أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عن إطلاق "جائزة مروة الشربيني للشجاعة المدنية" تخصص للمسلمين الذين يبلون بلاء حسنا فى مواجهة المجتمع.. وأنه قد خصص اليوم 1 من يوليو يومًا وطنياً لمواجهة العداء ضد للمسلمين.
فيما فاز بالجائزة في عامها الأول كل من مولودة جانس من ألمانيا، والشيخ فريد أحمد من نيوزيلاندا.. ووقع الاثنان ضحية للكراهية ولاعتداءات عنصرية ضد المسلمين فقدا من خلالها أشخاصا عزيزين عليهم، ليردا الاثنان على ذلك بالتسامح والتكافل في مجتمعيهما، حسبما جاء في قرار منح الجائزة.
من جانبه قال أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا: "إن إنسانية مولودة جانس، وقدرتها على أن تواجه الكراهية والتدمير بالعفو والصفح والرحمة يجعلها سفيرة للسلام، وقدوة في مجال الشجاعة المدنية.
لذلك فإننا نعبر عن إعجابنا بشخصيتها القوية، ونعتبرها قدوة لنا، أما فريد أحمد فقد فقد زوجته، حسنى، التي كانت ضمن 51 شهيدا إثر الاعتداء الإرهابي من يميني متطرف على مسجدين في نيوزيلاندا، وعند سماع أولى الطلقات النارية في المسجد قامت السيدة حسنى بإخراج النساء، والأطفال من المسجد لتتفرغ بعد ذلك لإنقاذ زوجها المقعد ما أدى إلى استشهادها، وقد سمعنا تلك الكلمات المعبرة التي لن تفارق آذاننا من السيد أحمد حيث قال بعد الاعتداء الإرهابي مباشرة: 'المحبة بدلا من الكراهية. العفو، والصفح هما الأفضل. السخاء والمحبة والرعاية'.. وهذه كلمات تدل على الاستعداد الكامل من السيد أحمد للصفح، والمسامحة".
وكان أول رد فعل للسيد أحمد بعد علمه بتكريمه بجائزة مروة الشربيني أن قال: إنه لن يقبل بالجائزة إلا إذا خصصت كذلك للشعب النيوزيلاندي الشجاع الذي عبر عن معدنه الأصيل المتمثل في العدالة والتسامح والسلام ولرئسية وزرائه جاكيندا آردرن، على تضحياتها الجسام في هذا المجال".
وفي شرحه لأسباب إنشاء هذه الجائزة أشار مزيك إلى "أن الإرث الذي تركته لنا مروة الشربيني يتمثل في شجاعتها، وتسامحها، وتمسكها بما يكفله لها الدستور المتمثل في حق الممارسة الدينية. مروة كافحت من أجل هذا الحق، وكانت حياتها ثمنا لهذا الكفاح. إن استشهادها يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا، ويجب أن يجعلنا في حالة يقظة، وأكثر فاعلية على مواجهة العنصرية، والعداء ضد المسلمين أكثر من أي وقت مضى."
يشار إلى أن مزيك سيشارك في التأبين الرسمي الذي سينظم في المحكمة الولائية بمدينة دريسدن الألمانية وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد مروة الشربيني فى الأول من يوليو 2009 .. حين حضرت مروة الشربيني إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادتها ضد متطرف عنصري كان قد وجه إليها شتائم عنصرية.. وأثناء المحاكمة قام المتهم العنصري بطعنها بسكين مرات عديدة أمام أنظار القاضي، وبحضور زوجها، وولدها ما أدى إلى وفاتها، واستشهادها.