Close ad

مصر والسعودية والإمارات فى الصدارة إقليميا.. منافسة عربية لتوطين صناعة الألعاب الرقمية

24-1-2020 | 05:03
مصر والسعودية والإمارات فى الصدارة إقليميا منافسة عربية  لتوطين صناعة الألعاب الرقميةصناعة الألعاب الرقمية
تحقيق ـ محمد عبد الحميد

مصر تحتل المركز 40 عالميا بعائدات أكثر من 293 مليون دولار و«نيوم» السعودية عاصمة عالمية للرياضات الإلكترونية فى 2030

موضوعات مقترحة

معرض ومؤتمر «إفريقيا للألعاب والتطبيقات الرقمية» أقيم فى مصر وفقا للمبادرة الرئاسية وشهد حضور أكثر من 5 آلاف شاب من 19 دولة


السوق العالمية لصناعة التطبيقات والألعاب الرقمية، تجاوزت 152 مليار دولار بنهاية عام 2019، بزيادة قدرها 9.6 % على عام 2018، ومن المتوقع أن تواصل النمو لتصل إلى 200 مليار دولار فى 2022، موزعة ما بين الأجهزة المحمولة، والأجهزة المنزلية وأجهزة الحاسب الآلي، و تقدر حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منها بنحو 4 مليارات دولار، وهناك 3 دول عربية تصنف ضمن أقوى 40 دولة فى العالم فى هذا القطاع المتنامي، وهى السعودية والإمارات ومصر بعوائد سنوية تزيد على 1.2 مليار دولار، كما تسعى دول أخرى كالبحرين والكويت، سلطنة عمان، وتونس والمغرب إلى توطينها، وتوفير المناخ المناسب لجذب الاستثمارات.

لم تعد تلك الألعاب مجرد وسيلة للتسلية والترفيه فقط، وإنما باتت أحد أعمدة الاقتصاد التقنى حول العالم، وصناعة حيوية تدر عوائد مالية كبيرة على الشركات، وتسهم فى صقل الخبرات الإبداعية للمطورين والمهتمين بهذا القطاع الواعد، كما أصبحت بمثابة بوابة ذهبية أمام رواد الأعمال من المبدعين والمبتكرين، لتحويل أفكارهم إلى مشروعات تنتشر محليا وتتوسع إقليميا وعالميا بأسرع وقت دون الحاجة إلى تمويل كبير، لاسيما مع تنامى انتشار تكنولوجيا الواقع الافتراضي، التطبيقات وألعاب الفيديو التفاعلية، معتمدين على القوة الشرائية لنحو 2.55 مليار لاعب على أجهزة (الكمبيوتر ، والهاتف المحمول ، شاشة تليفزيون)، منهم قرابة 30 % يلعبون مباشرة عن طريق الإنترنت، وتبدو المنطقة العربية مؤهلة لتتبوأ مكانة متميزة فى هذا القطاع، وأن تنافس عالميا بتدشين ألعاب خاصة بها بفضل ما تمتلكه من إمكانيات و قدرات إبداعية وهو ما ترصده «مجلة الأهرام العربى».

يحمل المستقبل لمصر آفاقاً واعدة فى صناعة الألعاب الرقمية، حيث تمتلك إمكانات وقدرات كبيرة تعزز من فرص نمو هذا القطاع وتدشين مشروعات ريادية، وتحولها إلى منصات عالمية فى أسرع وقت خصوصا فى ظل التوسع فى استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية كمنصات لممارسة الألعاب الرقمية، واعتماد اللاعبين على اللعب مع أصدقائهم عبر الإنترنت إلى رفع حجم سوق الألعاب الرقمية فى مصر مقارنة بغيرها من دول العالم، حيث تأتى فى المركز 40 عالميا، بعائدات تقدر بنحو 293 مليون دولار تحتل بها المركز الثالث بين الدول العربية، والتى تتصدرها كل من المملكة العربية السعودية الـ 22 عالميا بعائدات بلغت 577 مليون دولار، والإمارات العربية المتحدة المركز 35 عالميا بحوالى 342 مليون دولار.

وفقا لتقديرات مؤسسة الأبحاث Newzoo، والتى أرجعت تقدم مصر فى هذا القطاع إلى الإمكانيات والاستثمارات الكبيرة التى توجهها لمجالات التكنولوجيا المختلفة وفقا لرؤية 2030 والتى من ضمن أهدافها الإستراتيجية المهمة، تشجيع الابتكار والتطوير فى جميع المجالات وتحفيز روح الإبداع، وإبراز القدرات والمهارات التقنية التى تميز جيل الشباب، وكيفية الاستفادة منها وكذلك استقطاب وتحفيز الشركات والمؤسسات للقيام بأدوارها المرجوة لتشجيع رواد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع بدعم من الجهات الحكومية، ويعزز من فرص نمو هذا القطاع على أرض مصر استضافة العديد من المناسبات الإقليمية والعالمية التى تعد مصدر جذب للمستثمرين، أبرزها معرض ومؤتمر «إفريقيا للألعاب والتطبيقات الرقمية»، الذى اختتمت فاعلياته مطلع نوفمبر الماضى، وشهد حضور أكثر من 5 آلاف شاب من 19 دولة بإفريقيا، وجاءت إقامة المعرض والمؤتمر بمصر فى إطار المبادرة الرئاسية «إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية»، التى تستهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على تكنولوجيات تطوير الألعاب وتطبيقات الموبايل، ودعم تأسيس 100 شركة مصرية وإفريقية ناشئة فى هذا المجال.

ويقول الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: لم تعد صناعة الألعاب الرقمية مجرد وسيلة للتسلية والترفيه فقط، لكنها أصبحت وسيلة مهمة تسهم بشكل فاعل فى التثقيف وتطوير العملية التعليمية ونشر الوعى، بالإضافة إلى أنها أصبحت صناعة مؤثرة فى دعم الاقتصاد العالمى، حيث ترتكز عليها اقتصاديات تكنولوجيا المعلومات فى دول كبرى، وأضاف طلعت تعمل وزارة الاتصالات وفقا لتوجهات القيادة السياسية على دعم وتعظيم الاستفادة من صناعة الألعاب والتطبيقات الرقمية عبر توطينها على أرض مصر، وذلك عبر توفير الخبرات اللازمة لمطورى الألعاب وتقديم تجربة ثرية وشاملة للمطورين والمبرمجين.

ومن جهتها ترى المهندسة هالة الجوهري، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن مصر تعمل على توطين صناعة الألعاب الرقمية خلال الفترة المقبلة، بفضل توافر الإمكانيات البشرية والمالية اللازمة لتحقيق ذلك لافتة النظر إلى أن الألعاب الإلكترونية تعد من الصناعات المزدهرة عالميا، وتحقق إيرادات كبيرة تنعش اقتصاديات دول كبرى مثل الصين وأمريكا واليابان، وأشارت الجوهرى إلى أن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” تعمل على رعاية الأفكار الناشئة فى هذا المجال عبر توفير الدعم، والتدريب ومسرعات الأعمال وعقد مؤتمرات ومعارض مختلفة.

منافسة عربية
تتنافس عدة دول عربية على توطين صناعة الألعاب الرقمية خلال الفترة المقبلة وفى طليعتها المملكة العربية السعودية، التى شهدت أخيرا توقيع عدد من الاتفاقيات مع الجهات المعنية بالألعاب الرقمية عالميا، أبرزها توقيع الاتحاد السعودى للرياضات الإلكترونية والذهنية، برئاسة الأمير فيصل بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز مذكرة تفاهم مع شركة “نيوم” بهدف دعم توجه “نيوم” لتكون عاصمة عالمية للرياضات الإلكترونية، ووجهة سياحية دولية.

وستتيح هذه الاتفاقية بحث أوجه التعاون الممكنة مع الاتحاد لدعم جهود “نيوم” لاستضافة أول فاعلية للرياضات الرقمية فى عام 2020، وتثبيت مكانها على الخريطة العالمية لهذه الرياضات، كما سبق ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فى السعودية مذكرة تفاهم أخيرا مع الهيئة العامة للترفيه، لإطلاق مسرعة أعمال لدعم تطوير الألعاب الرقمية محلياً وبناء الكوادر البشرية العاملة فى مجال الترفيه الرقمي، إضافة إلى إنشاء مركز مشترك للابتكار الرقمي.

ووقع المذكرة المهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وتركى آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه. وتهدف المذكرة إلى توطين صناعة الترفيه الرقمى ودعم الشركات الناشئة فى هذا المجال، وتعزيز المحتوى المحلي، وستعمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال المذكرة على تأهيل وتدريب كوادر وطنية فى مجالات تصميم وبرمجة الألعاب الإلكترونية وريادة الأعمال، وتسريع أعمال المشاريع الرقمية. وتعد سوق التطبيقات و الألعاب الرقمية فرس الرهان فى قطاع الترفيه فى المملكة العربية السعودية.

ووفقا لبيانات صادرة عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية فإن قطاع تقنية المعلومات يسهم بنحو 4 % من الدخل المحلى وبقيمة تزيد على 24 مليار دولار، وتستهدف المملكة مضاعفة تلك النسبة والتحول لمنصة عالمية للألعاب الإلكترونية خلال الفترة المقبلة، ويعزز من فرص تحقيق ذلك ما تشهده المملكة من بطولات أبرزها: تنظيم مهرجان الرياض للألعاب، والذى شهد وجود أكثر من 2500 نوع من الألعاب.

وهناك تجارب لشركات سعودية ناشئة خاضت غمار تطوير الألعاب الرقمية خلال الفترة الماضية، ولها منتجات منتشرة محليا وإقليميا أبرزها: لعبة (أبو خشم- Abo Khashem)، ولعبة (اللقاء - reunion) ، ولعبة (الركاز فى أثر ابن بطوطة) ، و لعبة الفيديو ( عالم أريب ).

كما تذخر المملكة بالعديد من المواهب المتميزة فى هذا المجال، أبرزها مساعد الدوسرى الذى توج عام 2018 ببطولة كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية التى أقيمت فى العاصمة البريطانية لندن، ونال جائزة مالية قدرها 250 ألف دولار. ليكون ثالث سعودى يحقق هذا اللقب بعد عبد العزيز الشهرى الذى فاز بالبطولة عام 2015 والتى أقيمت بمدينة ميونخ الألمانية. بدر حكيم الذى فاز بالبطولة التى أقيمت فى فرنسا عام 2005م .

كذلك تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على التحول لعاصمة للألعاب الرقمية عبر توطين تلك الصناعة باستقطاب أفضل الكفاءات والخبرات، بالإضافة إلى إقامة الفاعليات المختلفة لجذب الشركات العالمية الكبرى المتخصصة فى هذا المجال.

وشهدت إمارة دبى فاعليات مهرجان “إنسومنيا دبي” للألعاب الإلكترونية الذى أقيم للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط، ويعد من أهم وأكبر الفاعليات العالمية المعنية بهذا القطاع على مستوى العالم.

مملكة البحرين هى الأخرى تعمل على الاستفادة من نمو هذا القطاع عالميا فى دعم اقتصادها، فدشن الاتحاد البحرينى للألعاب الذهنية والإلكترونية، ويتولى رعاية وتطوير وتنظيم نشاط الرياضات الذهنية والإلكترونية، بالإضافة إلى حرص مملكة البحرين على توفير سبل دعم الشركات الناشئة والمواهب، وتتربع البحرين حاليا على عرش المركز الأول بين الدول العربية فى الرياضات الإلكترونية القتالية ، وذلك بعد تتويج اللاعب البحرينى سيد هاشم احمد خليل بالميدالية البرونزية فى بطولة العالم فى لعبة مالرتال كومبات 11 القتالية الإلكترونية (إيفو 19)، وهى أكبر وأعرق بطولة فى الألعاب القتالية الإلكترونية عالميا، والتى أقيمت فى أغسطس الماضى فى مدينة لاس فيجاس الأمريكية، بمشاركة أكثر من 1500 لاعب من جميع أنحاء العالم، كما تسير حكومات الكويت وسلطنة عمان وتونس والمغرب على نفس الدرب، بعد أن اتجهت فى الآونة الأخيرة إلى الاهتمام بتوطين الألعاب الرقمية كصناعة ودعم رواد الأعمال فى هذا القطاع.

اقرأ أيضًا: