Close ad

راهب ماروني لـ"بوابة الأهرام": تدمير أردوغان ضريح مارون بسوريا عمل وحشي ومذبحة جديدة

26-3-2018 | 21:38
راهب ماروني لـبوابة الأهرام تدمير أردوغان ضريح مارون بسوريا عمل وحشي ومذبحة جديدة ما تبقي من ضريح مار مارون في سوريا
محمود سعد دياب

أدان البروفيسور الأب يوسف مونس، أمين سر لجنة الإعلام والتواصل الاجتماعي في مجلس بطاركة الشرق الأوسط؛ تدمير مليشيات الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي، ضريح القديس مار مارون الأثري في مدينة عفرين السورية، والآثار المارونية في تدمر والرقة ودير الزور وحلب وغيرها بسوريا، موضحًا أن الهدف من الجريمة التي ارتكبها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، محو آثار الوجود المسيحي في تلك المنطقة.

موضوعات مقترحة

ولم يكتف النظام التركى بالتعاون مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية خلال عدوانه على مدينة عفرين بتهجير المدنيين منها، وسرقة ممتلكاتهم، بل تدمير حضارة تعود إلى أكثر من 3000 سنة، من خلال الاعتداء على موقع براد الأثرى، الذي يضم ضريح القديس مار مارون في ريف عفرين بشمال حلب، والمسجل على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو منذ عام 2011.

القصف التركي المتعمد، أدى إلى إحداث أضرار في الكثير من المبانى الأثرية المهمة، التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الرابع للميلاد، والتي تضم العديد من الكنائس والأديرة البيزنطية، علاوة على معبد وحمام ودور سكنية ومعاصر ومدافن تعود كلها إلى العصر الروماني خلال القرنين الثاني والثالث للميلاد، ما يثبت للعالم أن النظام التركى والتنظيمات الإرهابية، وجهان لعملة واحدة، يعملان بخطة ممنهجة هدفها القضاء على التراث، وكل مقومات حضارة السوريين، ومحو الهوية والذاكرة السورية.

مذبحة جديدة
واعتبر الراهب الماروني، البروفيسور الأب يوسف مونس، في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن ما حدث في ضريح القديس مار مارون مذبحة جديدة يرتكبها الأتراك مماثلة للمذبحة التي دبروها ضد طائفة الأرمن المسيحيين في عهد الدولة العثمانية، مؤكدًا أن المساس بالآثار الإنسانية هو ذبح لذاكرة وقيم الشعوب، وعمل تدينه جميع الشرائع الإنسانية.

عمل وحشي همجي
وأضاف الأستاذ في علم الثيولوجيا والأنثروبولوجيا، أن عملية تدمير ضريح مار مارون وباقي الآثار الإنسانية المسيحية، وغيرها في سوريا، عمل لا إنساني موصوف بالتوحش والهمجية والجهل، مضيفًا أنها ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها مثل تلك الجرائم، وأن ذاكرة التاريخ لن تنسى هذا العمل البربري لأهم أثر في تاريخ الكنيسة المارونية، والمسيحيين في منطقة الشام بشكل عام، لأن المليشيات الأردوغانية لم تدمر فقط الضريح ولكنها دمرت أديرة وكنائس وصوامع أخرى.

وحشية تفوق النازية
وطالب الراهب الماروني الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، إدانة هذا العمل، الذي ليس بينه فارق وبين ما حدث من داعش في تدمير آثار العراق، أو من القاعدة في تدمير تمثال بوذا في الهند، مضيفًا أن أردوغان تفوق في الوحشية على ألمانيا النازية، لأن الألمان عندما احتلوا باريس قبيل الحرب العالمية الثانية، حافظوا على كل الآثار والمتاحف رغم الحرب والقتال واحترموا تاريخ البشرية.

وأضاف، أن الأتراك الذين يريدون دخول أوروبا يرتكبون جميع الجرائم ضد الحضارة والكرامة واحترام الشعوب والابتعاد عن التعصب، مشيرًا إلى أن القارة العجوز لا يمكن أن تقبل انضمام تركيا التكفيرية الظلامية للاتحاد الأوربي، لأن تركيا العلمانية التي أسسها أتاتورك لم تعد موجودة بعدما كانت تحتوي الجميع وتحترم حضارة وفكر وتراث الجميع، أصبحت تكفر الجميع وتقتل وتدمر على الهوية.

ومن يقرأ تاريخ الموارنة، يعرف أنّ العلاقة بين طريق النضال الطويل التي بدأها القدّيس مار مارون في سوريا، وبين اعتناق سكّان جبال لبنان المذهب الماروني، حيث كان ذلك الدير المعلّق في الصخر على ضفاف نهر العاصي في الهرمل، والذي بناه أتباع مار مارون وتلامذته.

وتُركّز الذاكرة الجماعيّة المارونية على الأماكن التي تنسَّكَ فيها مار مارون، ومحطّات النضال في لبنان، فيذكرون دائماً وادي قنّوبين (وادي القدّيسين) وكفرحي المقرّ الأوّل للبطريركية السريانية المارونية التي أسَّسها البطريرك الأوّل للموارنة مار يوحنا مارون «أبّ القوميّة اللبنانية».

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة