Close ad

سفير مصر بالمغرب في حوار لـ"بوابة الأهرام": علاقتنا بالمغاربة راسخة.. ومواقفه مشرفة في دعم خيارات الشعب المصري

10-2-2018 | 02:01
سفير مصر بالمغرب في حوار لـبوابة الأهرام علاقتنا بالمغاربة راسخة ومواقفه مشرفة في دعم خيارات الشعب المصريالسفير أشرف إبراهيم
حوار: محمد السيد حمادة

حان وقت الشراكة الإستراتيجية بين مصر والمغرب

موضوعات مقترحة

علاقتنا بالمغاربة متجذرة وراسخة في التاريخ.. وللمغرب مواقفه المشرفة في دعم خيارات الشعب المصري

علاقاتنا الاقتصادية تتطور.. والثقافة المصرية لديها حضور كبير فى المغرب

 

قال السفير أشرف إبراهيم سفير مصر فى الرباط، إن العلاقات المصرية ـ المغربية، متجذرة وراسخة في التاريخ، مؤكدا أن هناك مواقف مشرفة للدولة المغربية في دعم خيارات الشعب المصري.

وأشار إبراهيم، خلال حواره مع "بوابة الأهرام"، إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور، موضحا أن الثقافة المصرية لديها الحضور الكبير في الرباط، ولمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار كاملا..

بداية.. كيف تقيمون العلاقات بين مصر والمغرب بعد ثلاثة أشهر من توليكم المسئولية كسفير لمصر في المغرب؟

بعد ثلاثة أشهر من تولى منصبى كسفير لمصر في المغرب أستطيع أن أؤكد أن العلاقات بين البلدين قوية، وهناك تنسيق وتفاهم كامل بين مصر والمغرب حول كافة القضايا التي تهم البلدين ودائمًا ما كانت مواقف البلدين متوافقة وداعمة لبعضها البعض، وهناك حرص على تطوير العلاقات المشتركة، وتعميق مسار التنسيق والتشاور في كافة القضايا، وصولا لمستوى الشراكة الإستراتيجية الذي نطمح إليه.

وفى الواقع فإن العلاقات المصرية - المغربية راسخة ومتجذرة في التاريخ، ولاسيما في بعدها الحضاري والإنساني، وتظهر في القواسم الثقافية والحضارية المشتركة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وشكلت الروابط الثقافية والشعبية الراسخة حاضنة لتمازج غير مسبوق بين الشعبين الشقيقين،

وما صور التنسيق والتشاور؟

هناك تنسيق وتشاورعلى كافة المحاور؛ وفى كل المحافل الدولية والإقليمية، فعلى الساحة الدولية هناك تشاور وتنسيق بشأن القضايا الدولية السياسة والاقتصادية للدفاع عن مصالح الدول النامية؛ وأود أن أؤكد هنا أن المغرب كانت له مواقفه المشرفة في دعم خيارات الشعب المصري في ثورة 30 يونيو؛ ودعم خارطة الطريق للتحول الديمقراطي وفي دعم جهود مصر في محاربة الإرهاب.. وعلى المستوى الإفريقي هناك تنسيق كبير بين البلدين على مستوى.

وعلى المستوى العربي والإفريقي؟

هناك تنسيق كامل بشأن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومسألة القدس، إضافة الى التنسيق بشأن ليبيا وسوريا واليمن، وفى هذا الإطار هناك على سبيل المثال تنسيق بين البلدين ضمن الوفد الوزاري العربي المنبثق عن لجنة مبادرة السلام العربية، ويضم أيضا السعودية والإمارات والأردن وفلسطين؛ لمتابعة تداعيات قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

هناك تنسيق بشأن عمل الاتحاد الإفريقي وأجهزته؛ ومنها مجلس السلم والأمن الإفريقي والذى تتمتع مصر والمغرب بعضويته خصوصا في عمليات حفظ السلام وبؤر التوتر بالقارة الإفريقية، إضافة للتنسيق بشأن القضايا الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بمسائل تنمية القارة ومحاربة الإرهاب وتغير المناخ.

مر الآن عام على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ما الرسالة التي ترغبون في توجيهها بهذا الإطار؟

بالتأكيد الرسالة التي أود أوجهها هي تهنئة المغرب مجددا على عودته لمكانه الطبيعى في الاتحاد الإفريقي، فالمغرب أحد الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية وإحدى الدول التي لعبت لفترت طويلة دورًا كبيرًا على الساحة الإفريقية، ومصر كانت في طليعة الدول التي صوتت لصالح عودة المغرب، وبذلت جهودا مخلصة من أجل عودة المغرب الى الاتحاد، سواء قبل عقد القمة الإفريقية في يناير2017، أو أثناء انعقاد القمة، أو خلال الإعداد للاجتماعات على مستوى المندوبين والوزراء والرؤساء؛ لأن عودة المغرب إلى مكانه الطبيعي داخل الأسرة الإفريقية، هو نقطة تحول إيجابية في مسار العمل الإفريقي المشترك؛ واستئناف للدور التاريخي والرائد للمملكة في القارة؛ والذي لم ينقطع يوما، وتأكيد على رؤية جلالة الملك محمد السادس في دعم العمل الإفريقي المشترك؛ والتعاون الإيجابي في تحسين مستوى حياة المواطن الإفريقي من خلال إطلاق العديد من البرامج التنموية في دول القارة.

هل يقتصر التنسيق بين البلدين على المستوى الإفريقي في الجانب السياسي فقط؟

بالتأكيد لا، هناك الجانب الاقتصادى والتجارى، فمصر والمغرب دولتان لكل منهما علاقات متميزة مع الدول الإفريقية، ويمكن القول إن المغرب لها علاقات خاصة مع دول الغرب الإفريقي بحكم الجوار وعامل اللغة، ومصر لها علاقات متميزة مع دول شرق ووسط القارة، ويمكن للبلدين من خلال التعاون والتنسيق تحقيق مصالحهما الاقتصادية والتجارية من خلال لتوظيف علاقاتهما المتميزة بدول القارة الإفريقية؛ والاستفادة من مزاياهما الاقتصادية واللوجستية المتمثلة في قناة السويس في مصر وميناء طنجة المتوسط لتطوير وتعزيز علاقتهما الاقتصادية وتكاملها، بحيت تصبح مصر بوابة المغرب لأسواق دول شرق إفريقيا، ويصبح المغرب بوابة مصر للدخول إلى أسواق دول غرب إفريقيا.

وعلى المستوى الأمني؟

البلدان يواجهان خطر الإرهاب، ولذلك فالتنسيق بينهما في هذا المجال ضروري؛ خصوصا في ضوء ما يتردد عن تواجد لتنظيم داعش الإرهابي في بعض بلدان الغرب الإفريقي؛ وانضمام بعض المغاربة في أوروبا لتنظيمات إرهابية؛ والتعاون الأوروبي الكبير مع المغرب في هذا المجال؛ وبالتأكيد التعاون الأمني في تلك الملفات وغيرها؛ يخدم أمن وسلامة البلدين في مواجهة أي تهديدات محتملة؛ وأنوه في هذا الإطار بالموقف المشرف للملك محمد السادس والمملكة المغربية في دعم جهود مصر في مواجهة الإرهاب؛ وهو ما يعبر عما يجمع البلدين من صداقة ومصير واحد.

قلتم إن هناك مشاورات للوصول إلى شراكة إستراتيجية بين البلدين ما أهم تلك المشاورات؟

نتطلع لاستئناف اجتماعات اللجنة العليا المصرية - المغربية المشتركة، وستعقد بالقاهرة؛ وننتظر زيارة الملك محمد السادس لمصر في أقرب الآجال لعقد اللجنة؛ لأنها الوحيدة التي تعقد على مستوى القمة؛ وكذلك الانتظام في عقد آلية التنسيق السياسي والإستراتيجي بين البلدين؛ لإعطاء دفعة لبناء الشراكة، خاصة أن العلاقات بينهما تنتظم في إطار محكم من الاتفاقيات الشاملة.

لكن هناك من يقول إن العلاقات الاقتصادية لم تتطور بين البلدين بالقدر الكافي رغم كل تلك الاتفاقيات التي أشرت إليها؟

ليس صحيحا؛ فالعلاقات الاقتصادية تتطور؛ لكن ببطء؛ ووصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من 600 مليون دولار؛ لكن طموحاتنا كبيرة في الوصول لمستوى تبادل اقتصادي يتناسب مع علاقات البلدين.

وما رؤيتكم للوصول إلى هذا الهدف؟

أرى أن التكامل هو الخيار الأفضل؛ لأن البلدين في مستوى اقتصادي متقارب؛ حيث يصدران ويستوردان تقريبا نفس المواد الأولية الضرورية لصناعة اقتصادهما؛ وهناك ضرورة للنظر إلى الشراكة بينهما بمنظور جديد؛ حيث إن لكل بلد مقومات وقدرات وإمكانات تؤهله لبناء الشراكة مع الآخر وفق مصالحه؛ وهذا المنظور يتمثل في بناء نوع جديد من الشراكة بين البلدين في الجانب الاقتصادي؛ استنادا إلى تطور القطاع الخاص فيهما؛ ومن خلال مجموعات عمل مستركة يتم تشكيلها لدفع التعاون الاقتصادي؛ وذلك في إطار اللجنة العليا المشتركة؛ لتقوم بتحديد قطاعات إستراتيجية لتطوير التعاون فيها من خلال تعزيز الاستثمارات المشتركة ودعم التبادل التجاري؛ وكذلك التكامل الاقتصادي في القارة الإفريقية من خلال مشروعات مشتركة.

وقد سجلنا؛ على سبيل المثال؛ أن العديد من شركات السيارات أصبحت تنتج في المغرب ومن بينها شركة رينو وبيجو وهناك العديد من الشركات التي وقعت اتفاقات لإقامة مصانع إنتاج لها في المغرب ومن بينها شركة BYD الصينية، إضافة إلى وجود العديد من الصناعات المغذية لصناعة السيارات، وبموجب "اتفاقية أكادير"، الموقعة بين البلدين؛ فإن هناك فرصة لتوظيف بعض المكونات المصرية في صناعة السيارات بالمغرب؛ وفى هذا الإطار فإننى أسعى إلى دراسة سبل الاستفادة من المزايا التي تتيحها اتفاقية أغادير واتفاقيات الشراكة الأوروبية الأورومتوسطية لتحقيق التكامل المنشود في مجال الصناعة؛ خاصة أن مصر تعمل بجدية لتهيئة مناخ جديد للاستثمار الأجنبي والعربي على حد سواء، وحققت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، ومنها الإصلاح الهيكلي للاقتصاد وإقرار قانون جديد للاستثمار، وتسهيل الإجراءات الإدارية، مما سيسمح للمستثمرين، خاصة المستثمرين المغاربة، بتوظيف رءوس أموالهم في الاقتصاد المصري، والمستثمرون المصريون يبحثون عن فرص للاستثمار في المغرب.

كيف ترى مستقبل السياحة المغربية إلى مصر؟

السياحة المغربية تجاه مصر تشهد منذ عدة سنوات تزايدا كبيرا، والسفارة المصرية بالرباط تقدم كل التسهيلات الممكنة من أجل تسهيل الحصول على التأشيرة، ويتم منح المجموعات السياحية، والتي يبلغ عدد أفرادها اثنين فأكثر، التأشيرة خلال 48 ساعة فقط، وهذا الإجراء سهل حصول المواطنيين المغاربة على تأشيرة الدخول إلى مصر؛ وهناك أهمية للتعاون المشترك بين المستثمرين في القطاع السياحي من أجل إعطاء حركية لتنقل السياح بين البلدين؛ لأن السياحة من بين الملفات التي تحتاج إلى تفكير ونقاش بين ذوي الاختصاص لجعلها عنصرا أساسيا في التنمية الاقتصادية للبلدين.

بصراحة.. هل تراجع التأثير الثقافي المصري في المغرب؟

الثقافة المصرية لها حضورها في المغرب؛ وهناك تقدير كبير لمكانة مصر الثقافية؛ لمسته خلال لقاءاتي مع العديد من الفاعلين فى الحياة الثقافية المغربية بكافة مكوناتها، للوقوف على رؤيتهم لتطوير العلاقات الثقافية ودفعها إلى آفاق أرحب وأوسع؛ وسنعمل على دعم الثقافة المصرية للمحافظة على مكانتها المتميزة داخل المجتمع المغربي، من خلال تنظيم عدد وافر من التظاهرات الثقافية والفنية على مدار السنة.

وعبر عن تلك المكانة وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج في كلمته خلال الندوة التي نظمتها الوزارة للتقديم للدورة 24 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؛ مؤكدا أن اختيار مصر ضيف شرف المعرض، يأتي تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والثقافية بين البلدين؛ ولأهمية مصر بعمقها الحضاري المتميز وثرائها الثقافي؛ وتكريسا للروابط القوية والمستمرة والمتجددة التي جمعت وتجمع مثقفي البلدين.

وما استعداداتكم للمعرض ومصر ستكون ضيف شرف فيه؟

المعرض بالتأكيد يعد فرصة طيبة لاطلاع المشاركين والجمهور على كنوز الثقافة المصرية الأصيلة؛ من خلال البرنامج الحافل الذي أعدته وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، لتقديمه؛ حيث يشمل برنامج الاحتفاء بالثقافة المصرية موضوعات متنوعة منها: تاريخ العلاقات المصرية - المغربية، وأسئلة الثقافة الراهنة، وإشكاليات الدرس الفلسفي، ودور الأديب الراحل جمال الغيطاني في دعم العلاقات الثقافية بين البلدين، إلى جانب خصائص التجربة الروائية في مصر والمغرب، وأبحاث في القصة القصيرة، وتقديم كتب وقراءات شعرية، وفقرة فنية تقدمها فرقة التنور للرقص الشعبي؛ وبمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والباحثين المصريين، سواء في إطار برنامج ضيف الشرف أو في إطار برنامج المعرض.

شهدت الفترة الأخيرة حضورا ثقافيا لافتا للمغرب في مصر.. ما أبعاد ذلك؟

بالتأكيد؛ فقد تم الاحتفاء بالثقافة المغربية في مصر خلال العام الماضي الذي كان بحق عام الثقافة المغربية في مصر؛ من خلال تكريم رموز فكرية وأدبية وفنية مغربية في مؤتمرات وندوات ومهرجانات احتضنتها مصر على مدار العام؛ مثل اختيار المغرب كضيف شرف في الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بالمغرب، واحتفاء الدورة الـ24 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برائد الحركة النقدية في المغرب حسن المنيعي، وحصول المترجم المغربي مراد تدغوت على جائزة رفاعة الطهطاوي للترجمة؛ في دورتها الثامنة بالقاهرة، وتكرم ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي في دورته الثالثة الخطاط المغربي حميد الخربوشي، إلى جانب الاحتفاء بالصناعة التقليدية المغربية في الدورة السادسة للمهرجان الدولي للحرف اليدوية والتقليدية بالقاهرة، ومشاركة السينما المغربية في أغلب المهرجانات التي نظمت في مصر خلال هذا العام وآخرها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ما تصوراتكم لآفاق التعاون الثقافي بين البلدين؟

آفاق التعاون الثقافي بين البلدين متعددة؛ وفي كافة فروع الثقافة؛ والكتاب والمفكرون والفنانون المصريون هم الأكثر حضورا في مختلف الفعاليات بالمملكة؛ لكن بعض جوانب التعاون بين البلدين يحتاج إلى تفعيل مثل التعاون في مجال توظيف الثقافة في خدمة السلام في المنطقة والعالم، من خلال نشر ثقافة الاعتدال وتوفير الثقافة الجادة لجذب الشباب بعيدا عن الثقافة المتطرفة، بالتعاون بين المؤسسات المعنية خصوصا الأزهر الشريف والرابطة المحمدية للعلماء، وتوظيف الثقافة أيضا في خدمة أهداف التنمية بالبلدين والمنطقة؛ وفي مجال التعليم والدراسات العليا؛ فعدد الطلبة المصريين الذين يدرسون في المغرب، والعكس؛ ضئيل ولا يرقى إلى مستوى العلاقات، ولذلك سيعمل البلدان على تشجيع الطلبة المغاربة على اختيار مصر لمتابعة دراستهم؛ وزيادة عدد الطلبة المصريين المسجلين في المؤسسات التعليمية المغربية، وفق برنامج مدروس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: