يعاني بعض الناس مشكلات في الأذن، وقد تُوصف لهم بعض الأدوية التي يتم تقطيرها داخل الأذن، فما حكم استعمال الصائم لهذا النوع من الأدوية أثناء الصوم؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول:
قالوا: إذا صبَّ دهنًا في الأذن أو أدخل الماء أفطر؛ بناء على أن ما يوضع في الأذن يصل إلى الحلق، أو إلى الدماغ، فهذا صريح تعليلهم.
القول الثاني:
هذ الدواء لا يفطر؛ وبنى أصحاب هذا القول رأيهم على أن ما يُقطر في الأذن لا يصل إلى الدماغ، وإنما يصل بالمسام.
وفي الحقيقة لا خلاف بين القولين؛ لأن المسألة ترجع إلى التحقق من وصول القطرة التي في الأذن إلى الجوف، وقد بيَّن الطب الحديث أنه ليس بين الأذن وبين الجوف ولا الدماغ قناة ينفذ منها المائع إلا في حالة وجود خرق في طبلة الأذن. فإذا تبين أنه لا منفذ بين الأذن والجوف فيمكن القول – بناءً على تعليلات القائلين بالتفطير – إن المذاهب متفقة على عدم إفساد الصيام بالتقطير في الأذن.
أما إذا أزيلت طبلة الأذن فهنا تتصل الأذن بالبلعوم عن طريق قناة (استاكيوس)، وتكون كالأنف، إذا وصل منه شيء إلى الجوف أفطر الصائم.
وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي أن قطرة الأذن لا تفطر.
المصدر: الموسوعة الميسرة للقضايا الفقهية المعاصرة.