Close ad

"العلم" .. أزمة جديدة تطل برأسها في مسلسل الأزمة السورية

30-1-2018 | 19:08
العلم  أزمة جديدة تطل برأسها في مسلسل الأزمة السوريةالعلم السوري
محمود سعد دياب

سلطت الخلافات التي صاحبت انطلاق المفاوضات السورية صباح اليوم في منتجع سوتشي بروسيا، بين المعارضة المسلحة وإدارة المؤتمر حول العلم السوري، الضوء على أزمة ما أسماه البعض باتهامات الوطنية والخيانة، حيث تتبنى المعارضة السورية علم سوريا باللون الأخضر من أعلى مع 3 نجوم حمراء في الوسط، وهو العلم الرسمي للبلاد في عهد الاحتلال الفرنسي، في حين يصر نظام الرئيس بشار الأسد على اعتماد "علم الاستقلال" وهو باللون الأحمر من أعلى مع نجمتين خضراوتين في المنتصف، وهو نفسه علم الجمهورية العربية المتحدة وقت الوحدة مع مصر.

موضوعات مقترحة

كان محسوبون على المعارضة السورية قد رفضوا المشاركة في مؤتمر سوتشي صباح اليوم، احتجاجًا على أن بطاقات المشاركة عليها العلم الرسمي للدولة مع غصن زيتون، واشترطوا المشاركة بعد تغيير بطاقات الدعوة إلى العلم المعتد لدى المعارضة والذي يعود لعهد الانتداب الفرنسي، وطالبوا بالعودة إلى مقر إقامتهم في تركيا بعدما رفضت إدارة المؤتمر الروسية التجاوب مع احتجاجهم تاركة لهم حرية المشاركة أو العودة، وأكد ممثل عن تيار الغد السوري الذي يتزعمه الرئيس الأسبق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، وآخرون ممثلون لتيارات أخرى، أن الوفد الممثل لبعض التنظيمات المسلحة القادم من تركيا سيمثلهم في المفاوضات وينقل مطالبهم.

يُشار إلى أن مؤتمر سوتشى كان قد تأخر عن موعده لمدة ساعتين بسبب خلافات بين روسيا والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دى ميستورا وتركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة التي جاءت من أنقرة للمشاركة.

ومن المعروف أن العلم الذي تتبناه المعارضة السورية، هو العلم الثالث في ظل الانتداب الفرنسي، الذي تم اعتماده خلال فترة رئيس الوزراء تاج الدين الحسني، من عام 1930 حتى غرة يناير عام 1932، في حين أن العلم الرسمي الحالي للدولة هو الذي اعتمده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يوم 22 فبراير 1958 ببداية الوحدة بين مصر وسوريا تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة"، لكي يقوم نظام الانفصال عن الوحدة العربية بقيادة ناظم المقدسي بزيادة نجمة خضراء جديدة تضاف إلى العلم في 28 سبتمبر 1961، وذلك قبل أن يعيد الرئيس الراحل حافظ الأسد علم الوحدة مرة أخرى في 29 مارس 1980 كعلم رسمي للبلاد، معلنًا تمسكه بالوحدة العربية.

ويتبارى السوريون في أزمة العلم في توزيع اتهامات بالخيانة أو الوطنية، خصوصًا بعدما تم رفع العلم الجديد ذى النجوم الحمراء الثلاثة في بداية الأحداث الدامية في سوريا، خلال مؤتمر لبعض تيارات المعارضة السورية المسلحة في أنطاليا بتركيا أول يونيو 2011 بدعوة من تنظيم الإخوان المسلمون الذي كان مشاركًا بصفته مراقبًا للمؤتمر، وهو العلم الذي أثار جدلاً كبيرًا وقتها، خصوصًا أن طوائف كثيرة من المعارضة السورية لم تحضره وقاطعه معارضون أخرون مثل برهان غليون، وذلك قبل أن يعقد في اليوم التالي مؤتمر دعوا إليه الإخوان أيضًا في بروكسل.

ويأتي ذلك في حين أن المتظاهرين السوريين كانوا قبل ذلك يحملون العلم السوري الرسمي الحالي في مظاهراتهم وفعالياتهم، بما في ذلك المجلس الوطني الذي استخدمه لدى إعلان تشكيله، وذلك قبل أن تفرض جماعة الإخوان المسلمين وبعض تيارات المعارضة التنظيمات المسلحة المرتبطة بها العلم الجديد، ويتم إقناع باقي التيارات بها على خلفية الرغبة في إعلان القطيعة لكل ما يخص النظام السوري الحالي، خصوصًا حزب البعث القومي الذي يحكم البلاد، على اعتبار أن العلم الحالي لسوريا استخدم في زمن الوحدة ثم في زمن البعث.

ومع مرور الزمن وزيادة الاستقطاب بين السوريين تكرس العلم الأخضر رمزًا للحراك المعارض المسلح، فقد وجد فيه كثيرون تمييزًا للمظاهرات عن المسيرات الموالية للنظام بداية، وتمييزًا للحملات والفعاليات التي قام بها ناشطون معارضون عن فعاليات النظام والموالاة فيما بعد، انتهاء بفصل كامل بين الدولة الرسمية بقيادة بشار الأسد عن الدولة التي تطالب بها المعارضة والتي لا تمتلك شعبية حقيقية على الأرض.

ويبرز أيضًا عدة حقائق في العلم السوري البديل، أهمها أن النجوم الحمراء الثلاثة ترمز إلى مخطط التقسيم الطائفي لسوريا إلى دويلات ثلاث، كما أنه تم فرضه الانتداب الفرنسي على السوريون سابقًا من قبل هنري بونسو المفوض السامي الفرنسي بموجب قرار برقم 3111 يقضي بوضع دستور دولة سوريا، الذي جاء في أحد مواده (بحسب تقارير إعلامية): "يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة ترمز إلى الدويلات الطائفية الثلاث التي شكلت سوريا بحسب تقسيم الاستعمار الفرنسي".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة