تنطلق اليوم فى العاصمة التونسية أعمال القمة العربية الثلاثين بمشاركة الزعماء العرب، يأتى هذا فى وقت تموج فيه المنطقة بالعديد من الأزمات والصراعات التى تفرض نفسها على "البيت العربى".
موضوعات مقترحة
ورغم تعدد الرؤى حيال تلك الأزمات التى تعانيها المنطقة العربية، إلا أن هناك توافقا حول آخر المستجدات التى طرأت عليها ممثلة فى رفض قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، فالقرار الأمريكى لا يغير من الواقع شيئا، فالجولان بالنسبة للعرب أرض محتلة منذ عام 1967 باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القرارات الأمريكية لن تغير واقع الجولان.. وأن مضى الإدراة الأمريكية فى شرعنة جرائم الاحتلال يعد خطيئة كبرى، وينسف من المصداقية الأمريكية ويبعدها جانبا من أن تكون وسيطا للسلام فيما بعد.
هذا الموقف العربى الموحد ضد الاعتراف الأمريكى بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية يقابله استبعاد بأن تتناول القمة مسألة عودة سوريا إلى المظلة العربية بعد انقطاع دام لثمانية أعوام، ويبدو أن هذا الأمر قد تم ارجاؤه بانتظار ما سيسفر عنه الحوار السياسى الذى تجريه الأمم المتحدة أو الأطراف المعنية للوصول إلى حل سياسى يستند إلى حوار بين الحكومة والمعارضة السورية، خاصة بعد الإعلان عن دحر تنظيم داعش الإرهابى فى الأراض السورية، وأن يستند هذا الحل على مبدأ وحدة الأرض السورية وضمان استقلاليتها بعيدا عن شبح التقسيمم.
أما القضية الفلسطينية "قضية العرب المركزية" فستطغى على غيرها من الملفات خاصة فى ظل التصعيد بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة مع الاستمرار فى تبادل اطلاق الصواريخ وشن الغارات من الجانبين، تصعيد لا يهدأ من ضراوته سوى الجهود المصرية فى التهدئة بين الجانبين، يأتى هذا مع مرور عام على خروج مسيرات العودة الرافضة لقرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واحياء الفلسطينيين أمس لذكرى يوم الأرض.
وسيتمسك العرب بقرارات الشرعية الدولية بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مع تأكيد الالتزام بإعادة طرح مبادرة السلام العربية لإقرار سلام شامل وعادل لهذه القضية الأكثر الحاحا فى أجنداتهم السياسية.
وفى هذا الإطار قال المتحدث باسم القمة محمود الخميري إن من المتوقع أن يجدد الزعماء التزامهم بالمبادرة العربية التي تدعو للسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967 لكنهم سيرفضون أي مقترح لا يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
وستناقش القمة أيضا الصراع فى ليبيا واليمن، مع تأكيد تأييد كافة الجهود الإقليمية والدولية لرأب الصراعات السياسية هناك، والعمل على اقتلاع براثن الإرهاب ممثلة فى الميليشيات المتطرفة هنالك، ودعم قوات الشرعية، والتمسك بمبادئ الدولة الوطنية دون تقسيم أو اخلال بسيادة تلك الدول.
وستطرق القمة أيضا إلى قضية التصدى للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتدخلها السافر فى القضايا الداخلية الخاصة ببعض الدول العربية، وفى هذا الصدد قال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف إن التهديد الإيراني هو التحدي الرئيسي أمام العرب.
وأضاف العساف "من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في الشئون العربية وميليشياتها من الحرس الثوري في سوريا والعراق ولبنان واليمن والذي يحتاج منا التعاون لمواجهته".
وسستتناول القمة أيضا سبل مواجهة أخطار الإرهاب والحيلولة دون استقفحاله فى دول المنطقة، فضلاً عن مناقشة ما أسفرت عنه أعمال القمة العرب التنموية التى عقدت مؤخرا فى بيروت وما خرجت به من توصيات اقتصادية واجتماعية للارتقاء بالأجندات التنموية لدول المنطقة.