كشف الدكتور مصطفى محمود في برنامجه الشهير والمدهش "العلم والإيمان" عن سر تغيير مسار حياته للأبد من الاتجاه المادي البحت إلى الروحاني الإيماني.
حيث قال إنه منذ 30 سنة كان تفكيري تفكيرًا علميًا ماديًا، وكنت مبتعدًا عن الدين، وكانت اهتماماتي مختلفة تمامًا أيامها.
وذات يوم حدثت لي حكاية غريبة؛ فأنا من عادتي أن أسهر ليلًا إلى ساعة متأخرة، ثم أنام وأستيقظ متأخرًا، يومها رن جرس التليفون ووجدت أن الذي على الطرف الآخر هو المرحوم "جلال العشري" الناقد المعروف، والذي ما إن سمع صوتي وأنا أتثاءب حتى اعتذر لإيقاظي، وأنهى مكالمته في الحال.
ويكمل الدكتور مصطفى محمود، ونمت فورًا بعد تلك المكالمة، وحلمت بأني أرى "جلال العشري" يمشي في شارع سليمان باشا ومعه شوقي عبدالحكيم الصحفي بمجلة "صباح الخير"، وأحد كتابها، وكانا يتحدثان حديثًا جادًا عن الإنجليزية والكتب، وحينما استيقظت، اتصلت به وأخبرته بأني حلمت به وحكيت له ما رأيت، فإذا به يصاب بحالة من الذهول، ويقول إن هذا ما حدث بالفعل!! وسقطت سماعة التليفون من يدي، ودخلت في دوامة من إعادة النظر في كل شيء؛ وأيقنت أنني قد رأيت بعيني وسمعت بأذني ما يحدث وأنا نائم، فكيف حدث هذا؟!
وأخذت أبحث عن الكتب والفلاسفة الذين تناولوا هذه الموضوعات، وقالوا إنها حالة تسمع الكلام البصري والجلاء السمعي، ولها بعض التمرينات الرياضية التي تقوي هذه الموهبة.
ولكنني لم أكتف بهذه الكتب، وذهبت الى السفير الهندي وقصصت عليه الموضوع، فأشار علىَّ بأحد التمارين وبعض الكتب التي تنمي التركيز والتأمل ، ونفذتها بالحرف؛ ولكن النتيجة كانت فشلًا كاملًا، وليس عندي أي استعداد أن أعيد هذه التجربة مرة أخرى.
وتابع الدكتور مصطفى محمود، لكن في الحقيقة هذا الأمر يحدث لبعض الناس؛ وهو رزق يسوقه الله إلى بعض الأشخاص دون النظر إلى مللهم أو دياناتهم؛ إما ابتلاء لهم وإما فتنة، وإما لإفاقتهم إلى تصويب مسار الطريق.
ويختتم الدكتور مصطفى محمود حديثه قائلا: "طبعًا أعرف السؤال الذي تريدون أن تسألوه: هل تعتقد أن الاجتهاد في العبادة ينمي هذه المواهب والظواهر الغيبية؟! وأجاب نعم؛ ولكن العابد الحقيقي لا يلتفت أبدًا ولا يفكر في تلك المسائل، لا يريد أن يطير فوق الماء، كما لا يريد أن يتنبأ بسعر الدولار غدًا؛ ولكن كل ما يشغله هو أن يكون عبدًا لله، والعارف الحقيقي لا يهتم بمثل هذه الظواهر ولا يتحدث عنها؛ بل يخفيها ولا يظهرها.
ووأنهى الدكتور مصطفى محمود حديثه قائلًا: "ولكن أؤكد أن المنهج الإسلامي هو الصراط المستقيم إلى تلك المعارف العالية، وهو يمثل أقرب الطرق للوصل إلى الله سبحانه وتعالى.
رؤية عجيبة كانت سببًا في عودة الدكتور مصطفى محمود إلى طريق الإيمان