Close ad

ارتفاع ضحايا التدافع أثناء جنازة سليماني إلى 50 قتيلا ونحو 212 مصابا

8-1-2020 | 03:53
ارتفاع ضحايا التدافع أثناء جنازة سليماني إلى  قتيلا ونحو  مصاباقتلى ومصابون فى جنازة قاسم سليمانى
أ ف ب

قتل أكثر من 50 شخصًا، الثلاثاء، خلال مراسم تشييع الجنرال قاسم سليماني، في كرمان في جنوب شرق إيران، حيث تجمعت حشود غفيرة صدحت أصواتها بهتافات "الانتقام" و"الموت لأمريكا".

موضوعات مقترحة

وأورد الحصيلة الجديدة رئيس المركز الطبي الشرعي في كرمان عباس اميان، ونقلها الإعلام الإيراني.

كذلك، نقلت وكالة اسنا عن رئيس فرق الإغاثة في المدينة محمد صابري، أن 212 شخصا أصيبوا في التدافع "بعضهم في حال خطيرة".

ومساء، باشر التليفزيون بثا مباشرا من مقبرة الشهداء في المدينة حيث سيوارى سليماني.

لكن البث توقف ولمحت وسائل إعلام محلية إلى أن الدفن قد لا يتم قبل صباح الأربعاء، من دون أن تذكر أسباب هذا الإرجاء.

وكان المشيعون احتشدوا في وسط كرمان، مسقط رأس قائد فيلق القدس الراحل، بمد بشري شبيه بالذي شهدته البلاد الأحد والإثنين، في طهران، ومدن أخرى، خلال التشييع الشعبي لجثامين سليماني، وصحبه، الذين قتلوا معه في ضربة أمريكية الجمعة في بغداد.


"بدأ طردهم"
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، مخاطباً الحشد في كرمان "لقد بدأ طرد الولايات المتحدة من المنطقة... إرادتنا حازمة. نقول أيضًا لأعدائنا إننا سننتقم، وإذا ضربوا (مجدداً) سوف ندمر مكانًا محببًا لقلوبهم".

وتابع "هم يعرفون عن أي أمكنة أتحدث".

وفي خطوة رمزية تزامنت مع مراسم دفن سليماني، أقر مجلس الشورى الإيراني الثلاثاء، بشكل طارئ، قانوناً يعتبر كافة القوات الأمريكية، بما في ذلك وزارة الدفاع، "إرهابية".

وكان البرلمان الإيراني أقر مؤخراً قانوناً يعتبر "إرهابية" القوات الأمريكية المنتشرة في القرن الإفريقي إلى آسيا الوسطى، مروراً بالشرق الأوسط.

لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وكافة القوات الأمريكية والمسئولين عن اغتيال سليماني، وكل كيان معنوي أو فرد مرتبط باغتيال سليماني في إطار هذا التصنيف.

ويعتبر سليماني، الذي رقي لرتبة فريق بعد اغتياله، بطلًا في بلاده لجهوده في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويرى الإيرانيون أن سليماني جنّب بلادهم الاضطرابات نفسها التي عانت منها دول الجوار مثل العراق وسوريا على يد ذلك التنظيم.

دعوات للتهدئة

وانتظر البعض طوال الليل في وسط كرمان ليتمكنوا من المشاركة في التشييع.

ومنذ اغتيال سليماني بضربة أمريكية قرب مطار بغداد، زادت الخشية عالمياً من تصعيد إضافي في منطقة الشرق الأوسط.

وفيما يدعو القادة المدنيون والدينيون والسياسيون في إيران إلى ردّ مزلزل انتقاماً لمقتله، تتزايد الدعوات في العالم إلى "خفض التصعيد".

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبلغه أن الولايات المتحدة رفضت منحه تأشيرة ليحضر الخميس اجتماعا لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.

من جهتهم، اجتمع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وايطاليا وبريطانيا، الثلاثاء، في بروكسل لمناقشة تداعيات اغتيال سليماني.

وفي اتصال هاتفي الثلاثاء، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، أن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط باتت "في خطر".

وأكد له ماكرون "تمسك فرنسا بسيادة وأمن العراق واللذين ينبغي تعزيزهما عبر وجود قوات التحالف الدولي على أراضيه".

لا انسحاب أمريكيا

وعلى صعيد متّصل، أكّدت الولايات المتحدة، أن سياستها في العراق لم تتغير، وأن قواتها لن تغادر هذا البلد منعاً لعودة تنظيم الدولة الإسلامية إليه.

وأثارت الولايات المتحدة التباساً الإثنين، بعدما نشرت خطأً رسالة موجهة للسلطات العراقية تفيد بأن واشنطن بدأت الاستعدادات لسحب جنودها من العراق.

واعتبر الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، أن انسحابا للقوات الأمريكية من العراق سيكون "أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق"، مشددا على الأخطار التي تمثلها إيران.

ومن البيت الأبيض، أعلن ترامب خلال استقباله رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن انسحاب الولايات المتحدة الآن سيكون "أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق"، مضيفا "في توقيت معين سنخرج (...) لكن هذا التوقيت لم يأت بعد".

وقبيل ذلك، أكد وزير الدفاع الأمريكي، مارك اسبر، أن الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من العراق، نافيا وجود رسالة موقعة من الجانب الأمريكي تعلن سحب تلك القوات، وذلك بعيد إعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، تلقّيه نسخة موقّعة من رسالة أمريكية تعرض خطوات "الخروج" من بلاده.

"ردّ إيراني مباشر أو "بالواسطة"

وإذ توقّع إسبر رداّ إيرانياً على اغتيال سليماني، أشار إلى أنّ الرد قد يكون مباشرة من إيران أو "بواسطة أدواتها"، داعياً في الوقت نفسه الجمهورية الإسلامية إلى "احتواء التصعيد".

وأكد الوزير الأمريكي أنّ بلاده لا تزال منفتحة على الحوار مع إيران. وقال "إذا كانوا يريدون الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الولايات المتحدة من دون شروط مسبقة حول نهج أفضل يمكن سلوكه (...) يمكننا أن نفترض أن هذا الأمر سيحررهم من العقوبات الاقتصادية".

كما أكد إسبر، أن الهجوم على المصالح الأمريكية الذي كان يعده سليماني قبل اغتياله كان مسألة "أيام"، متحدثًا عن "معلومات استخباراتية بالغة الدقة".

وفي السياق نفسه قال ترامب "كانت في حوزتنا معلومات وافرة، كان (سليماني) يخطط لهجوم ضخم وقد أوقفناه"، مضيفاً "لقد أنقذنا أرواحا كثيرة عبر قتله".

والثلاثاء، تراجع ترامب عن تهديده بضرب مواقع ثقافية في إيران في حال اندلاع حرب معها.

من جهته، تلقى الرئيس العراقي برهم صالح، اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أكد خلاله "حرص المنظمة الأممية على دعم استقرار العراق وحفظ سيادته، مبديا قلقه الشديد إزاء التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ومشدداً على ضرورة ضبط النفس والاحتكام الى لغة العقل والحكمة في معالجة الأزمات"، وفق بيان عراقي رسمي.

وشدد الرئيس العراقي على ضرورة أن يكون العراق "ساحة ومرتكزاً للتوافق والسلام الإقليمي والدولي، والنأي به عن الصراعات والنزاعات والتوتر".

وأعلن حلف الأطلسي ودول عدة بينها ألمانيا ورومانيا، الثلاثاء، سحب قسم من جنودهم المنتشرين في العراق، في حين أكدت فرنسا وإيطاليا أنهما لا تعتزمان راهناً سحب أي عسكريين من هذا البلد.

والثلاثاء، بحث رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأوضاع في العراق مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وقد جرى التوافق على "احتواء تصعيد" التوترات في المنطقة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة