بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة 24 أكتوبر الحالي، وهو تاريخ بدء إنفاذ ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، وبتصديق معظم الأعضاء على تلك الوثيقة التأسيسية، بمن فيهم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن، ظهرت الأمم المتحدة إلى الوجود، وبهذه المناسبة أعدت الأمم المتحدة سلسلة لقاءات خاصة لـ"بوابة الأهرام" مع كبار ممثليها في مصر.
موضوعات مقترحة
وهذا هو الحوار التاسع وكان مع المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر منجستاب هايلي.
وإلى نص الحوار:
- يحتفل برنامج الأغذية العالمي بالذكرى الخمسين لتأسيسه في مصر هذا العام، هل يمكنك أن تشاركنا المجالات الرئيسية التي يركز عليها عمل البرنامج في مصر؟
⁃ يدعم برنامج الأغذية العالمي جهود مصر لتحسين الأمن الغذائي لضمان حصول جميع المصريين على التغذية الكافية، ويأتي هذا الدعم في العديد من المجالات مثل: بناء القدرات للشركاء المعنيين؛ وتبادل المعرفة والسعي لتوفير الموارد التي تمكننا من تنفيذ الأنشطة المطلوبة للوصول إلى أهدافنا المشتركة.
⁃ إن مصر لديها برنامج متكامل للحماية الاجتماعية يتضمن العديد من المبادرات بما في ذلك توفير التغذية المدرسية، وبرنامج تكافل وكرامة، ويقوم برنامج الأغذية العالمي بدعم شبكات الأمان الاجتماعي هذه من خلال العديد من البرامج:
1- دعم البرنامج القومي للتغذية المدرسية لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال، كما يوفر برنامج الأغذية العالمي أنشطة دعم سبل المعيشة للمجتمعات الحضرية والريفية، وخاصة الشباب المراهقين لتحسين فرص التوظيف وزيادة الدخل بهدف تحسين حالة الأمن الغذائي.
2 - توفير المساعدات الغذائية وأنشطة تحسين سبل المعيشة التي تستهدف اللاجئين والأشخاص المشردين والمجتمعات المستضيفة.
3 - دعم برامج مصر التي تستهدف المجتمعات الأكثر احتياجًا تغذويًا مع التركيز بشكل خاص على النساء الحوامل والمرضعات، كما تستفيد المجتمعات المستهدفة من برامج محو الأمية ومبادرات تغيير السلوك المجتمعي لتعزيز التغيير السلوكي الإيجابي من أجل تغذية أفضل.
4 - تقديم الدعم للمزارعين المعرضين للخطر ومجتمعات البدو، الذين هم من بين أكثر الناس الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في مصر؛ نتيجة انخفاض كبير في الإنتاج الغذائي وموارد المياه، لتحسين قدرتهم على الصمود من خلال تنويع مصادر الرزق، وخلق وإعادة تأهيل الأصول والتدريب على الوصول إلى الأسواق.
5 - توفير القدرة المؤسسية التي تعمل على تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية وتطوير حلول مبتكرة لتعزيز برامج ونظم الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، تهتم مصر بدعم البلدان الإفريقية من خلال مبادرة التعاون بين بلدان الجنوب، ويدعم برنامج الأغذية العالمي هذه المبادرة من خلال تسهيل التبادل المعرفي والتكنولوجي الإقليمي والدولي بين الدول لتحقيق أهداف التنمية المشتركة.
- كيف تدعمون مصر في الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة؟ وما هي تلك الأهداف التي تركزون عليها في مصر؟
⁃ الحق في تأمين الوصول إلى الغذاء والتغذية لجميع المصريين منصوص عليه في كل من الدستور الوطني والتزام مصر بجدول أعمال التنمية المستدامة العالمي، وفي عام 2015 أطلقت مصر "رؤية مصر 2030"، وهي إستراتيجية للتنمية المستدامة وخطة لتحقيق رؤية مصر 2030 - وتحديدًا الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة - من خلال تعزيز الأمن الغذائي والتغذية والمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة والتنمية الزراعية المستدامة، يدعم برنامج الأغذية مصر في تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة من خلال استخدام الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة لتعزيز الموارد والوسائل لتحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة.
- بالنظر إلى عام 2017.. ما هي الإنجازات الرئيسية التي تمكنتم من تحقيقها؟
نحن تمكنا بالتعاون مع مصر من تطوير وإقرار خطة إستراتيجية خمسية موقعة من قبل المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وجاءت الخطة الإستراتيجية القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في مصر للفترة من 2018-2023 نتيجة لمشاورات مكثفة مع مصر والشركاء الآخرين، كما تستند الخطة الإستراتيجية إلى الدروس المستفادة من عمليات برنامج الأغذية السابقة والحالية.
- لقد قمت بزيارة مشروعات البرنامج عدة مرات، هل يمكنك مشاركتنا واحدة من القصص الرائعة التي رأيتها؟
⁃ إن المهمات الميدانية هي شغف كبير لي حيث إنني أرى كيف أن الشراكات التي أنشأناها قد ساعدت على تغيير حياة العديد من الأسر الأكثر احتياجا، وأتذكر في صعيد مصر عائلة النوبي، وهو مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة كان يعاني في السابق من الدخل القليل الذي تدخله له أرضه، وكان يواجه صعوبة كبيرة في تلبية احتياجات ودعم عائلته المكونة من خمسة أفراد، وعندما تحدثت إليه خلال زيارتي، وبعد أن انضم إلى مشروع مزارعي صغار الحيازات، استمعت إليه ليخبرني عن كيف زاد دخله بقدر سمح له ببناء سقف أسمنتي لمنزله بدلًا من سعف النخيل الذي كان لديه من قبل. ليس ذلك فحسب، بل كان قادرًا أيضًا على شراء بقرة يقوم ببيع حليبها ليجلب دخلًا إضافيًا لعائلته.
- ما الذي تتمنى تحقيقه في 2019؟
⁃ في عام 2019 سنبدأ في تنفيذ برنامج جديد يدعم صغار المزارعين في صعيد مصر، ويدعم البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية، ويعزز التغذية المدرسية، والأكثر أهمية أننا سنقوم بإنشاء مكتب فرعى؛ وهو مركز تنسيق الأقصر لبناء القدرات والابتكار في صعيد مصر، لكي يكون مركزًا للمعرفة لا يخدم مصر فحسب؛ بل كل الدول الإفريقية.