Close ad

«شهادة الزور».. أقبح الأخلاق

26-2-2021 | 20:53
«شهادة الزور أقبح الأخلاقالمحكمة
تحقيق ـ أحمد هلول
الأهرام المسائي نقلاً عن

لقد اعتبر ديننا الإسلامى الشريف شهادة الزور ذنبًا عظيمًا، بل وجعلها كبيرة من كبائر الذنوب، لأنها تشتمل على تعمد الكذب، إذ فيها إخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد، للإضرار بذلك الغير، وإعطاء خصمه ما لا يستحق، وهذا كله من أقبح الأخلاق وأرذل الصفات.

فى البداية يقول الدكتور/ عبد الله أبو الفتح عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة ، لخطورة شهادة الزور الشديدة حذر منها الرسول الكريم تحذيرًا شديدًا، فعن أبى بَكرة رضى الله عنه - قال: «كنَّا عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: [ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُتَّكِئًا، فجلَس، فما زال يُكرِّرها؛ حتى قلنا: ليتَه سَكَت].

وقول الصحابى الكريم«وكان متكئا فجلس» يدل على أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم - اهتم بذلك اهتمامًا كبيرًا حتى جلس بعد أن كان متكئا، وهذا يفيد تأكيد تحريم شهادة الزور، وعظيم قبحها، وسبب الاهتمام بذلك هو كون شهادة الزور أسهل وقوعًا على الناس، والتهاون بها أكثر لكونها مفسدة متعدية إلى غير الشاهد ولهذا قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيبًا فقال: «يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور إشراكا بالله» ثلاثا، ثم قرأ: ‭{‬فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور‭}‬.

وقال إن سبب جعل شريعة الإسلام شهادة الزور فى تلك الدركة القبيحة أنها تحتوى على الكذب وهو من أخطر الأدواء الفتاكة وأشد الأمراض المهلكة التى حذّر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم المسلمين جميعًا قائلًا:« إياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار» ففى هذا الحديث الشريف بيان لسوء خاتمة من اعتاد الكذب وشهادة الزور؛ لأن ذلك يؤدى بصاحبه إلى شتى أنواع الفجور الذى هو جماع الأسباب الرئيسة لدخول النار والعياذ بالله ، قال الله تعالى - : ‭{‬ إن الأبرار لفى نعيم * وإن الفجار لفى جحيم ‭}‬ وليس الجحيم الذى يؤدى إليه الفجور مقصورًا على جحيم الآخرة فقط بل يكون فى دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار ، وأى عذاب أشد من الخوف والهم والحزن ، وضيق الصدر الذى يعيش به الكذاب طوال حياته الدنيا .

ولهذا بين الله سبحانه تعالي- أن عباده الصالحين يترفعون عن شهادة الزور بل لا يشهدون مجالس شهادة الزور أبدًا، فقال عز من قائل [ والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كرامًا ] أى لا يحضرون الكذب والباطل ولا يشاهدونه .

ويقول الشيخ رضا الخولى من علماء وزارة الأوقاف: من المحرمات بل من الكبائر والتى أصبحت آفة منتشرة فى المجتمع شهادة الزور والتى ذكرت فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع وهذا إن دل فإنما يدل على خطورتها لما لها من تضييع للحقوق بين الناس فهى أمر منكر لايجوز أن يكون من أفعال المؤمنين بل وفيها من المفسدة ماجعلها تعد من الكبائر التى ذكرت فى الحديث الشريف عن النبى صلى الله عليه وسلم. إلا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا ) قالوا بلى يارسول الله قال:« الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت فظل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يكررها على مسامع أصحابه حتى تمنوا لو يسكت وهذا لخطورة شهادة الزور وضررها الجسيم.

وللأسف يعتقد بعض الناس أن شهادة الزور تؤدى فى المحاكم فقط لا وألف لا فتقرير غير صحيح تلفقه لزميل فى العمل وأنت تعلم ليس فيه ماقلته فهذه صورة من صور شهادة الزور التى تحجب الحقيقة فى وقت الحاجة إليها وللأسف الشديد أصبحت شهادة الزور مهنة لبعض الناس فنراهم بأعيننا يقفون على أبواب المحاكم مستعدين للشهادة مقابل مال فهؤلاء فقدوا إحساسهم ومات خوف الله من قلوبهم فكيف وهو مسلم موحد بالله يقوم بهذا إنه بذلك الفعل الشنيع قطع الخيط الذى بينه وبين الله.

وقال لقد جلس رجل عند القاضى شريح يريد أن يشهد أحد الخصوم يبكى ودموع الخصم تسيل على لحيته قال أيها القاضى ياشريح والله الذى لا اله إلا هو والله الذى شق البحر لموسى إن هذا الشاهد يشهد زورا ويأخذ بالزور أموالى فقال شريح وكان حكيما فطنا للخصمين اخرجا فخرج الخصمان فأغلق الباب وقال لشاهد الزور ياشاهد الزور سمعنا والله الذى لا اله إلا هو أن الله اذا جمع الأولين و الآخرين فى يوم لاريب فيه أسقطت الطيور مافى حواصلها من الخوف ووضعت الحامل ماحملت والمرضع ما أرضعت ولايفصل بين الناس حتى يصلى شاهد الزور النار ..فبكى شاهد الزور وقال أشهد أنى أعود عن شهادتي. هذا فى شهادة الزور فمابالك بمن يأخذ أموال الناس ظلما وغصبا وعتوا وهو لايعلم قول النبى محمد صلى الله عليه وسلم «من اقتطع حق امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان.. قالوا ولو شيئا يسيرا قال «ولو كان قضيبا من أراك
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من اقتطع شبرا من الارض ظلما طوقه الله من سبع أرضين يوم القيامة. وهذا عقاب شديد من الله أن يطوق كل من فعل ذلك بمقدار ما أخذ حتى يصبح فى عنقه كالحديد لايخرج ولايستطيع إخراجه كل ذلك يوم القيامة يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم وليعلم كل مسلم أن الشهادة حق ولو كانت على أقرب الناس إليك وحتى ولو على نفسك فالله عز وجل يقول يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أوالوالدين والأقربين» ..فأداؤها فرض فالله عاقب كاتمها «فقال ولاتكتموا الشهادة من يكتمها فإنه آثم قلبه »..قال ابن عباس: شهادة الزور من أكبر الكبائر وكتمانها كذلك

كلمات البحث