اللهم إنهم كانوا في بيتك آمنين، مطمئنين، راجين عفوك، مهللين ومكبرين، فلا تردهم خائبين، واجعل الجنة مثواهم، وتقبلهم شهداء.
كرامات الشّهيد عند الله
من كرامات الشّهيد عند الله -عز ّوجلّ- أن أكرَمَهُ بقبول شفاعته لأهل بيته، وقد أثبتت الأدلّة ذلك، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يَشْفَعُ الشّهيدُ في سبعينَ من أهلِ بيتِه).
وأهل بيته هم أقاربه على وجه العموم، وتدخل في الأقارب زوجته وقرابته، ولا تمنع الكبائر من قبول الشفاعة إذا أذِنَ الله سبحانه وتعالى، ولكنّها لا تُقبَل في حقّ الكافر، أو من فعل فعلاً يُخرجه من الإسلام، مثل: تارك الصلاة مع إنكار فرضيّتها.
حُكم الدّعاء للشهيد
وفي حُكم الدّعاء للشهيد فإنّه يكون من جُملة دعاء المسلم لأموات المسلمين، ولا حرجَ في ذلك؛ لأنّ في الدُّعاء رحمةً لهم؛ فيدعو المسلم لمن مات شهيداً بأن يرحمه الله تعالى، ويتجاوز عن سيّئاته.
ومن الأدعية المأثورة لأموات المسلمين:
قال الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" في دعائه للميت: (اللهُمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذمَّتِك وحبلِ جوارِك، فأعِذْه مِن فتنةِ القبرِ، وعذابِ النَّارِ، أنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ، اللَّهمَّ فاغفِرْ له وارحَمْه، إنَّك أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ).
وقال الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" في صلاة الجنازة على الميّت: (اللهُمَّ اغفرْ له وارحمْه، واعفُ عنه وعافِه، وأَكرِمْ نُزُلَه، ووسِّعْ مُدخلَه، واغسِلْه بماءٍ وثلجٍ وبرَدٍ، ونَقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنسِ، وأَبدِلْه داراً خيراً من دارِه، وأهلاً خيراً من أهلِه، وزوجاً خيراً من زوجِه، وقِه فتنةَ القبرِ وعذابَ النارِ).
وممّا كان من سُنّة نبيّنا "صلّى الله عليه وسلّم" تجاه الشّهداء
زيارة قبور الشهداء والدّعاء لهم: حيث كان النبيّ "صلّى الله عليه وسلّم" يزور شهداء غزوة أحد، ويدعو لهم بدعائه المأثور: (السّلامُ عليكم أهلَ الدِّيارِ مَِنَ المؤمنينَ والمسلمينَ، وإنَّا إنْ شاء اللهُ بكم لاحِقونَ، نسألُ اللهَ لنا ولكم العافيةَ).