بات من الواضح أن حركة حماس تمر الآن بواحدة من أدق فتراتها السياسية ، وذلك في ظل التحديات التي تواجهها الحركة على كافة الاصعدة سواء السياسية أو الاستراتيجية.
موضوعات مقترحة
وتزايدت هذه الأهمية عقب إعلان الحركة عن القبول بإمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود عام 1967 ، وهو ما سيأتي ضمن برنامجها السياسي الجديد، وسيمثل هذا الأمر تغيرا استراتيجيا في العقل الاستراتيجي الخاص بالحركة.
تغيرات حماس
وبمتابعة التقارير الصحفية الإسرائيلية سنجد أن هناك أهتماما واضحا بالتغيرات السياسية الحاصلة في الحركة ، وهي التغيرات التي تتابعها الكثير من الدوائر سواء في اسرائيل أو حتى في العالم.
والحاصل فإن عدد من هذه التقارير أستطلعت آراء عدد من كبار المتخصصين في الشأن الفلسطيني والساسة في محاولة لقراءة مستقبل حركة حماس ، وهو المستقبل الذي حصرته هذه التقارير الصحفية تحديدا في ثلاث قوى مركزية ، هذه القوى هي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أو القيادي الحمساوي الشهير صالح العارورى أو رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية.
وتشير مصادر مسؤولة في الضفة الغربية إلى عقد كلا من العاروي وهنية ومشعل أجتماعا مغلقا في قطر ، وهو الاجتماع الذي تم تسريب الانباء عنه وتم الاتفاق فيه على أن يكون صالح العاروي هو الرئيس الجديد والمسؤول عن حركة حماس في الضفة الغربية لمدة تقارب العامين ، وهو المنصب الذي سيناله مع الإعلان عن تأييده الكامل والمطلق أيضا لإسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق ليتولى منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
العاروري
وتشير هذه المصادر إلى أن العاروري سيكون هو القائد الجديد لحماس في الضفة الغربية، رغم تواجده خارج الضفة الغربية أو خارج الأراضي الفلسطينية عموما، الأمر الذي يمثل خطوة دقيقة للغاية بالنسبة لحركة حماس باتت عدد من القوى الفلسطينية والشركاء على الساحة السياسية سواء في رام الله أو غزة يتحدثون عنها .
وأوضحت هذه المصادر أن العاروري سيكون أمامه وبموجب هذا المنصب الجديد الكثير من التحديات على رأسها التغيرات التي أعلنت عنها قيادات حمساوية في البرنانج السياسية للحركة ، وهي التغيرات التي تداولتها بعض من القوى والجهات السياسية، والتي كان على رأسها قبول حماس بالبرنامج السياسي الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقيّة، والوصول إلى حل عادل لقضية اللاجئين، استنادًا إلى "المبادرة العربية ".
وتتفق مصادر مطلعة مع ما ذهبت إليه الدراسة في هذا الصدد ، وتشير صحيفة جيروزاليم بوست إلى أن الأهمية الان هو أن سكان الضفة الغربية من أنصار حركة حماس يرغبون في وجود قيادي موجود بينهم من قيادات حماس، والأهم من هذا التوقف عن إصدار اي قرارات مصيرية تتعلق بالحركة في الخارج ، خاصة وان هذا الأمر سيعزز من الشعور والايمان بأن القرارات المصيرية للحركة يتم اتخاذها في الخارج .
اللافت هناك أن هذه الخطوة من قبل حماس أثارت خلافات على ما يبدو مع الفصائل الفلسطينية وبعضها البعض ، خاصة وأن كلا من صالح العاروي انتقد من قبل بعض من القيادات الفتحاوية وقت أن تواجد في الخارج .
وبطبيعة الحال خالد مشعل أو إسماعيل هنية ليسوا على وفاق مع كافة الفصائل الفلسطينية المختلفة ، وهو ما قد يزيد من التوتر بين الفصائل الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
وبات واضحا أيضا أن هناك أهتماما فلسطينيا رصدته الكثير من الصحف وحتى الساسة الفلسطينيين بهذه القضية ، وهو ما يمكن قراءته بوضوح من خلال التصريحات الفلسطينية الأخيرة الصادرة عن هذه القضية.
عموما فإن تصاعد نبرة الحديث الاسرائيلية عن مستقبل حركة حماس والأهم تركيز الحديث وتصاعده بشأن هذه القيادات هو أمر يزيد من التحديات التي تواجه الحركة ، وهي التحديات التي باتت واضحة وتقنلها المعاهد والسياسية والصحف الإسرائيلية عن كثب هذه الايام.