Close ad

«القرآن يتدفق على لسانه كالنهر الجاري».. عبدالباسط عبدالصمد صوت مكة الذي لا يغيب | فيديو

30-11-2019 | 12:52
«القرآن يتدفق على لسانه كالنهر الجاري عبدالباسط عبدالصمد صوت مكة الذي لا يغيب | فيديوالشيخ عبدالباسط عبدالصمد
محمد الإشعابي

«كان سني 10 سنوات - أتممت حفظ القرآن، الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري، وكان والدي موظفًا بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء، فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا عليَّ أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لتلقي علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ محمد سليم، ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وطنطا إحدى مدن الوجه البحري بعيدة جدا، ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر، وقبل التوجه إلى طنطا بيومٍ واحدٍ علمنا بوصول الشيخ محمد سليم، إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت، واستقبله أهل أرمنت، أحسن استقبال واحتفلوا به؛ لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر قد سَاقَ إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب».


وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (بأصفون المطاعنة)، فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات، فذهبت إليهِ وراجعت عليه القرآن كله، ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع.

بهذا صاغ الشيخ الراحل عبدالباسط عبدالصمد، على لسانه، ملامح حياته الناشئة، قبيل أن يركب مركب الشهرة المحلية ومنها للعالمية، ليصبح واحدًا من أهم وأشهر قراء القرآن الكريم على مدار التاريخ، رغم رحيله عن عالمنا قبل 31 عامًا، والتي تحل ذكراها اليوم.


لم يحظ قارئ كما حظي الشيخ عبدالباسط بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم، لما يقرب من نصف قرن من الزمان؛ نال خلالها قدرا من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين، بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حيًا ولا ميتًا.

لقب الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، بالحنجرة الذهبية، وصوت مكة، لما فيه من عذوبة وقوة استأثر بهما دون غيره بطريقة فريدة من نوعها.

ولد القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، عام 1927، بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا، حيث نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا، فالجد الشيخ عبدالصمد، كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا.


حفظ القرآن في سن العاشرة، وبدأ طريق الشهرة عندما اعتمد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة المصرية عام 1951 ليكون أحد قرائها المعتمدين.

روى الشيخ البطيخي، عن بداية شهرة الشيخ عبدالباسط فقال: في شهر رمضان كان الشيخ عبدالباسط يحيي لياليه في دواوين القرية ولا يرد أحدًا يطلب منهُ أن يقرأ لهُ بضع آيات من القرآن، ثم بدأ بعدها في التنقل بين المحافظات، وفي إحدى المرات قرأ في مجلس المقرئين بمسجد الحسين بالقاهرة، وعندما جاء دوره في القراءة كان من نصيبه ربع من سورة النحل، وأعجب بهِ الناس حتى إن المشايخ كانوا يُلوحون بعمائمهم وكان يستوقفه المستمعون من حين لآخر ليعيد لهم ما قرأه من شدة الإعجاب، ثم تهافت الناس على طلبهِ حتى طلبته سوريا ليحيي فيها شهر رمضان فرفض إلا بعد أن يأذن لهُ شيخه.


كما روى أحد المشايخ المقربين من الشيخ عبدالباسط، «كنا ذات مرة في زيارة إلى الحرم المكي وكان شيخ الحرم المكي في ذلك الوقت يقرأ من سورة البقرة إلى سورة الأنعام بقراءة ورش عن نافع فرتل قائلا: «وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا» وقرأ في الركعة الثانية: «إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا»، فحرص الشيخ عبدالباسط على أن يقابله ليصحح له سهوه في القراءة، فقال له: «كان ينبغي أن تقرأ وتقول: نبيئهم، بدلا من نبيهم، وأشد وطائا بدلا من أشد وطئا، فقد قرأت في الآية الأولى بقراءة حفص، ولم تقرأ بقراءة ورش، فأقره الشيخ على هذا السهو في القراءة، وطلب منه أن يبقى في الحرم المكي معهم».

نال الشيخ عبدالباسط، قدرًا هائلًا من الحب داخل مصر وخارجها، وكان يتم استقباله استقبالًا رسمياً على المستوى القيادي والحكومي والشعبي.


ولم يقتصر الشيخ عبدالباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط، وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان، ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس، وكذلك المسجد الإبراهيمي في الخليل بفلسطين والمسجد الأموي في دمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند والعراق ومعظم دول العالم.

كلمات البحث
الأكثر قراءة