Close ad

إسرائيل تصادر مستقبل القدس بـ"نيران التهويد".. و"الليكود" يفرض "وضع اليد" على مستوطنات الضفة

2-1-2018 | 13:03
إسرائيل تصادر مستقبل القدس بـنيران التهويد والليكود يفرض وضع اليد على مستوطنات الضفة القدس بين نيران التهويد
معتز أحمد إبراهيم

تتسارع وتيرة التهويد في إسرائيل هذه الأيام فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعتبار المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل. 

موضوعات مقترحة

فمع انسحاب إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أطلقت العنان لـ"عجلة التهويد" كى تدور مسرعة فى ساحة القدس المحتلة، ولا أدل من ذلك سوى المزاعم التى أطلقتها إسرائيل بالأمس عن عثور سلطة الآثار التابعة للاحتلال وفي إطار الحفريات التي تجريها قرب ساحة حائط المبكى على ختم قديم يعود لفترة "الهيكل الأول" قبل 2700 عام.

وقال التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له إن هذا الختم طبع عليه نقش بالعبراني، وهو النقش الخاص بــ"حاكم مدينة"القدس"، وهو ما يوضح أن لليهود تواجدا في القدس منذ القدم ، بحسب مزاعم هذا الخبر.

اللافت هنا في أسلوب تعاطي وتعامل كبار المسئولين الإسرائيلين خاصة خبراء اللغة العربية والمؤسسات الرسمية مع هذا الخبر، حيث عرضه أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلام العربي على صدر صفحته بالفيس بوك ، بالاضافة إلى قوله بأنه ورد في التوراة أسماء عدد من حكام مدينة أورشليم، وهي خطوة يرغب من ورائها جندلمان بالتأكيد في إرسال رسالة دينية محددة تشير إلى مدى دقة هذا الكشف والأهم التأكيد على وجود حقوق لإسرائيل واليهود عموما في القدس.

غير أن الواضح أن هناك جهودا مُضينة تبذلها إسرائيل لتعميق خطوات تهويدها للقدس ، وهي الخطوات التي باتت واضحة منذ قرار ترامب وما تلى هذا القرار من خطوات تصعيدية في منتهى الأهمية تتعلق بالانسحاب مثلا من منظمة اليونسكو .

ورغم أن الكثير من الآراء السياسية زعمت بأن خطوة انسحاب إسرائيل من اليونسكو هي خطوة تؤكد أنها لا تعني أو تهتم بالابعاد الثقافية أو الفكرية المتعلقة بالمجريات السياسية من وراء قرار ترامب ، إلا أن الواضح أن رحا حرب فكرية جديدة تعكف إسرائيل على إشعال نيرانها ، عبرالتهويد.

ولأن الحرب الفكرية التى تقودها إسرائيل لا تشعلها غير يد الساسة، فكان قرار الاحتلال حاضرا اليوم الذى يقضى بمصادرة مستقبل القدس عبر فرض قيود على أى  تصويت مستقبلى قد يجري بشأن التخلي عن أجزاء من القدس المحتلة فى أى محادثات مستقبلية مع الفلسطينيين 

ورفع التعديل الذي أقر البرلمان الإسرائيلي إدخاله على تشريع قائم بالفعل عدد الأصوات اللازم للموافقة على أي اقتراح بترك جزء من المدينة "لطرف أجنبي" من 61 صوتا إلى 80 صوتا من أصوات أعضاء الكنيست المؤلف من 120 عضوا.

وقال نفتالي بينيت رئيس ائتلاف البيت اليهودي اليميني المتطرف الذي يرعى التشريع "سلطة التخلي عن أجزاء من الأرض ليست في يد أي يهودي ولا في يد الشعب اليهودي".

قرار اليوم وأجراءات الأمس الذى جاء مصحوبا بتصويت حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو حث المشرعين في قرار غير ملزم  بالإجماع على ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. 

إذا فقد التقت مسيرتى التهويد فى القدس والاستيطان بالضفة الغربية، وهذا ماجعل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية لإذاعة صوت فلسطين اليوم يقول "الذي حدث في ليكود أول أمس على وضع السيادة الإسرائيلية على المستوطنات الاستعمارية وما حدث في الكنيست بالأمس عندما تم تعديل المادة الثانية في القانون الأساسي عن القدس هو امتداد لمخطط بدأه ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".

وتابع "المشروع الوطني الفلسطيني مهدد بالتصفية، الذي يقوم به ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو تصفية المشروع الوطني الفلسطيني".

ويقول معلقون، يشيرون إلى قانون قائم بالفعل يضع قيودا مشابهة على التخلي عن أراض في أي اتفاق للتنازل عن أراض مقابل السلام، إن ائتلاف البيت اليهودي يتنافس مع حزب ليكود على كسب دعم القاعدة اليمينية.

ومع كل ما سبق أعلن حزب الليكود عن دعمه لقرار ترامب أخيرا، وهو الدعم الذي تمثل بدوره في خطوات سياسية أخرى أبرزها الاعلان عن بناء عدد من الوحدات الاستيطانية الجديدة بلغت بحسب بعض التقارير ما يقرب من المليون وحدة ، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه التحركات الإسرائيلية الآن سواء على الصعيد السياسي أو الثقافي على حد سواء. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: