Close ad

"حديث الجمعة" .. يكتبه د. محمد مختار جمعة: ضوء الشمس لا يُنْكَر

4-12-2020 | 18:41
حديث الجمعة  يكتبه د محمد مختار جمعة ضوء الشمس لا يُنْكَرالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

هناك جماعات ضالة أعماها الحقد، وسواد القلب وانعدام البصيرة عن رؤية النور أو القدرة على العيش فيه أو حتى التعايش معه، فلم تجد بدًّا من العمل على إطفائه، وتحويل البسيطة إلى ظلام دامس، ذلك أن هذه الجماعات إنما هى أشبه ما يكون بـخفافيش الظلام، التى لا تحتمل رؤية النور ولا سيما لو كان ساطعًا، سلاحهم الهدم، وتشويه الرموز، وبث وترويج الشائعات، والتشكيك فى الإنجازات، غير أن ضوء الشمس لا ينكر، ولا يمكن أن ينكر، فما أنجزته الدولة المصرية فى ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لا ينال منه حقد هؤلاء وانطماس بصيرتهم أو عمى أبصارهم.

على أن الجماعات الإرهابية وعناصرها وقادتها قد دأبوا على الغش والكذب والمخادعة والمخاتلة، فلم يعد لهم وجهان فحسب، بل صار لهم ألف وجه ووجه، مستحلين الكذب والخداع والمراوغة، والأكثر سوءًا أنهم يغرسون فى نفوس عناصرهم - أو قل فرائسهم - أن هذه الرذائل التى لا تمت للأديان أو الأخلاق بصلة دين يتعبدون إلى الله (عزّ وجلّ) به، طالما أنها تحقق لهم التمكين الذى يسعون إليه، حيث أعمتهم المطامع عن رؤية الحق أو الرجوع إليه.

وعلينا أن نعمل على تحصين شبابنا ومجتمعنا من أن يقع فريسة لهؤلاء، وأن نسابق الزمن فى كشف طبيعة هذه الجماعات وعناصرها وكتائبها الإلكترونية حتى لا يخدع بهم الشباب النقي، وأن نكشف ما تتسم به هذه الجماعات من احتراف الكذب والافتراء على الله (عزّ وجلّ) وعلى الناس، وأن نعمل على إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحرى والتثبت من الأخبار، فليس كل ما يسمع ينقل أو يقال، يقول الحق سبحانه وتعالى :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، ويقول (عزّ وجلّ): «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ», ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)، كما أن علينا أن ننصف من اجتهد وأن نبرز ما أُنْجِزَ.

لا يستطيع أحد أن ينكر ما أنجزته الدولة المصرية فى مجال البنية التحتية، ولا ما أنجزته فى مجال الطاقة، ولا ما أنجزته فى مجال التعليم والجامعات العصرية، ولا ما أنجزته فى مجال المشروعات القومية الكبري، ولا فى مجال تجديد الخطاب الدينى وترسيخ أسس التعايش المشترك الذى أصبحت الدولة المصرية علامة بارزة فيه، كما لا يستطيع أحد أن ينكر ما أنجزته الدولة المصرية عندما افتتحت المجرى الثانى لقناة السويس، وبما أذهل القاصى والدانى لعظمة الإنجاز وسرعة تنفيذه، كما يعد المتحف الكبير الذى يجرى الإعداد لافتتاحه أيقونة فى الحضارة والثقافة، لا يستطيع أحد أن ينكر جهود الدولة المصرية فى التحول الرقمى والمدن الذكية والنقلة النوعية فى مجال الإسكان من العاصمة الإدارية الجديدة إلى العلمين الجديدة، فـالمنصورة الجديدة، فأسيوط الجديدة، فـالأسمرات، فبشائر الخير.

ولا يمكن لأحد أن ينكر ضوء الشمس فى تمكين المرأة والشباب، والعناية بذوى الاحتياجات الخاصة، ومشروعات التكافل الاجتماعى ورعاية الأسر الأولى بالرعاية، «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث