لم يشأ موسم اصطياد الطائرات فوق سماء سوريا، أن تكون إسرائيل بلا نصيب منه، فقد شكل إسقاط الطائرة الإسرائيلية عبر منصات الدفاع الجوى السوري صدمة داخل الدوائر السياسية والعسكرية في تل أبيب، فهم لم يعتادوا هذا الأمر من سوريا منذ الثمانينيات من القرن الماضي، ففتح جبهة أخرى مع توترات على الجبهة اللبنانية الملتهبة يمثل هاجسًا كبيرًا للإسرائيليين.
موضوعات مقترحة
منصات الدفاع الجوى السوري التي سحقت المقاتلة الإسرائيلية إف 16 بصاروخ سام 5، أشعلت جنون تل أبيب التي بادرت لتنفيذ غارات انتقامية داخل الأراضي السورية، لكن ثمة منصات هجومية أخرى اضطرت للعمل في "عطلة السبت المقدس" في إسرائيل هي منصات "السوشيال ميديا".
لم يقتصر استخدام أسلحة "السوشيال ميديا" على المدنيين أو مؤسسات الدولة العبرية مثل وزارة الخارجية ومنصاتها "إسرائيل تتكلم بالعربية" والتي يُشرف عليها "يوناتان جونين" مسئول قسم الدبلوماسية الرقمية الناطقة بالعربي في الخارجية الإسرائيلية، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات طرفا في هذه المعادلة، حيث أخذ يبرر منذ ساعات العملية الأولى حيثيات سقوط الطائرة، ويتوعد قوات الأسد وإيران، بل وزعم بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت عملياتها الدقيقة في سوريا، وأن سقوط طائرة لا يعني على الإطلاق فشل العملية.
لكن المتابع لأحداث الأمس يمكنه أن يرصد حالة من الحرب الكلامية بين السوريين من جهة، والطاقم الخاص بالإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث طغت الفرحة العارمة التي سيطرت على السوريين ، ممن خرجوا للاحتفال بهذه العملية.
وفور خروج السوريين محتفلين بهذه العملية، وظهرت صورهم وهم يوزعون الحلوى دشن الجيش الإسرائيلي سريعًا هاشتاجًا جديدًا حمل عنوان" فتحوا_بصركم_وبصيرتكم"، بجانب هاشتاج آخر حمل عنوان "#لا_تلعبوا_بالنار"، وحاولت إدارة الإعلام في الجيش الإسرائيلي، وتحديدًا الإدارة المعنية بالتعامل مع وسائل الإعلام العربية بقيادة أفيخاي أدرعي إلى الرد على مظاهر الاحتفالات بالشارع العربي بهذا الهاشتاج.
وقال أدرعي في تغريدة له: "يحتفلون اليوم... وسيندمون غدًا"، موضحًا أن ما يجري هو بمثابة سيطرة إيرانية واضحة على سوريا، في إشارة منه إلى أن من قام بهذه العملية الأخيرة ونجح في إسقاط الطائرة كانت الدفاعات الإيرانية.
وسعى أدرعي وطاقم الجيش الإسرائيلي المساعد له على وضع هذه الردود في إطار صور كرتونية، حتى يجذب الانتباه للمشاهد أو المتلقي العربي بالنهاية، خاصة مع تفاعل الكثير من المشاهدين العرب مع هذه المشاهد الاحتفالية.
وهاجم الكثير من النشطاء المتابعين للسوشيال ميديا العرب إدرعي وأشاروا إلى أنهم يحتفلون إلى الآن بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، موضحين أن هذا الاحتفال يأتي بعد تحقيق الانتصار على إسرائيل التي دأبت على اختراق المجالات الجوية اللبنانية أو السورية والقيام بعمليات بها.
ودفع هذا بأدرعي إلى الرد عبر "بوست" آخر، قال فيه إن ما جرى هو من صنع إيران، وزعم قائلا :إن اليد الإيرانية ستسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والآن تحاول إثبات سيطرتها الكاملة على القرار في سوريا.
وزعم أن إسرائيل أفشلت ما وصفه بـ"المؤامرة الإيرانية" المتمثّلة بإرسال طائرة دون طيار لتخرق السيادة الإسرائيلية، مطالبًا السوريين بضرورة معرفة مخاطر هذه المؤامرة.
اللافت في هذه النقطة أن أدرعي سعى بشدة إلى الحديث بأن إسرائيل لا تحارب سوريا بقدر ما تحارب إيران، وأن الجيش الإسرائيلي قام بإسقاط طائرة إيرانية بدون طيار.
بدورها فقد تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تنبؤات بعض من الدوائر سواء السياسية أو الإستراتيجية بهذا التصعيد، خاصة مع انطلاق الجولة التي قامت بها قيادات تابعة لإيران خلال الأيام الماضية عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وأثارت تلك الدوائر الإسرائيلية تخوفها من توقيتها في ظل حالة التصعيد المقابل لها.
وتشير حرب الصواريخ والطائرات، والحروب الكلامية عبر فضاء "السوشيال ميديا" إلى أن تداعيات المشهد الإستراتيجي والعسكري الآن بالمنطقة بات يتوهج على جمر مشتعل.
السوشيال ميديا تشعل ضدجيش الاحتلال
السوشيال ميديا تشعل ضدجيش الاحتلال
السوشيال ميديا تشعل ضدجيش الاحتلال