Close ad

"عفرين" ملتقى الحلفاء والخصوم.. غزو تركي وصمت روسي.. وترقب إيراني أمريكي

30-1-2018 | 13:54
عفرين ملتقى الحلفاء والخصوم غزو تركي وصمت روسي وترقب إيراني أمريكيالجيش التركي
شروق صابر

نظمت وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، ومجلة شئون تركية، جلسة حوارية حول "العملية العسكرية التركية على مدينة عفرين السورية"، وتحولات سياستها الخارجية، والتي أدارها الدكتور وحيد عبد المجيد مدير المركز.

موضوعات مقترحة

من جانبه قال محمد عبد القادر رئيس تحرير مجلة "شئون تركية" إن هناك تحولات كبيرة تشهدها السياسة الخارجية التركية في منطقة الشرق الأوسط، ليست فقط فيما يتصل بالمستوى الدبلوماسي المرتبط بالعلاقات مع دول العالم، ولا يقف عند حد التعاون الاقتصادي، والاستخباراتي، بل إن أنقرة تسعى حاليا للتواجد على الساحة الإقليمية، ولا أدل على هذا من وجود العديد من القواعد العسكرية داخل عدد كبير من الدول مثل قطر، سوريا، الصومال، فضلاً عن التخطيط لإنشاء قاعدة في جيبوتي من أجل بعث ما يسمى بـ"العثمانية الجديدة".

وأكد عبد القادر، أن تركيا تهدف من هذا الاستعراض العسكرى المطالبة بحقوق "العثمانيين" فى عدة مناطق مثل إدلب، وكركوك، والموصل، وحلب، ولذلك فإذا كان هناك ما يؤدي إلى إعادة تفكيك هذه الدول وتقسيمها، فإذًا لتركيا فرصة كبيرة لإعادة إثارة حقوقها في بعض المناطق المجاورة لها، وهو ما يسمى بـ "العثمانية القديمة".

وأردف قائلا:"بالطبع لهذا التغيير أسباباً إقليمية وأخرى دولية، وتتركز الأسباب الإقليمية في رؤية تركيا بأن كافة التغييرات التي تحدث في الإقليم أغلبها "تفاعلات صراعية"، ما يعنى أن لغة الإقليم لم تعد هي اللغة الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية، ولكن أصبحت لغة "الاستعراض العسكري"وهي الأداة لتحقيق المصالح والنفوذ المطلوب، وتلك المصالح ليست مرتبطة جميعها بالمصالح الأمنية فقط، بمعنى مواجهة الوجود الكردي أو تحقيق مصالح اقتصادية أو غير ذلك، ولكنها ترتبط أيضًا بمشروعات النخبة الحاكمة الغير راضية عن الاتفاقيات التي أدت إلى تأسيس الدولة التركية بالشكل الحالي الذى تم فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، والذى أفضى ببحل الخلافة العثمانية، وتشكيل تركيا الحديثة".

وتحدث الدكتور حسن أبو طالب، مستشار الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن موقع عملية عفرين داخل سياسة تركيا السورية، ورأى إن الهدف من عملية "غصن الزيتون" التركية، ليس تحقيق النفوذ، وإقامة منطقة عازلة فقط، ولكن التواصل الجغرافي للمنطقة التي تسيطر عليها القوات الموالية لتركيا، ورؤيتها بأنه كلما ازداد تواجدها على الأراضي السورية كلما امتلكت أوراقا للضغط تتعلق بإطار التسوية السلمية في سوريا.

وأكد أبو طالب بإن إقامة المنطقة الآمنة  التى أعلن عنها الرئيس التركى، ثم تصريحه بأن عملية "غصن الزيتون" تهدف إلى تمكين اللاجئين السوريين المتواجدين داخل تركيا ويقدر عددهم بحوالي 2 ونصف مليون لاجئ بالعودة، أمر له تداعيته الخاصة بإعادة هيكلة البنية السكانية داخل المنطقة حيث سيجل اللاجئين من العرب والتركمان بدلًا من وجود سيطرة مطلقة للأكراد، فهذا التنوع العرقى قد يكون من شأنه القضاء على الحلم الكردي بوجود منطقة كردية تطالب بالاستقلال، فضلا عن وجود هدف تركي بإنهاء أي شراكة أو ارتباط ذات طابع استراتيجي بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية.

وذكر أن هذه العملية لاقت ردود أفعال دولية متباينة فقد بدا الموقف الأمريكي غير معني بشكل كبير بوضع الأكراد داخل منطقة عفرين، وهو ما بدا من خلال التصريحات الآتية من واشنطن بأن مدينة عفرين لا تدخل ضمن مجال عمليات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، وظهر هذا من خلال تصريح تليرسون "نحن على استعداد أن نقوم بالتعاون والتنسيق مع الجانب التركي لإقامة منطقة أمنة، وإن الولايات المتحدة بدأت أن تتفهم القلق التركي من ذلك الوجود الكردي".

أما الموقف الروسي من العملية فيمكن تفسيره من خلال تعامل الإعلام الروسي مع الحدث والذي يشير إلى وجود صمت عما يحدث الآن للأكراد في عفرين بسبب رفضهم الاقتراح الذى قدمته موسكو بدخول الجيش السوري منطقة عفرين، وهناك أصوات بالفعل بدأت تطالب بتدخل الدولة السورية في عفرين، بينما اكتفت إيران بالمطالبة بإنهاء هذه العملية بشكل سريع، لإمكانية أن تقوى تلك الأزمة من نفوذ الجماعات الإرهابية، ولذا فإن الصراع الذي تشهده سوريا الآن، يحول دون الوصول إلى تسوية ترضي جميع الأطراف هذا العام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: