تتجه أنظار العالم لمدينة كليفلاند بولاية أوهايو، حيث تقام المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن، فى التاسعة مساء اليوم الثلاثاء، بتوقيت شرق أمريكا، الثالثة فجر الأربعاء بتوقيت القاهرة، ويديرها مذيع فوكس نيوز الشهير كريس والاس.
موضوعات مقترحة
ومن المنتظر أن يكون موضوع فيروس كورونا أحد أهم الموضوعات التى سيتم بحثها بجانب قضايا الاقتصاد وتعيين أيمى كونى باريت الأم لسبعة أطفال وذات الميول المحافظة كقاضية جديدة فى المحكمة العليا خلفا للقاضية صاحبة الأفكار الليبرالية روث بادر غينسبيرغ التي توفيت مؤخرا، كما سيتم التركيز فى المناظرة على قضايا مثل العنصرية والعنف فى المدن الأمريكية وسلامة الانتخابات.
ومن المقرر أن تعقد مناظرة مرشحى منصب نائب الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والجمهورى مايك بنس فى السابع من أكتوبر، بينما تعقد المناظرة الرئاسية الثانية بين ترامب وبايدن فى 15 أكتوبر والثالثة فى 22 أكتوبر، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى الثالث من نوفمبر هذا العام.
واستبق ترامب، المناظرة بالكتابة على تويتر أول أمس "سأصر على طلب إجراء تحليل مخدرات لجو بايدن "النائم"، قبل أو بعد المناظرة الرئاسية بيني وبينه.
مضيفا: "آداء بايدن في المناظرات يكون غير متزن، ولكي يصبح معتدلا فإن السبيل الوحيد لذلك هو تناول جرعة من المخدرات".
وقال ترامب: "المخدرات وحدها هي التي يمكن أن تكون سببا في التفاوت الظاهر في الآداء".
ويواجه ترامب العديد من الانتقادات بسبب انتشار كورونا الأمر الذى أدى لعدم تحقيق الاقتصاد الأمريكى صعودا جيدا، و برغم معارضة ترامب فان العديد من الولايات لجأت بكثافة ولأول مرة فى تاريخ الانتخابات منذ تأسيس الولايات المتحدة فى يوليو ١٧٧٦ للتصويت بالبريد لمنع انتشار الفيروس، الأمر الذى جعل ترامب يلمح بصراحة أنه قد لا يقبل بنتيجة الانتخابات إذا لم يفز بسبب شكه فى تزوير الانتخابات بالبريد كما رفض التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال خسر الانتخابات بل وتوقع انتهاء انتخابات 2020 أمام المحكمة العليا، وقد أدى فشل سياسة ترامب فى احتواء كورونا إلى تذمر كتلة تصويتية مهمة لترامب وهى كبار السن من هم فوق الخمسين لأنهم الأكثر عرضة للإصابة، وبالتالى فقد لا يفضل عدد منهم التصويت لصالح ترامب أو عدم الذهاب للتصويت خوفا من الإصابة بكورونا، وقد أظهرت عدة استطلاعات أن ترامب فقد جزءًا من شعبيته بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم 65 سنة وما فوق، في ست ولايات، بسبب سوء إدارته لأزمة كوفيد ١٩.
وأيضا سيواجه ترامب تساؤلات حول ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، أنه دفع 750 دولارا فقط كضريبة دخل في عام 2016، الذي فاز فيه بالرئاسة، وكذلك عامه الأول في المنصب.
وبحسب الصحيفة - التي تقول إنها حصلت على سجلّات ضرائب ترامب وشركاته خلال عقدين - لم يدفع ترامب أي ضرائب عن عشرة أعوام من الأعوام الـ15 الماضية.
وتكشف السجلات "خسائر مزمنة وسنوات من التهرب الضريبي"، بحسب نيويورك تايمز.
ونفى ترامب ما ورد في تقرير الصحيفة بوصفه "أخبار كاذبة".
و يشير دكتور ميتشيل ماكيني أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة ميزورى والمتخصص فى تحليل ووضع أساليب المناظرات بين المرشحين للرئاسة، أن كوفيد ١٩ سيكون له تأثيره حيث من المنتظر أن لا يشارك فى المناظرات عدد كبير من الحضور بسبب أهمية التباعد خوفا من العدوى وربما لن يتجاوز عددهم مائة شخص، كما لن يقوم المرشحين كما جرت العادة السلام باليد على بعضهم، ويشير أن السوشيال ميديا سيكون لها تأثير أكبر فى الانتخابات الحالية عن ذى قبل، ففى الستينات كان حوالى ٨٠٪ من الأمريكيين يشاهدون المناظرات على الهواء مباشرة ولكن الآن الوضع قد يكون مختلفا، موضحا أنه ليس دائما من فاز فى المناظرات وظهر بشكل أفضل سيكسب الانتخابات.
وحول ما إذا كانت المناظرات تؤدى لإنجاح مرشح ذكر أن الناخبين عادة يحددون من سيصوّتون له باستثناء حوالى ٥٪ وهم من يتأثرون بالمناظرات ويحددون بعدها أين تذهب أصواتهم خاصة إذا كان أداء أحد المرشحين ضعيفا بوضوح، وتختار لجنة المناظرات الصحفيين الذين سيديرون المناظرات وكذلك الصحفيين الذين سيوجهون الأسئلة وعادة تختار الغير متحيزين، واللجنة لا تتدخل في الأسئلة التى سيلقيها الصحفيون بل لا تعرفها، وستتم المناظرات هذا العام في ولايات أوهايو و فلوريدا وتينسي.
وحول تأثير كوفيد ١٩على الانتخابات يوضح دكتور جيفري ستونكاش أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيراكوز بنيويورك ومؤلف عدة كتب حول الانتخابات والأحزاب السياسية للأهرام العربي، أن الرؤية للسياسة التى اتبعها ترامب فى مواجهة الفيروس سلبية للغاية خاصة مع ازدياد إعداد المصابين مما يزيد من حجم الانتقادات لترامب ومن الصعب التكهن حاليا كيف سيؤثر ذلك على تصويت الناخبين، مشيرا أن ترامب نجح فى جمع بليون دولار تبرعات ويوشك بايدن على جمع نفس المبلغ.
ويرى دكتور مارك روزيل - عميد كلية السياسة فى جامعة جورج ماسون بفيرجينيا ومؤلف تسع كتب حول الحكومات والانتخابات وتأثير جماعات المصالح ووسائل الإعلام على الانتخابات وكاتب مقالات في العديد من الصحف الهامة مثل ذَا هيل وبوليتيكو.
إن الانتخابات الحالية تتميز بعدة نقاط أولها السماح بالانتخاب بالبريد لأول مرة.. وهو ما سيؤثر غالبا على سرعة إعلان النتيجة فبدلا من إعلانها يوم الانتخابات ٣ نوفمبر مساء سيتم تأجيلها حتى فرز أصوات البريد وهو أمر قد يستغرق أيام.
ويؤكد روزيل، أن الانتخابات القادمة تتميز عن أي انتخابات رئاسية أمريكية أخرى بعدة عوامل أولها تأثير انتشار فيروس كوفيد ١٩، وكذلك سيظهر التأثير المتزايد لأصوات اللاتينو أو ذوى الأصول الأمريكية اللاتينية وأيضا تأثير أصوات النساء والأقليات.
ويضيف أن الفائز لابد أن يحصل على ٢٧٠ صوتا من المجمع الانتخابي وقد حدثت خمس مرات أن من فاز بالأصوات الشعبية لم يفز بأصوات المجمع الانتخابي وبالتالي لم يصبح رئيسا مثل هيلارى كلينتون فى انتخابات ٢٠١٦ التى فازت بالأصوات الشعبية إلا أن ترامب فاز بأصوات المجمع الانتخابى، كما فاز ال جور عام ٢٠٠٠ بالأصوات الشعبية على جورج بوش الابن ولكن المجمع الانتخابى حدد فوز بوش، ويشرح أن بعض الولايات تتبع اُسلوب الانتخاب المبكر، حيث يمكن الإدلاء بالأصوات حتى قبل موعد إجراء المناظرات بين المرشحين وقد فتحت فيرجينيا مثلا التصويت المبكر الأسبوع الماضي، حتى لا يحدث تكدس يوم التصويت الرئيسي وهو ٣ نوفمبر (أول ثلاثاء بعد يوم اثنين أول نوفمبر).
ويوضح دكتور برادلى جونز، الباحث في مركز بيو للدراسات وهى مؤسسة بحثية مستقلة وتعد واحدة من أهم مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة، أن أكثر من ٥٠٪ من البيض جمهوريين أما السود فمعظمهم يميلون للحزب الديموقراطى، وكذلك اللاتينو٦٠٪ منهم ديمقراطيين بينما الرجال فوق سن ٥٠ عاما يميلون للحزب الجمهورى بينما النساء يميلون للديمقراطي، وكذلك يميل الحاصلين على شهادات جامعية إلى الحزب الديموقراطى بينما يميل الحاصلون على تعليم ثانوى للحزب الجمهورى خاصة الرجال ويميل المقيمون فى الأماكن الحضارية إلى الديموقراطى، بينما يميل المقيمين فى أماكن ريفية إلى الحزب الجمهورى وينقسم المقيمون فى الضواحي بين الحزبين، وعادة تكون نسب تصويت كبار السن أعلى بكثير من الشباب.
ويضيف ان موضوع التصويت بالبريد مهم، وقد قررت عدة ولايات مثل هواوى وكذلك واشنطن حتى من قبل انتشار كوفيد ١٩ أن يتم التصويت بها بالبريد، بينما قررت ولايات أخرى اللجوء للتصويت بالبريد بسبب كوفيد ١٩، وبالتالي فإن نتيجة الانتخابات لن تعلن يوم ٣ نوفمبر كما جرت العادة ولكن بعدها بأيام.