Close ad

العشر من ذي الحجة .. كيف نستغلها؟

19-7-2020 | 01:13
العشر من ذي الحجة  كيف نستغلها؟العشر من ذي الحجة .. كيف نتستغلها؟
غادة بهنسي

شهر ذي الحِجَّة سُمّي بهذا الاسم لأنّ فيه فريضة الحج, اختصه الله بمكانة بين الاشهر لما فيه من أيام وليال تتضاعف فيها الحسنات.

مكانة ذي الحجة

في شهر ذي الحجة جاء فرض الحج, لكن العلماء اختلفوا في العام الذي فيه مشروعية الحج فمنهم من قال في السنة السادسة للهجرة وقال آخرون في السنة التاسعة للهجرة لقول الله تعالى [ولله على الناس حج البيت ..] وهي في صدر سورة آل عمران وقد نزلت عام الوفود في السنة التاسعة.

وذو الحجة آخر الأشهر المعلومات التي ذُكرت بقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ), حيث تبدأ الأشهر المعلومات المذكورة في الآية الكريمة ببداية أول يوم من شهر شوال، وتنتهي مع نهاية اليوم العاشر من شهر ذي الحِجَّة.

وفي اليوم التاسع من ذي الحجة وقفة عرفات أو ما يطلق عليه يوم الحج الأكبر وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، واليوم العاشر منه أول أيام عيد الأضحى "يوم النحر" فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر، ثم يوم القَرِّ" رواه أبو داود.

وحين أقسم الله عز وجل في سورة الفجر: "وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ" فهذا دليل على الفضل العظيم لتلك الليالي؛ حيث يتضاعف فيها ثواب أي طاعة, سواء كنا بين الحجاج ملبين, أوفي بلادنا نقضي هذه الليالي في ذكر الله والصلاة والدعاء وصيام نهارها.



اجتماع أمهات العبادة في ذي الحجة

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
وهكذا ففي الأيام العشرة من ذي الحجة تجتمع أمهات العبادات من صيام وصدقة وحج وصلاة، وهذا لا يكون في غيرها من أيام العام أبداً, فما أعظمها من أيام.

فضل العمل في ذي الحجة

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.

وهذا دليل على أن كل عمل صالح في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله من نفسه في غيرها , فيستحب في هذه الأيام ذكر الله عزّ وجل بجميع أنواع الذكر سواء بقراءة القرآن، أو التكبير، أو التحميد، أو التهليل، أو الاستغفار، أو الدعاء, وكذلك الصيام خاصة صيام يوم عرفة.

فلنكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات, ولنشكر الله أن بلغنا هذه الأيام لننال من خيرها وبركتها.

كلمات البحث