أطلق عليها دعاة «استعادة ما كان»، حيث تفضل انتهاج سياسات تتماشى مع ما كانت تسير عليه إدارة أوباما بشكل عام. أعضاء هذه المجموعة يعتقدون أن تلك السياسة هى الأفضل لعصر ما بعد الحرب الباردة، ولدى هؤلاء آمال كبيرة فى التعاون مع الصين فى قضايا متنوعة، منها تغير المناخ، ومواجهة أى أخطار على الصحة فى العالم، وهم يفضلون العودة إلى الاتفاق النووى مع إيران، والاستمرار فى القيام بالدور التقليدى للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، ومباشرة هذا الدور فيما يتعلق بالأوضاع المضطربة فى بعض مناطقه.

أما المجموعة الثانية فأطلق عليها الإصلاحيون، والذين يعارضون بقوة سياسات إدارة أوباما، ويعتقدون أن سياسة أمريكا الخارجية تحتاج تغييرا جوهريا، ليس فقط لتحسين العلاقات مع الدول الأخرى، بل أيضا للتعامل بذكاء مع ظاهرة الترامبية والشعبوية فى الداخل، والتى يرفض أنصارها السياسات التقليدية القديمة.

هذه المجموعة مستعدة لاتخاذ خطوات قد تمثل مخاطر، لكنها محسوبة بحذر مع القوى العالمية المنافسة ومع الحلفاء. ثم إن نظرتهم للتعاون مع الصين تختلف عن نظرة أوباما، ويرون أن التعاون مطلوب مع الدول الأخرى، كمكون أساسى للسياسة الخارجية.

وبالنسبة للشرق الأوسط، فهم يريدون الحد من التورط بشكل عام فى المنطقة، دون إنهاء المشاركة فى قضاياها، وهم مستعدون لاستخدام نفوذ أمريكا فى مواجهة إيران، وفى نفس الوقت الضغط على دول الخليج، إذا ما كان ذلك سيهيئ الفرصة للتوصل لاتفاق جديد، يحل محل الاتفاق النووى مع إيران.

ويوضح رايت أن نظرة بايدن للقضايا التى تواجهه على المستوى العالمى، تعد أقرب إلى فريق «استعادة ما كان» من أنصار مدرسة التفكير الإصلاحى، ومع ذلك فهو يريد أن يوازن بين أفكار المجموعتين، فهو يثق فى كثيرين ممن عملوا مع أوباما، لكنه فى الوقت نفسه، ضد الثبات على ما كان من سياسات أيام أوباما، ولديه آراء مختلفة عن كيفية إدارة العلاقات مع روسيا والصين.

ويشير رايت إلى أنه بنى رأيه على أساس تشاوره مع أعضاء من المجموعتين، ويرى ضرورة التذكير بأن الخلافات بينهما، هى خلافات بين أناس تعاملوا معا دائما، وأحيانا ما كان بينهم توافق حول بعض القضايا، وعلى ضوء ذلك، فإن بايدن يعطى أدوارا لشخصيات تؤيد المضي فى توجهات جديدة ومختلفة.

ويضيف أن هذا النهج يرتبط بطريقة بايدن، حيث إنه يفضل تنوع الآراء داخل إدارته، خاصة أنه يواجه تحديات كبرى فى الداخل، وأيضا على المسرح العالمى.

إلى جانب هذه الرؤية من داخل فريق بايدن بجناحيه، فقد قدمت مراكز سياسية أخرى رؤيتها فيما يتعلق بالفرص والتحديات التى تواجهها سياسة بايدن الخارجية، منها مثلا المناقشة التى دارت من جانب مجلس العلاقات الخارجية، حول عدد من آراء بايدن تجاه قضايا دولية. وتوقفت الدراسة أمام الشرق الأوسط، وكان مما ذكره المجلس، أن بايدن كان ضالعا فى صياغة الدبلوماسية الأمريكية فى الشرق الأوسط، كعضو فى الكونجرس ثم نائبا للرئيس.

فمن ناحية، سبق لبايدن أن وصف نفسه بأنه «صهيونى»، لكنه دعا إسرائيل فى الوقت نفسه لوقف بناء المستوطنات، ولم يؤيد ضمها للضفة الغربية، ووصف مثل هذه الخطوة بأنها ستقضى على أى أمل للسلام.

أيضا استوقفت التحديات أمام السياسة الخارجية لبايدن، الكاتبة الأمريكية جودى وودراف، التى تحدثت مع أربعة من خبراء السياسة الخارجية، منهم من تولى مناصب فى وكالة المخابرات المركزية، ومن عمل مساعدا خاصا فى مجلس الأمن القومى، وكبير خبراء بمعهد هدسون للفكر السياسى، ثم مسئولا سابقا فى إدارتى الرئيسين الأسبقين جورج بوش الابن وباراك أوباما.

وتقول وودراف، إنهم اتفقوا على أن من أبرز التحديات، تراث ترامب فى السياسة الخارجية، لأن ترامب اتخذ مسارا مخالفا للتوجهات التقليدية فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى خلافاته المتكررة مع وزرائه وكبار مساعديه، وتقلبات مواقفه السياسية، وأن ذلك قد أدى إلى تقويض مصداقية أمريكا فى العالم، بل إنه تسبب فى عرقلة قدرات فريق معاونيه الرئيسيين، لتنفيذ سياسات كانوا يرون أنها تناسب القضايا الدولية، وبالتالى فإن فرصة بايدن للخروج من هذه التحديات، تتمثل فى عدم الإبقاء على كثير من الصفقات والاتفاقات التى عقدها ترامب.

ثم تقول وودراف: «اعتقد أننا سوف نرى فى عهد بايدن تغييرا فى السياسة الخارجية، فى العالم وفى الشرق الأوسط.

ومن ضمن علامات التغيير الممكن فى الشرق الأوسط، مثلا عدم التورط فى الصراعات المشتعلة فى عدد من الدول فى المنطقة، مثل سوريا، خاصة أن الديمقراطيين والجمهوريين، يتفقون على أن الوقت قد حان لوضع حد لهذه الصراعات المستمرة، وكأنها بلا نهاية».

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: